الإمارات تثبّت أقدام الانفصال في الجنوب

برزت في الآونة الأخيرة مساعٍ علنية لدولة الإمارات إلى «الاستثمار» في القضية الجنوبية التي هي أحد أكثر الملفات حساسية في طريق أي حلّ للأزمة اليمنية. ويبدو نشاط الإمارات الأخير يصبّ بصورة لا لبس فيها، في تزكية تيار الانفصال في الجنوب على حساب التيارات السياسية الأخرى الأكثر مرونةً وانفتاحاً على القوى السياسية الأخرى، وعلى «الشمال اليمني».

وفي وقت ازدادت فيه مظاهر الانفصال العسكرية والاجتماعية مع الممارسات التي تشهدها المحافظات الجنوبية بحق «الشماليين»، جرى تعيين شخصيتين من الأكثر تطرفاً إزاء قضية الانفصال في مناصب رسمية حساسة، وهما عيدروس الزبيدي محافظاً لعدن، والعقيد شلال شائع مديراً للأمن السياسي في المحافظة الجنوبية نفسها.

 


والزبيدي وشائع هما قياديان في «المقاومة الجنوبية» التابعة لـ«الحراك الجنوبي»، وكانا قد مكثا في أبو ظبي لسنة قبل أن يعودا إلى عدن ويتم تعيينهما على الفور في مناصب رسمية، بعد تبني تنظيم «داعش» اغتيال محافظ عدن السابق جعفر محمد سعد. وأفادت مصادر بأن الإمارات ضغطت لإقناع الزبيدي وشائع لقبول الانخراط في قوام طاقم الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي تحت مظلّة الجمهورية اليمنية الموحدة، كمرحلة مؤقتة قبل الانتقال إلى الدولة الاتحادية. كذلك قالت معلومات إن أبو ظبي تعمل حالياً على بلورة فكرة الإدارة الذاتية للجنوب، وخصوصاً أنه منذ اليوم الأول لمشاركتها العسكرية في «التحالف»، ظهر تقاسم النفوذ بينها وبين السعودية في الجنوب، حيث تطمح الإمارات إلى توسيع نفوذها في محافظات عدن وأبين والضالع ولحج. في هذا الوقت، وصل الرئيس الجنوبي السابق، علي سالم البيض، إلى أبو ظبي في أول زيارة للإمارات منذ خروجه من اليمن، فيما يسكن فيها القيادي في «الحراك الجنوبي»، عبد الرحمن الجفري، وهو رئيس «الهيئة الوطنية الجنوبية للتحرير والاستقلال». وقد التقى البيض وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، ثم الجفري، في أبو ظبي. وتتجه الإمارات حالياً نحو تنظيم مؤتمر شامل للقيادات الجنوبية في الداخل والخارج، في سبيل ما تقول إنه «لم الشمل وتوحيد الرؤى السياسية وبلورة المطالب الشعبية».


(الأخبار)

 


آخر الأخبار