الجزرة اليمنية النارية.. هل استوعبها ترامب وسلمان؟

عملية نوعية تقنية قام بها الجيش اليمني ولجانه الشعبية بقصف العمق السعودي بعدد هائل من اسراب الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، رغم انها ليست المرة الاولى، لكن ربما من ناحية الاهداف كان واضحة الدلالات كقصف وزارة الدفاع والاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية في الرياض واهداف اخرى في جيزان ونجران.
ويرى مراقبون للشأن اليمني ان اعتراف السعودية باسقاط ثماني طائرات يمنية مسيرة، يعني عملياً وجود سرباً من الطائرات المسيرة، والمسألة هنا ان الرياض تحدثت عمّا اسقطت ولم تتحدث عما وصل اليها.
واكد المراقبون على ان الضربة اليمنية اثبتت ان الصناعة العسكرية الامريكية كانت تبيع الوهم للدول الخليجية وايضاً لكيان الاحتلال الاسرائيلي، بعدما أفشل محور المقاومة والذي اصبح اليمن جزءاً اساسياً فيه، منظومة صواريخ باتريوت في التصدي لها. كما اثبتت الضربة النوعية ان المعلومات الاستخباراتية التي استطاعت القوات اليمنية الحصول عليها دقيقة جداً. كما ان وصول العدد الهائل من الطائرات المسيرة والصواريخ يعطي رسالة للسعودية وللعالم باكذوبة التسليح الامريكي للنظام السعودي.
فيما بين محللون آخرون، ان الضربة اليمنية وصفت على اساس انها ضربة لارغام السعودي والامريكي الى طاولة المفاوضات بعد المراوغة بالمفاوضات لمدة عام، وخاصة ما يخص مدينة الحديدة، واكدوا ان الجزرة النارية اليمنية والتهديد بقادم اوسع وأمرّ، اوصلت رسالة للرئيس الامريكي دونالد ترامب انه بامكانك ان تتفاوض الان، باعتبار ان احد الملفات التي تستنزف ترامب والقيادة السعودية هو الملف اليمني، وبالتالي يأتي التهديد اليمني بقصف نوعي آخر هو محاولة ضغط على السعوديين والامريكيين بنفس منطق ترامب الذي يضغط على الدول من خلال التهديد والحصار.
في المقابل، قال خبراء استراتيجيون ان الضربة اليمنية قد مرغت انف الجيش السعودي بالتراب واصبح اضحوكة العالم وحديث الشارع والصحافة والاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مشيرين الى ان الضربة التي طالت وزارة الدفاع في الرياض كهدف استراتيجي حملت بعداً ميدانياً وسياسياً، ودلالة كبيرة على القدرة باستهداف رأس النظام في الجيش وهي وزارة الدفاع السعودية، مؤكدين ان هذه الوزارة واقعة تحت السيطرة الامريكية ويديرها خبراء امريكيون واسرائيليون.
ولفتوا الى ان التنديد الامريكي والبريطاني بالضربة اليمنية باستهداف اهدافاً استراتيجية في الرياض، اكبر دليل على ان الضربة وصلت رغم التعتيم الشديد على الضربة الموجعة، وقالوا ان هذه الضربة النوعية الاستباقية اعطت مؤشراً لمرحلة قادمة جديدة في مسار العمليات الهجومية باتجاه اهدافاً استراتيجية كما حصلت سابقاً والتي كان اخرها استهداف آرامكو النفطية.

(العالم)

آخر الأخبار