مقايضة بين «القاعدة» ومسلحي هادي في عدن

في ظل تواصل الانفلات الأمني في محافظة عدن منذ أشهر، نجا محافظا عدن ولحج، عيدروس الزبيدي وناصر الخبجي، بالإضافة إلى مدير أمن عدن شلال علي شايع، من محاولة اغتيال استهدفتهم ظهر أمس، في حي إنماء السكني في عدن. وقالت مصادر محلية إن عملية الاغتيال دُبرت بدقة إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها، مؤكدة أن موكب محافظ عدن المعيّن من هادي تعرض للمراقبة من قبل الجهة التي تقف وراء العملية والتي تشير معطياتها إلى وقوف تنظيم «داعش» وراءها، ولا سيما أن هناك تشابها كبيرا بين العملية وعملية اغتيال المحافظ السابق، جعفر محمد سعد قبل شهر.

 

وتشهد عدن منذ خروج الجيش اليمني و»اللجان الشعبية» منها في تموز الماضي وسيطرة قوات التحالف السعودي والمجموعات المسلحة فوضى أمنية، حيث تنتشر في أجزاء واسعة منها تنظيمات متطرفة منها «داعش» و»القاعدة»، اللذان يوظّفان بصورة واضحة في صراع خفي بين السعودية والامارات على النفوذ في الجنوب اليمني.
وبعدما قتل سعد وعيّن الزبيدي القريب من الامارات، يبدو أن جهة ما تحاول تصفيته مع شائع الذي كان مقيماً معه في الامارات قبل عودتهما منذ فترة إلى عدن.

وأكد المصدر أن موكب محافظات عدن ولحج تعرض للهجوم من قبل سيارة أثناء مرورها من مدينة أنماء، وأشار إلى ان المحافظين كانا في اجتماع مغلق مع قيادة «التحالف» في عدن. وأسفر الهجوم عن مقتل أحد مرافقي محافظ عدن وإصابة سبعة آخرين من مرافقية بجروح.
وتعهد الزبيدي عقب نجاته مطاردة المليشيات المتطرفة من أحياء عدن كافة. وكانت محاولة السلطات إعادة السيطرة على بعض الأحياء السكنية الخاضعة لسيطرة «القاعدة» و»داعش»، قد باءت بالفشل.

 


فعملية الاغتيال التي تعرض محافظا عدن ولحج لها جاءت فيما تشهد المدينة إجراءات أمنية في بعض المناطق وخصوصاً المعلا التي شهدت مواجهات عنيفة بين فريقين من المليشيات مطلع الأسبوع على خلفية محاولة مليشيات موالية للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي السيطرة على ميناء المعلا الذي كان خاضعا لسيطرة مليشيات تنتمي إلى «القاعدة»، وبعد مواجهات عنيفة أودت بحياة سبعة من الجانبين بينهم العقيد عبد الخالق محمد شايع المقرب من مدير أمن عدن السابق. ووفق المصادر فإن المليشيات التي كانت تحتل الميناء يقودها المدعو سيف الملقب (أبو سالم) وهو أحد عناصر «القاعدة»، 

وقد تدخلت وساطات قبلية بين الطرفين اللذين عززا وجودهما في جولة كالتكس ومحيط الميناء وانتهت المفاوضات فجر الاثنين باتفاق قضى بانسحاب المليشيات التي تسيطر على الميناء وتسليمه للسلطات مقابل تلبية مطالب مسلحي المليشيات بدفع تعويضات مالية كبيرة ودمجهم في إطار قوات الأمن والجيش الموالي لهادي. وقالت المصادر إن لجنة وزير داخلية هادي حسين عرب التزم للمسلحين خطياً استيعابهم في إطار أمن عدن ودفع تعويضات مالية يطالبون بها بضمانات، وجرى بعد ذلك إخلاء المسلحين للميناء وتسليمه لمحافظ عدن المعين من قبل هادي ومدير الأمن شلال علي شايع.

وعقب عملية التسلم والتسليم لمليشيات موالية لهادي ميناء المعلا، قام هادي بزيارة الميناء على متن طائرة «أباتشي» وتوعد من الميناء باستعادة كل مرافق الدولة من المليشيات. وفي السياق نفسه، طالب مسلحون يسيطرون على مطار مدينة عدن بمساواتهم بهؤلاء المسلحين، بتعميم الاتفاق وتلبية كافة مطالبهم مقابل الانسحاب من المطار وتسليمة لمليشيات هادي.

وتواصلاً للانفلات الأمني الذي تعيشه محافظة عدن اغتال مسلحون مجهولون يعتقد انتماؤهم لتنظيم «القاعدة» فجر الاثنين الشيخ علي عثمان الجيلاني في منطقة كريتر في مدينة عدن. وأكد مصدر محلي أن اغتيال الشيخ الجيلاني جاء فيما كانت عدن تشهد انتشاراً أمنياً كثيفاً لمليشيات هادي. وأفادت المصادر نفسها، بأن المسلحين أطلقوا النار باتجاه الشيخ الجيلاني وأردوه قتيلاً إثر خروجه من المسجد بعد أدائه صلاة الفجر. وقوبل اغتيال الشيخ الجيلاني باستياء واسع النطاق في محافظة عدن.

(رشيد الحداد / الأخبار)

آخر الأخبار