الاندبندنت: محمد بن سلمان ساذج وابن ملك يعاني الخرف

بعنوان "الأمير السعودي الساذج المتعجرف يلعب بالنار"،  كتب مراسل الشرق الاوسط في صحيفة "الاندبندنت" باتريك كوكبرن، تقريرا كشف فيه عن ان جهاز الاستخبارات الالمانية "BND" كان قد نشر وثيقة يقول فيها ان السعودية تبنت "سياسة تدخل متهورة". ووصفت الوثيقة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان – النجل المفضل لدى الملك السعودي الذي يعاني من الخرف- بالسياسي المغامر الذي يزعزع استقرار العالم العربي عبر الحروب بالوكالة التي تشن في اليمن وسوريا.

ولفت الكاتب الى ان اجهزة الاستخبارات عادة ما لا توزع مثل هذه الوثائق التي تنتقد قيادة حلفاء قريبين مثل السعودية الى الصحافة، وبالتالي اعتبر ان ذلك يدل على مدى القلق من السياسات السعودية والخوف من ان السعودية باتت تشكل ورقة متوحشة وغير متوقعة.
وأشار الكاتب الى ان التقرير الاستخبارتي لم يكن له تأثير كبير خارج المانيا عندما نشر في الثاني من كانون الاول/ ديسمبر الماضي،بعد ثلاثة اسابيع من مجزرة باريس حيث كانت حكومات ووسائل الاعلام العالمية منشغلة بكيفية امتصاص خطر ومحاربة داعش.كما قال ان التقرير تزامن ايضاً مع نقاش داخل بريطانيا حول الانضمام الى الحرب على "داعش" في سوريا، وبعدها ما حصل في كاليفورنيا بالولايات المتحدة من شخصين مناصرين لداعش.
غير ان الكاتب شدد على ان اعدام الشيخ نمر النمر و46 آخرين هو الذي نبه الحكومات لحجم التهديد الذي باتت تشكله السعودية للوضع الراهن. وعليه قال انه يبدو أن السعودية تستفز ايران بشكل متعمد في محاولة لقيادة العالمين السني والعربي، وفي الوقت نفسه يعزز محمد بن سلمان قوته بالداخل من خلال "مناشدة القومية الطائفية السنية". كما اكد على ان السياسة السعودية تحولت منذ تسلم الملك سلمان العرش بعد وفاة الملك عبدالله.
واشار الكاتب الى ما كشفته الوثيقة الاستخبارتية الالمانية لجهة المجالات التي تتبنى فيها السعودية سياسة اكثر عدائية. ولفت بهذا السياق الى دعمها لانشاء جيش الفتح المؤلف بشكل اساس من جبهة النصرة التابعة للقاعدة واحرار الشام، التي تتبع ايديولوجيا مماثلة. كما تحدث بالاطار ذاته عن حرب شنتها الرياض على حركة الحوثيين والجيش اليمني التي لا يبدو انها ستنتهي في وقت قريب، مشيراً الى ان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هو من بين المستفيدين من هذه الحرب، التي لا يبدو أن الولايات المتحدة ستنجح في محاولة الحد منها عبر طيران الاستطلاع.
وقال الكاتب ان كل هذه "المغامرات الخارجية" لم تنجح وليس في وارد تحقيق النجاح، لكنه اعتبر انها حققت لمحمد بن سلمان الدعم في الداخل. وهنا لفت الى تحذير الاستخبارات الالمانية من ان وضع الكثير من السلطة في ايدي محمد بن سلمان يحمل معه خطر التجاوز في سياسته. واعتبر الكاتب ان "التجاوزات" هذه تزداد يوماً بعد يوم، حيث رأى ان الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد لم تقتضِ قطع العلاقات الدبلوماسية،كما تحدث عن الضربة الجوية التي قالت ايران انها استهدفت سفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء.
وتطرق الكاتب ايضاً الى "المؤشرات التي ظهرت خلال الايام الاخيرة والتي تفيد بان القيادة السعودية ترفع الحرارة السياسية عبر محاكمة اربعة ايرانيين"، احدهم متهم بالتجسس والثلاثة الآخرون متهمون بالارهاب. و قال ان المواطنين الايرانيين الاربعة كانوا في السجن منذ عام 2013 او 2014،و بالتالي ما من سبب يدعو الى محاكمتهم الآن، الّا اذا كان المراد طعنة اضافية لايران.
كذلك تحدث الكاتب عن شعور سائد بان محمد بن سلمان مغامر عديم الخبرة من المرجح ان يصعد عندما تفشل رهاناته، وهو عكس الحكام السعوديين السابقين الذين كانوا يفضلون توزيع الرهانات.
كما قال الكاتب ان سبب اساس لتحرك السعودية بشكل احادي يعود الى استيائها من الاتفاق الذي توصلت اليه الولايات المتحدة مع ايران حول برنامج طهران النووي. وهنا تحدث الكاتب عن سذاجة: حيث قال ان التحالف الوطيد مع الولايات المتحدة هو السبب الاساس لنجاة السعودية امام التحديات القومية والاجتماعية منذ الثلاثينات. واشار الى انه وباستثناء المال السعودي والتحالف الوطيد مع الولايات المتحدة، فان قادة الشرق الاوسط طالما شككوا بان يكون لدى الدولة السعودية قدرة عملانية كبيرة.
وتحدث الكاتب ايضاً عن المشاكل الاقتصادية داخل المملكة، حيث قال ان ما يطرحه محمد بن سلمان من تقشف واصلاحات بالداخل انما تنتهك "العقد الاجتماعي" بين دول النفطية والمجتمع. واوضح ان هذا "العقد الاجتماعي" ينص على اعطاء الشعب حصة من الارباح النفطية من خلال الوظائف الحكومية والاعانات المالية، لكنه في الوقت عينه لا يتمتع باي حرية سياسية. وعليه اعتبر ان المزيد من الخصخصة والاعتماد على السوق، من دون اي محاسبة او نظام قانوني عادل، انما يعني تفويضا للنهب من قبل الذين لديهم سلطة سياسية.
واعتبر الكاتب ان هذا كان من اهم اسباب الانتفاضة ضد معمر القذافي في ليبيا والرئيس بشار الاسد في سوريا، وفقاً لزعمه.
الكاتب شدد على انه من شبه المستحيل اصلاح دول النفط، محذراً من محاولة القيام بذلك. وقال ان مثل هذه الدول يجب ان تتجنب الحرب اذا ما ارادت البقاء، حيث ان الشعب "قد لا ينتفض ضد حكامه، لكنه بالتأكيد غير مستعد للموت من اجلهم".

آخر الأخبار