ليست هذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها صاروخ «سكود» الداخل السعودي، إلَّا أنَّ من شأن توقيت العملية توجيه رسائل عدّة إلى «التحالف»، لعلّ أبرزها أنَّ الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» لا يزالان يتمتّعان بالقدرة على المبادرة، في ظلّ تصلّب الموقف السعودي الرافض لأيّ حلّ ينهي الحرب.
وتعتزم الأمم المتحدة إطلاق محادثات سلام قبل نهاية الشهر الحالي بهدف إنهاء الحرب المتواصلة على البلاد، خصوصاً في ظلّ تمدّد تنظيم «القاعدة» الذي تمكَّن، أمس الأول، من احتلال مقر الحكومة في مدينة زنجبار، مركز محافظة أبيَن، التي باتت تحت سيطرة قوات الغزو البري.
الرسالة الصاروخية، «أصابت هدفها بدقّة»، هذا ما أكَّده المتحدث باسم الجيش العميد شرف لقمان الذي أفاد بأنَّ القوّات الصاروخية في الجيش، أطلقت فجر أمس، صاروخاً من طراز «سكود» على قاعدة خالد بن عبد العزيز الجوية في خميس مشيط. وأضاف: «نحن اليوم، ونتيجة للمعلومات الاستخبارية التي تمّ جمعها، تمّ استهداف مركز تجمّع القوات الإسرائيلية في قاعدة خميس مشيط»، لافتاً إلى أنَّ «الجيش الإسرائيلي مدّ جسراً جوياً إلى القاعدة، وزوّدها بكمية من الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً».
من جانبها، أكَّدت مصادر أمنيّة لـ«بي بي سي» أنَّ الصاروخ أُطلق من موقع تلّ النهدين المطل على المجمع الرئاسي في العاصمة صنعاء.
في غضون ذلك، تمكَّن تنظيم «القاعدة» من السيطرة، أمس الأول، على المجمَّع الحكومي الخاص بالإدارة المحلية في مدينة زنجبار مركز محافظة أبين جنوب اليمن، والتي كانت قوَّات الغزو البرية قد أحكمت السيطرة عليها مؤخراً.
ويأتي تقدم «القاعدة» في أبين، بعد انتشار عناصر التنظيم في مناطق من محافظة عدن التي تبعد 45 كيلومتراً عن زنجبار.
ووفق سكان وشهود، فإنَّ عناصر من التنظيم، سيطروا على مقر الحكومة في زنجبار، وأخرجوا عناصر من المسلحين الموالين لعبد ربه منصور هادي، كانوا يتمركزون في داخله.
على المستوى الديبلوماسي، تأمل الأمم المتحدة في أن تُعقد «في الأسابيع المقبلة» مباحثات سلام جديدة تهدف إلى إنهاء سبعة أشهر من الحرب، برغم «الارتياب الكبير» السائد بين الطرفين المعنيين.
واقترح المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، تنظيم جولة جديدة من مفاوضات السلام «في الأسابيع المقبلة»، وفق ما أعلن نائب الأمين العام للأمم المتحدة جان الياسون، في جنيف.
وأوضح المسؤول، الذي عاد لتوه من زيارة شملت السعودية والإمارات، «اقترحنا أن تبدأ (المباحثات) قبل نهاية الشهر»، مضيفاً: «نأمل حقيقة أن تنظّم هذه المباحثات وأن يتزامن ذلك مع خفض للعنف ووقف المعارك».
ودعا الياسون، كلاً من «أنصار الله» وحلفائها والحكومة المستقيلة إلى المشاركة في محادثات سلام تدعمها الأمم المتحدة، من دون شروط مسبقة. وقال، إنَّ تنظيم «القاعدة» حقّق مكاسب على الأرض وعزّز نفوذه في اليمن، معتبراً أنَّ ذلك يعدّ «سبباً قوياً» لاستئناف المحادثات.
وأضاف: «وجدت في السعودية والإمارات رغبة وإرادة للتحرك إلى مرحلة سياسية في أقرب وقت ممكن. وطلبت من الجانبين أن ينقلا ذلك بقوة إلى حكومة هادي»، لكنه أوضح أنَّ الدولتين «تشعران بأنَّ الإيرانيين يشجعون الحوثيين على المضي قدماً في طموحاتهم السياسية».
(«السفير»، رويترز، أ ف ب، «الأناضول»)