عدن: هادي يغرق في معركة «عاصمته»!

يزداد الوضع تعقيداً في محافظة عدن التي خرجت عن سيطرة «الشرعيّة»، وفي آخر فصول الفوضى التي تعيشها «العاصمة المؤقتة»، نجا ثلاثة مسؤولين، من بينهم محافظ المدينة، من تفجير انتحاري بسيارة مفخّخة استهدف موكبهم، في وقت تقول قوّات عبد ربه منصور هادي إنَّها بدأت تنفيذ مداهمات في مناطق يسيطر عليها «الجهاديون».


ويأتي التفجير غداة تنفيذ قوّات هادي مداهمات، أدَّت إلى توقيف أحد قادة المجموعات الجهاديّة، وبعد حوالي شهر على اغتيال محافظ عدن السابق جعفر سعد الذي قضى في تفجير سيارة مفخخة تبناه تنظيم «الدولة الإسلامية ـ داعش».

مصادر أمنية أوضحت لـ «فرانس برس» أنَّ سيارة مفخخة انفجرت لدى مرور موكب المسؤولين الثلاثة، محافظ عدن عيدروس الزبيدي، ومدير أمن عدن اللواء شلال علي الشائع، ومحافظ لحج ناصر الخبجي، في حي الإنماء في عدن، ما أدَّى إلى مقتل اثنين من مرافقيهم وإصابة سبعة، من دون أن يصاب المسؤولون.

إلَّا أنَّ المتحدث باسم الحكومة اليمنيّة المستقيلة، نزار أنور، أوضح أنَّ انتحاريّاً كان يقود السيارة فجَّر نفسه بينما كان الموكب يمرّ في منطقة الإِنماء.

وليل الاثنين ـ الثلاثاء، نفّذت قوّات هادي حملات دهم لتوقيف «جهاديين» بعد دخول حظر تجوال ليلي حيز التنفيذ مساء أمس الأول، أوقف على إثرها محمد اللحجي الذي يُعتقَد أنّه مسؤول «القاعدة» في حيّ التواهي وسط عدن، حيث للتنظيم نفوذ واسع. وشدّد مسؤول في مكتب المحافظ، على أنّه سيتم تفتيش ومداهمة كل المنازل في حيَّي التواهي والمعلا المجاور له، بشكل تدريجيّ.

ميدانياً، تمكّن الجيش و «اللجان الشعبية» من السيطرة، يوم أمس، على منطقة كرش، التابعة لمحافظة لحج جنوب اليمن، والتي تكمن أهميتها في كونها تسهّل حركة الجيش و «اللجان» بين تعز ولحج، فضلاً عن أنَّها قريبة من قاعدة العند الجوية.
وقال مصدر يمني إنَّ الجيش و «اللجان» تمكّنا، ظهر أمس، من السيطرة بشكل كامل على المنطقة الواقعة في الأطراف الشماليّة من محافظة لحج، بعد مواجهات محدودة مع مسلّحي هادي.

في غضون ذلك، أكَّدت الأمم المتحدة أنَّ المحادثات المرتقبة بين الأطراف اليمنيين، والمقررة منتصف الشهر الحالي، «ستجرى في موعدها»، برغم التوترات الإقليميّة التي نجمت عن قرار الرياض قطع علاقاتها مع طهران.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ميكيلي زاكيو، «يسافر المبعوث الخاص اسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى المنطقة (اليوم) ـ إلى الرياض ـ وبخلاف ذلك، بوسعي أن أقول إنّه في الوقت الراهن لا تزال محادثات منتصف كانون الثاني في موعدها. لذلك، من المقرّر أن تبدأ في 14 الحالي، لكنّ مكانها لم يُحدّد بعد».

ووفق أرقام المنظمة الدولية، فإنَّ ما لا يقل عن 81 مدنياً قتلوا في اليمن في كانون الأول الماضي، قضت غالبيتهم بغارات «التحالف».

وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، روبرت كولفيل، «خلال شهر كانون الأول، قتل ما لا يقل عن 62 مدنياً بغارات جوية نسبت إلى التحالف العربي». وأضاف «هذا أكثر من ضعف عدد المدنيين الذين قتلوا في تشرين الثاني وعددهم 29 مدنياً».

وتشير تقارير المنظمة إلى إصابة العديد من المباني في صنعاء في مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة.

كذلك، تلقّت المفوضية «تقارير مروعة» حول استخدام قنابل عنقودية من قبل «التحالف» في محافظة حجة على الحدود مع السعودية. ووجد فريق تابع للمفوضية في إحدى القرى، بقايا 29 قنبلة من هذا النوع قرب مزارع للموز.

(«السفير»)

آخر الأخبار