خاص | هل فشل العدوان رسمياً ام تواطأ على تقسيم اليمن؟

إيهاب شوقي -كاتب عربي مصري | اثار انقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي على حكومة هادي الموالية للعدوان، تساؤلا كبيرا حول تماسك تحالف العدوان ومدى سيطرته على الاوضاع على الارض ومدى تحكمه في وكلائه.
فهناك وكيل سعودي متمثل في حكومة هادي البائسة، ووكيل اماراتي متمثل في المجلس الانتقالي، وحرب الوكلاء التي عكست تضارب مصالح اطراف التحالف استمرت رغما عن محاولة مداراة سوءاتها باتفاق الرياض في نوفمبر الماضي.
ولكن الانقلاب الاخير ومباركته من عدة عشائر، ربما يكون المسمار الاخير في نعش تحالف عدواني مهترئ من حيث الرؤية والخطط ومنقسم من حيث الاهداف، وربما تكون نقطة تفاهمه الوحيدة هي الاضرار باليمن والقضاء على عوامل وحدته وقوته واستقلاليته!
في تحليل للاندبندنت عن الانقلاب الاخير في جنوب اليمن، قالت الجريدة انه، لطالما حرصت الإمارات العربية المتحدة على السيطرة على الممرات المائية جنوب عدن، بما في ذلك ميناء الحديدة الاستراتيجي ومضيق باب المندب، للرد على النفوذ الإيراني المتزايد على الطرق البحرية. كما تريد حماية شحنات النفط والسلع الأخرى، خاصة من ميناء جبل علي في دبي. من خلال السيطرة على أهم الممرات البحرية لصادرات النفط، ونقل محلل الجريدة "احمد ابو دوح" عن هيلين لاكنر، الزميلة الزائرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية والخبيرة في اليم نقولها: "من وجهة نظر الإمارات، كانت هذه بوليصة تأمين طويلة الأمد عندما تتوقف العلاقة مع السعودية".
واستمر تحليل الاندبندنت يقول انه مع ذلك، كان للسعودية أيضًا ترتيباتها الخاصة، من خلال إنشاء نفوذ واسع في منطقة المهرة الاستراتيجية، حيث يمكن للرياض أن تضمن تدفق نفطها إلى بحر العرب.
مضيفا ان المهرة هي واحدة من أكبر المحافظات اليمنية، فموقعها الاستراتيجي بين الحدود السعودية وخليج عدن يجعلها ممرًا مثاليًا لخط أنابيب نفط سعودي يمكن أن يجنب المملكة العربية السعودية عدم الاستقرار الدائم حول مضيق هرمز والهيمنة الإيرانية عليه.
وخلص تقرير الاندبندنت الى انه بالتالي، فإن التحكم في عدن، من خلال وكلائهم، أمر حاسم لكلا البلدين.
وفي تعليق اسوشيتد برس على بيان السعودية الموجه للمجلس الانتقالي باحترام اتفاق الرياض، قالت الوكالة، ان البيان لم يذكر ما الذي ستفعله السعودية إذا رفض المجلس!
وخلص تقرير مجلس العلاقات الخارجية الامريكي ان الخطوة الاخيرة للمجلس الانتقالي أثارت مخاوف من أن تنقسم البلاد على غرار حدودها قبل عام 1990.
هذه التقارير الغربية تقودنا الى تساؤلات هامة، تتلخص فيما يلي:
1- هل اتخذ المجلس الانتقالي خطوته منفردا استتغلالا لانشغال الخليج وفي المثدمة، السعودية والامارات، بأزمة كورونا وتداعياتها الاقتصادية وما سيترتب عليها من تداعيات سياسية محتملة؟
2- هل اوحت الامارات للمجلس بالخطوة واعطت له ضوءا اخضر بالقيام بها ووجهت للسعودية طعنة في الظهر؟
3- هل فلتت الأمور من يد السعودية والامارات وباتت القوى على الارض هي من تتحرك وتفرض اجندتها الخاصة؟
4- هل ابتلعت السعودية الطعنة وستترك هادي في العراء ام انها تفاهمت مع الامارات حول الخطوة واتفقتا على تقسيم اليمن؟
في الواقع ان سيناريو تقسيم اليمن بدت نذره في الافق، وكما يرى الصحفي والكاتب السياسي اليمني محمد الأحمدي، أن مشروع تقسيم اليمن بالنسبة للإمارات هو مفتاح للسيطرة على ميناء عدن الاستراتيجي والقريب من مضيق باب المندب، وما يشكله من منافسة لموانئ دبي في حال تم تشغيله بشكل جيد، وأيضاً مفتاح للسيطرة على جزر يمنية مهمة مثل سقطرى وميون، ومفتاح السيطرة على الموانئ والسواحل المطلة على خطوط إمدادات الطاقة في البحر الأحمر.
والمتابع لردود افعال الامم المتحدة وما يسمى بـ"المجتمع الدولي"، يرى خنوعا وركونا الى خيار التقسيم باعتباره مخرجا من فشل العدوان وفشل التسوية!
والكرة الان في ملعب الشعب اليمني ليعلن التمسك بوحدته ويفرز القوى الوحدوية عن الانفصالية ويراجع ممارسات القوى جميعها وتعاطيها مع العدوان ويعلن كلمته عالية بنصرة المقاومة والتفاهم الداخلي على مستقبل اليمن ووحدتها.

 

راصد اليمن | خاص

آخر الأخبار