أمين عام حزب الله: العدوان السعودي يؤسس لأبشع أشكال العدوان والحروب على أمتنا

كرر الأمين العام لحزب الله اللبناني سماحة السيد حسن نصر الله إدانته للعدوان السعودي الأميركي على اليمن، معتبرًا أنه يؤسس لأبشع أشكال العدوان ويبرر لكل الذين يغزون في المستقبل أو يشنون حروباً في المستقبل على شعوبنا وعل دول منطقتنا وعلى أمتنا.
وقال في كلمة متلفزة عبر قناة "المنار" مساء السبت: في اليوم الثاني والخمسين لبدء العدوان السعودي الأميركي على اليمن، يجب أن نجدد إدانتنا لهذا العدوان السعودي الأميركي على اليمن وشعبه وجيشه وكل ما فيه، في ظل الصمت العالمي المستمر، وفي ظل كل هذه التطورات القاسية التي تحصل.
أضاف: باليوم 52 سنقول ما قلناه في اليوم 40 وقبله ومن أول يوم، هذا العدوان لن يحقق اهدافه، في اليوم 52 نقول فشل في تحقيق أهدافه، آخر مرة في اليوم 40، قلت فشل في تحقيق أي من أهدافه، فلتدلوني عن هدف واحد فقط، طبعا سيقومون بشتمنا، يا اخي أنت فلتاتِ بالبيان الصحفي أو بيان التحالف السعودي، وضع الأهداف واخرج وقل للعالم كله إن هذا واحد من الأهداف المعلنة لعاصفة الحزم وقد تحقق. الذي حصل حتى الان هو فشل على فشل، بل اكثر من الفشل، والذي يتحقق أن الذي يحصل في اليمن حتى الآن هو عكس الاهداف. يعني إذا كان الهدف هو إخضاع اليمنيين، اليوم هناك تمرد يمني وإصرار يمني على الاستقلال وعلى العزة وعلى السيادة وعلى الكرامة وعلى رفض الهيمنة. إذا كان المطلوب هو تفكيك الجيش اليمني، الجيش اليمني يزداد تماسكاً. إذا كان المطلوب كسر أو إضعاف أنصار الله فأنصار الله تزداد قوة وحضوراً وثباتاً. إذا كان المقصود العنوان المدعى هو هيمنة إيران ونفوذ إيران، لقد قدمتم أنتم إيران كأهم صديق وأعز صديق للشعب اليمني من خلال مواقفها ومن خلال أدائها ومن خلال سلوكها، وقدمتم أنفسكم أبشع الأعداء لهذا الشعب. إذا كان التهديد وكل هذا الذي تكلمنا فيه، اليوم الذي يحصل هو عكس الأهداف، يعني لم بفشلوا فقط في تحقيق الاهداف بل الذي يحققه عدوانهم هو عكس الأهداف التي كانوا يبحثون عنها.
وتابع السيد نصر الله: نعم المشهد الحقيقي الآخر الذي لا يجوز إغفاله، نعم يوجد شيء حققوه: الدمار، القتل، أعداد كبيرة، هذه إحصاءات رسمية، منظمات دولية، وليس إحصاء القوى اليمنية التي تقاتل العدوان، أعداد كبيرة من الأطفال وأعداد كبيرة من المدنيين ومن الشهداء والجرحى، الدمار الهائل.
وهناك شيء عجيب اسمحوا لي أن أسألهم في هذه الدقائق المتبقيّة، يعني مثلاً أنت تفهم أن يقوم جيش أو سلاح جو بأي شيء، ولكن أن يهاجم أضرحة؟
مثلا مساجد هذا ليس بجديد عليهم، "إسرائيل" قصفت مساجد ـ اسمحوا لي للأسف الشديد أريد أن اقارن مع "إسرائيل" ـ ولكن اضرحة؟ مثل ضريح الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، يطلع بطائرات 14 غارة ليدمر قبراً وعليه بعض الأعمدة وقبة، لماذا؟ فليقم خبراء عسكريون وسياسيون مفكرون ليشرحوا لنا ما تفسير هذا، وفي رأس الجبل، لا يمكن أن يتسع لمحمولة ولا ذخيرة، لا يوجد شيء فوق، لماذا؟ تصل بعده إلى تدمير مسجد تاريخي وضريح ومقام أكبر أئمة الزيدية في اليمن، الإمام يحيى بن الحسين (ع) من ذرية الإمام الحسن المجتبى (ع)؟ لماذا؟ السيد حسين، نقول هذا أسّس الشباب المؤمن وأنصار الله وصنع لكم مشكلة! ماشي الحال. لكن إمام من أئمة المسلمين أو طائفة عزيزة من طوائف المسلمين وقبل أكثر من ألف سنة توفاه الله سبحانه وتعالى. لماذا تعمدون إلى قصفه؟ القلاع، الآثار الحضارية في اليمن، لماذا تعمدون إلى قصفها؟  
وقال: أنا لدي تفسير واضح: هذا عقلهم، هذا فكرهم، هذه ثقافتهم، هذا الفقه الصحراوي البدوي الخاص بهم، الذي لا يمت إلى محمد بن عبد الله (ص) بصلة، الذي بعث رحمة للعالمين في مثل هذه الأيام. لأنهم في السعودية فعلوا الأمر ذاته وقد تحدثنا عن هذا سابقاً. هذه هي المرجعية الفكرية لداعش، الذي تصنعه داعش في العراق وفي سوريا وغيرها، هذه مرجعيته الفكرية، لكن هناك أناس يرسلون سيارات مفخخة أو في المعاول وهناك أناس من خلال سلاح الجو. ألا يحتاج هذا الأمر إلى توقف عنده؟ تقوم بقتل شعب، وتقدم لذلك مبررات، لكن ما هي مشكلتك مع الميتين؟ ما هي مشكلتك مع الشهداء؟ ما هي مشكلتك مع القلاع والآثار الحضارية والتاريخية؟ أي أحد يجد تفسيراً غير الذي قلته فليقدمه لنا.
ورأى السيد نصر الله أن الأخطر في هذه الحرب، في هذا العدوان السعودي الأميركي على اليمن، وفي هذه المباشرة السعودية في العدوان، هل تعلمون ما هو أخطر شيء؟ أنهم لم يتركوا محرّمات، لم يتركوا خطوطاً حمراً في العدوان، لم يدعوا شيئاً يُناقش لاحقاً، أو يُقال لأحد بعدهم: لماذا فعلت هذا؟ هنا، أنا آسف جداً. أنا واحد من الشعب اللبناني الذي عاش كل هذه المعاناة مع العدو الإسرائيلي، وهذا الشعب الذي خاض حروباً مع العدو الإسرائيلي وهذه فلسطين وهذه شعوب المنطقة. هذا العدو الحاقد المتوحش، مرتكب المجازر، الذي بقر بطون النساء وارتكب المجازر في مثل هذه الأيام في دير ياسين وغيرها في فلسطين المحتلة، لكن لم يقصف لا أضرحة ولا مقامات، لا مقام السيد عباس انتقم منه في حرب تموز، ولا ضريح الشيخ أحمد ياسين ولا ضريح الشهيد فتحي الشقاقي ، لم يضرب أضرحة، لم يقصف مقامات دينية، مع أنه هو: "لتجدنّ أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا" لماذا أنتم فعلتم ما فعلتم وهو لم يفعل ذلك؟
وقال: السابقة الخطيرة التي يقوم بها العدوان السعودي في حربه على اليمن أنه لم يبقِ لا لجيش أميركي ولا لجيش إسرائيلي ولا لجيش يغزو ويعتدي ولا لجماعات إرهابية لم يبق حرمة لشيء، لا لأحياء، ولا لأموات، ولا لبشر ولا لحجر ولا لمقاتلين ولا مدنيين ولا لماضٍ ولا لحاضر ولا لكرامة، وإلى ماذا يؤسس هذا على مستوى المنطقة ككل؟  
وختم السيد نصر الله: لذلك أمام هذا النموذج الخطير جداً نعود ونردد ما كنا نقول منذ اليوم الأول: مسؤولية الأمة أن تقف في وجه هذا العدوان الذي يؤسس لأبشع أشكال العدوان ويبرر لكل الذين يغزون في المستقبل أو يشنون حروباً في المستقبل على شعوبنا وعل دول منطقتنا وعلى أمتنا كل ما يمكن أن يلجأوا إليه.

آخر الأخبار