خاص | حكومة عبد ربه على موعد قريب مع "فرموزا"

إيهاب شوقي - كاتب عربي مصري |  من المقولات الشائعة، مقولة ان التاريخ لا يعيد نفسه، ولكن وبرغم من وجاهة المقولة على مستوى التفاصيل الدقيقة المتطابقة، الا ان المقدمات المتشابهة تؤدي غالبا الى نتائج متشابهة، وفقا للمنطق، كما ان القوانين الدينامية تحتم معادلاتها الوصول لنتائج بعينها عندما تكون الاطراف متطابقة.
فالطرف الامريكي والاوربي في معادلات القوى هو ذاته في معادلات سابقة، ومن السهل التنبؤ بحركته وسلوكه، فهو الطرف الذي يتحايل على القانون الدولي ويعتمد منطق القوة، ثم يلتف على نفسه في حالة يقينه من الخسارة ليخون حلفائه وفقا لمصالحه.
ولعل من الملائم هنا التذكير بقضية فرموزا (تايوان)، والتي تحولت الى (جمهورية الصين الوطنية) نكاية في الصين الشعبية عند قيام الثورة الصينية بزعامة "ماوتسي تونج"، والتي قامت ضد الاقطاع والفساد الذي كان يرعاه الجنرال الإقطاعي " تشيان تشاي"، وبعد قيام الثورة، هرب الجنرال وأسرته إلى جزيرة فورموزا و أنشأ بها دولة جديدة (تايوان) واعترفت بها امريكا رغم ان مساحةتها لا تتجاوز 0.3% من مساحة الصين الشعبية.
وكما يقول التاريخ الحديث، فإن الولايات المتحدة حاربت الصين بعدم الاعتراف بالصين الشعبية كممثل للشعب الصيني، واعتبرت تايوان الممثل الشرعي للشعب الصيني!
ومع صمود الصين الشعبية الثائرة وقوتها المتنامية،  أجبرت الدول الغربية على الاعتراف بالصين الشعبية، بل واشترطت الصين على من يريد الاعتراف بها أن لا يعترف بتايوان.
ولاحقا اعترفت الولايات المتحدة، وباقي دول أوروبا بالصين الشعبية كيانًا واحدًا وهو ما ترتب عليه خروج تايوان من الأمم المتحدة، بعد أن كانت أحد الخمسة الكبار الدائمين في مجلس الأمن، ولكن صمود الصين وقوتها ادى الى سُحب المقعد من  الحكومة الطريدة التي ارادت اقتناص الشرعية الزائفة.
وحتى الآن تعد تايوان دولة غير مُعترف بها من قبل الأمم المتحدة!
وهذا النموذج ليس بعيدا عما يحدث في اليمن، رغم الاعتراف بحكومتها الطريدة، وبالجنرال الهارب عبد ربه منصور، ومع صمود المقاومة اليمنية، فإن الاعتراف بحكومتها الشرعية هو مسألة وقت شريطة الصمود، فالمجتمع الدولي لا يعترف سوى بالامر الواقع، وامريكا ليس لها حليف اذا ما اقترب تضررها.
وبنظرة سريعة على احدث تحليلات الغرب ومراكزه الكبرى ومنظماته (الانسانية)، فإن لغة اليأس من تحقيق انتصار للعدوان، باتت هي الغالبة، وليس هناك من مخرج متصور سوى التسوية السلمية.
وفي تقرير لمجلة فورين افيرز الامريكية، وبعد استعراض الخسائر وعدم وجود افق عسكري واضح، تخرج خلاصة تقول: إذا نجا كل من اتفاق الرياض والمبادرة السعودية الحوثية ، وتمكن وسطاء الأمم المتحدة من نسجهم في مسار تفاوضي واحد ، يمكن التوصل إلى تسوية سياسية وطنية.
بينما تحذر لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) في اول ديسمبر 2019 من أن الفشل في الاستيلاء على الفرصة النادرة الحالية للسلام في اليمن قد يكلف المجتمع الدولي 29 مليار دولار (22 مليار جنيه إسترليني) في شكل مساعدات إنسانية إضافية إذا استمرت الحرب الأهلية الحالية لمدة خمس سنوات أخرى. تقرير جديد.
ولا شك ان التهديد المالي، هو ما سيزعج الغرب ومؤسساته.
اذن لا مخرج سوى التسوية او اعلان العدوان هزيمته، ولا خيار للمقاومة سوى استمرار المقاومة والتمسك بالثوابت، والميزان في طريقه للاعتدال، والمنقلب يبرز برأسه ليتلقى الذين ظلموا وخانوا اوطانهم وشعوبهم.

(خاص | راصد اليمن)

آخر الأخبار