خاص | بن سلمان المتناقض: دمّرنا ترسانتهم الصاروخية.. يهدّدوننا بصواريخ أرض - أرض!!

نشرت وسائل الإعلام السعودية مقابلة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع صحيفة "ذا ايكونوميست" البريطانية، وتضمّنت مواقف من مختلف القضايا المطروحة، بدءاً من عدوان بلاده على اليمن، مروراً الى جريمة إعدام الشيخ نمر باقر النمر وما تلاها من تداعيات، وصولاً الى الأزمة الإقتصادية الحادة التي تمرّ بها بلاده.

حاول الإعلام السعودي تظهير كلام بن سلمان بشكل إحتفالي وترويجي بوصفه كلاماً مهماً صادراً عن "قائد حملات" السعودية العسكرية والإقتصادية، غير أن كلام بن سلمان بدا هزيلاً وسطحياً ولم يلامس بعمق أسباب الأزمات التي تعاني منها بلاده، ولا حقيقة الأمور. بدا ولي ولي العهد من خلال حديثه، كأي متابع لمجريات الأمور عبر وسائل الإعلام، لا بوصفه أحد أصحاب القرار المؤثرين فيها.
في الشأن اليمني، لامس بن سلمان الأزمة وأسبابها وتداعيات من قشورها. بدا في المقابلة، التي أُجريت في 4 كانون الثاني ونُشرت بالأمس (أي بعد ثلاثة أيام على إجرائها)، متناقضاً الى حدّ كبير. في الأصل، لم يخض بن سلمان في تفاصيل الملف اليمني، خصّص فقط أربعة أسئلة لليمن، أحدها للتمجيد بالملك، فيما جاءت إجاباته على الأسئلة المتبقية سطحية جداً.
قال بن سلمان إن تحالف العدوان الذي تقوده بلاده ضد اليمن  دمّر 90% من الترسانة الصاروخية للجيش اليمن يواللجان الشعبية، وعطّل قدراتها الجوية وقدرات الدفاع الجوي الخاصة بها.
وردّاً على السؤال التالي: "ألا تشعر بأنك في مستنقع عسكري؟"، أجاب بن سلمان:  "لديّ الآن صواريخ أرض أرض على حدودي، تبعد فقط 30-50 كيلومتراً عن حدودي، ومدى هذه الصواريخ يصل لـ550 كيلومتراً، تملكها ميليشيات، وميليشيات تجري تدريبات على حدودي، وميليشيات تمتلك طائرات حربية لأول مرة في التاريخ، وذلك على حدودي"، سائلاً: "هل هناك أي دولة في العالم تقبل بحقيقة وجود ميليشيات بهذا النوع من التسليح على حدودها؟".
بدا التناقض واضحاً في إجابات "قائد الحملات السعودية"، فهو مرة يقول إنه دمّر الترسانة الصاروخية لليمنيين، وبالتالي نجح عدوانه على اليمن، ومرة أخرى يقول إنه لا يعلم توقيق انتهاء عدوا بلاده على اليمن، لأن من يسمّيهم "الميليشيات" في إشارة الى أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية، يملكون الطائرات والصواريخ الباليستية على مرمى حجر من حدود بلاده وهي تهدّد جيشه داخل الحدود.
التوتر الظاهر بين كلمات بن سلمان وحروفه، والأكاذيب التي ساقها في حديثه عن العملية السياسية ونسبة سيطرة قوى العدوان على الأرض اليمنية وعن الطرف الذي لا يحترم قرار الأمم المتحدة، زاد مع السؤال التالي: "كم ستستغرق هذه العملية من وقت؟"، فأجاب: "لا يمكن لأحد أن يتوقع مثل هذا الأمر، من أكبر قائد إلى أصغر قائد، لا أحد يستطيع توقع ذلك".
لو قُدّر لأحد أن يسأل مراسل الـ"ذا ايكونوميست" الذي أجرى المقابلة مع بن سلمان، عن حالة ولي ولي العهد السعودي خلال الإجابة عن هذا السؤال، لكان سمع منه الجواب التالي: كان صوته يرتجف وعيناه جاحظتين!!


آخر الأخبار