’بلاك ووتر’ في اليمن فشل يحاكي فشل العدوان

 

أوستراليون، كولومبيون، بريطانيون، ومكسيكيون، قتلوا خلال الأيام الأخيرة في جنوب اليمن بمواجهة أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية، تبين أنهم فرقة من عصابة تابعة لشركة "بلاك ووتر"، تلك الشركة التي لم تتوان يومًا ذبحًا وقتلًا وتشريدًا بمسلمي أفغانستان والعراق.

 

لمَ اليمن؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات؟ وهي المستهدفة من جنود العدوان السعودي الاميركي مدة ناهزت السنة؛ مدة ليست بالبسيطة مقارنة مع أية محاولة في العالم لاحتلال أو اعتداء والسعودية تمعن استباحة أرض اليمن وشعبها.

 

الإمارات التي سحبت كل عناصرها من الميدان اليمني، مخليةً كل مواقعها ومكتفيةً ببعض النقاط العسكرية في ميناء عدن، عمدت إلى الاستعانة بقوات مستأجرة متمثلة بمقاتلي الشركة الاميركية الذائعة الصيت في اعمالها القذرة، حيث بدا امس وجود هذه الشركة واضحا بعدما نقلت طائرة نقل أميركية تحمل شعار الشركة أمس، جثث المستشارين البريطانيين والمقاتلين الكولومبيين.

 

هذه الفوضى الامنية والعسكرية التي يتم التحضير لها على الساحة اليمنية، تؤكد فشل القوات الإماراتية في كافة عملياتها العدوانية ومحاولاتها العسكرية على مختلف الجغرافيا اليمنية، واصرارها على استحواز الحصة الأكبر من الجنوب اليمني بمنافسة حليفتها السعودية، بشتى الطرق.

 

وقد أكدت صحيفة "التايمز" البريطانية ان جنرالاً بريطانيا وآخر أستراليا، كانا من بين 8 مرتزقة قتلوا هذا الأسبوع في اليمن، كانا يقودان فريقا من الكولومبيين، الذين أرسلتهم الإمارات للقتال.

 

واوضحت الصحيفة انه "تم تحديد هوية البريطاني باسم العقيد أرثر كينغزستون، أما الأسترالي فهو فيليب ستيتمان"، مشيرة إلى أنهما قتلا في كمين نصب لهما خارج مدينة تعز جنوب اليمن، وذلك عندما كانا يحاولان استعادة قاعدة العمري العسكرية، التي تسيطر عليها قوات الحرس الجمهوري.

 

وينقل التقرير، عن أحد ضباط الحرس الجمهوري قوله "لقد حاولا التقدم نحو قاعدة العمري في بلدة ذباب الواقعة جنوب غرب عدن، عندما تمت مداهمتهم، وبدأ قتال استمر لساعات قبل انسحاب المرتزقة"، مضيفا ان الحرس "جر جثث القائدين البريطاني والأسترالي وستة من الكولومبيين منتمين لشركة "بلاك ووتر العالمية"".

 

الشركة الأمنية الأميركية المقاتلة في الجنوب، تعمل بإدارة وكالة المخابرات المركزية (CIA)، دورها العلني يتمثل بتأمين خدمات امنية وحراسات لمواقع في مناطق عدم الإستقرار الامني بشكل عام، إلا ان حقيقتها خلال الحرب الداخلية في العراق اثناء الاحتلال الاميركي، حين نفذت اعمالا ارهابية واعمالا لها طابع الفتنة، تثبت الحماية المشبوهة التي تؤمنها الشركة؛ وقد اوضح الخبير في الشؤون العسكرية العميد المتقاعد أمين حطيط ان هذه القوات تمتلك حرفية عالية وتقنيات متطورة وتستخدمها في إثارتها للفتن وتفيذ عملياتها الإرهابية.

 

ورأى العميد حطيط ان الإمارات اتخذت قرار سحب عناصرها واستبدالهم بمقاتلي "بلاك ووتر"، بعد تلقيها الاوامر من الولايات المتحدة، مضيفا ان "عجز القوات الإماراتية في تحقيق اي انجاز او تقدم وانتشار الفوضى في المناطق الجنوبية، دفعها إلى اللجوء لتلك القوات".

 

واشار حطيط إلى ان الإمارات "تحقق فائدتين من هذه الخطوة، تتمثل الاولى بتعطيل النفوذ السعودي في الجنوب اليمني والاستحواز على الحصة الأكبر من النفوذ وتثبيت وجودها بمواجهة القوات السعودية، والفائدة الثانية تتمثل بإرضاء اميركا عبر تنفيذ اوامرها".

 

"فضيحة طابعها استراتيجي" تؤكد ان المعتدي على اليمن ليس سعوديا فحسب، بل هو اميركي يحاول بسط نفوذ بلاده طمعا بالثروات، بمواجهة الجيش اليمني واللجان الشعبية، وأكد حطيط ان المعتدي الأساسي على اليمن ينوي إلحاق البلاد بالدول الاخرى التي شطبت فيها الدولة الوطنية والقومية، كما جرى في ليبيا.

 

واردف حطيط خاتما بالقول ان "مقتل العناصر الأجنبية المنتمية لـ"بلاك ووتر" يؤكد القدرات الاحترافية العالية لدى الجيش اليمني واللجان الشعبية، في ملاحقة اخطر واكثر القوى الإرهابية احترافا في العمل العسكري السري".

 

(هبة العنان / موقع العهد الإخباري)

آخر الأخبار