سقطرى الفريدة.. محط أطماع أمريكا وعربها

كشفت معلومات صحفية عن إتفاق بين الفار عبد ربه منصور هادي ودولة الإمارات العربية المتحدة، لتأجير جزيرة سقطرى اليمنية لأبوظبي لمدة 99 سنة، على أن تكون تحت إشراف أمريكي مباشر. ويأتي الإتفاق بحسب التسريبات من ضمن ثمن وُعدت به الإمارات لمشاركتها في العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن.

من الواضح أن قوى العدوان ومن خلفها أمريكا تريد الإستفادة من موقع الجزيرة الجغرافي كونها البوابة الجنوبية لمضيق باب المندب، بحكم وقوعها في الممر البحري الدولي الذي يربط بين دول المحيط الهندي والعالم، إضافةً إلى استغلال تنوعها البيئي في إنشاء مشاريع اقتصادية وتجارية وملاحية كخطة أميركية من أجل احتلالها والسيطرة عليها، لا سيما وأنّ الولايات المتحدة أفصحت مسبقاً عن نيتها في إنشاء سجن بديل عن غوانتانامو وقاعدة عسكرية فيها لتأمين مصالحها والسيطرة على طريق الملاحة البحرية في المنطقة، وها هو هادي يقدّم لها الجزيرة على طبقٍ من ألماس عن طريق تأجيرها للإمارات التي تتحرك فيها تحت العناوين الإنسانية والشعارات الزائفة.

هذه المعلومات أثارت تساؤلات حول جزيرة سقطرى وأهميتها ومناسبة الطمع بها، لذلك لا بدّ من الإجابة على هذه التشاؤلات.
"جزيرة السعادة"  كما سماها قدماء اليونان والرومان، تقع في الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، شرق خليج عدن نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب، وتابعة لمحافظة حضرموت كبرى محافظات اليمن، وترجع أهميتها التاريخية إلى بداية ازدهار تجارة السلع المقدسة ونشاط الطريق التجاري القديم - طريق اللبان، ليذاع صيتها إلى شعوب حضارات العالم القديم، فضلاً عن مناخها المداري ذو الصيف الطويل الحار، والشتاء الدافئ القصير والممطر.




سقطرى تتمتع بتضاريس مختلفة حيث توجد السهول و الهضاب والمناطق الجبلية والمناطق الساحلية، و تتميز بتنوع مواردها الاقتصادية إذ تعد من المناطق المهمة لصيد الأسماك  و من أهم المناطق اليمنية للاحتياطي السمكي، فضلاً عن تربتها الغنية بالمواد العضوية والتربة الفضية والحمراء، ما يجعلها مكاناً صالحاً للزراعة، لا سيما زراعة النخيل التي تتوفر لأكثر من 25 نوعاً من أنواع التمور ورطلاً من إنتاج العسل وخاصة السقطري والحضرمي وغيرها من الأنواع في تنشيط القطاع الزراعي. 

وتتميز الجزيرة باحتوائها ثروة حيوانية كبيرة، نتيجة وجود الهضاب، كا يتيح فرصة جيدة للاستثمار الرعوي فيها، يضاف إليه أنَّ الجزيرة تشكل ثروةً سياحية كبيرة، نتيجة لتوافر مواقع سياحية عدة، ومناظر طبيعية خلّابة، ما يجعلها أهم الأقاليم الجغرافية اليمنية للسياحة، فضلاً عن الأحياء النادرة التي تم تسجيلها حيث يوجد في الأرخبيل 825 نباتاً ، منها 307 نوعا متوطناً (تمثل 37٪ ولا توجد في غيرها) من أهمها اللبان والصبر وشجرة دم الأخوين ، رمز جزيرة سقطرى.

هذه الميزات التي تتمتع بها الجزيرة، لم تكن مجرد سببٍ للاهتمام بها، فقد اعتبرها باحثون كثر من الأقاليم الحيوية والمهمة في توفر الموارد المعدنية كالنفط والغاز وبقية الموارد الأخرى في المستقبل المنظور. 




وعليه، فإنّ الاهتمام بجزيرة سقطرى لم يكن وليد اليوم، فقد أثار الموروث الطبيعي والثقافي لسقطرى فضول الكثير من العلماء الأوربيين خلال القرن التاسع عشر الميلادي، واعتبرت قمة الأرض المنعقدة في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في عام 1992، جزيرة سقطرى ضمن تسع مناطق عالمياً لا تزال بكر ولم تصبها أية عمليات تشويه او استخدام جائر ومفرط بمكتنزاتها وأحيائها، ما وجه أعين المنظمات والهيئات إليها، لضمها  ضمن قائمة التراث الإنساني التي تتبناها منظمة اليونسكو.

سقطرى جزيرة اللبان التي تزخر بالكنوز الطبيعية على صدر تلك الارض البكر، وتحوي أسرار طبيعية، وتعتبر أهم مناطق العالم، وتصنف رابع جزيرة عالمية بالنسبة للتنوع الحيوي فيها، تحاول الإمارات العربية الاستيلاء عليها بموجبِ عقدٍ إيجار سيدّر عليها مليارات الدولارات سنوياً، ولمدة قرنٍ إلا عام من الزمن. مِن خلف الإمار ات تقف أمريكا التي تسعى الى وضع يدها أمنياً وعسكرياً على الجزيرة لتحوّلها الى قاعدة عسكرية متقدّمة لها في نقطة استراتيجية حيث تشتعل حرب السيطرة على الممرات المائية بين الدول.

آخر الأخبار