تفشي الأوبئة في اليمن نتيجة العدوان والحصار

تدهور الوضع الصحي في اليمن بسبب المعارك التي تشهدها البلاد منذ نحو خمس سنوات، ولا يزال اليمنيون يعانون من تفشي الأمراض والأوبئة كوباء الكوليرا والملاريا وحمى الضنك وغيرها لاعاقة العدوان وصول الخدمات الصحية اليهم نتيجة لاستمرار العدوان والحصار.

لا يزال اليمن يعاني من تردي الأوضاع الانسانية وانتشار الاوبئة والأمراض، رغم الأنباء التي تتحدث عن تراجع حدة الحرب السعودية على اليمن والمحادثات التي جرت مؤخرا للتهدئة بين الطرفين.

وأفاد مسؤول يمني، أن هناك انتشارا كبيرا لوباء حمى الضنك النزفية في عدة محافظات يمنية.

وقال تيسير السامعي، نائب مدير الإعلام والتثقيف الصحي في مكتب الصحة بمحافظة تعز اليمنية، إن المحافظة تعاني من انتشار كبير لوباء حمى الضنك الذي أودى بحياة بعض السكان وإصابة الآلاف.

ولفت إلى أنه تم رصد 9 آلاف و849 حالة يشتبه إصابتها بالوباء بالمحافظة منذ بداية العام الجاري، مع تسجيل عشر وفيات.

وأوضح أن عدة محافظات أخرى أبرزها محافظة الحديدة (غربي البلاد) تشهد انتشارا للمرض نفسه الذي قتل العشرات في مديرية الجراحي لوحدها.

وأشار إلى أن السلطات الصحية في محافظة تعز تواصل القيام بحملات التوعية والرش الضبابي لمكافحة انتشار حمى الضنك.

وذكر أن مكتب الصحة في تعز أعلن مؤخرا حالة الطوارئ لمواجهة حمى الضنك، وقام بتجهيز مراكز صحية ومستشفيات لاستقبال الحالات المصابة.

وأعلنت السلطات الصحية اليمنية، حال الطوارئ الصحية لمواجهة تفشي حمى الضنك والملاريا في عدة مناطق وبدء حملات توعية للسكان.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة، يوسف الحاضري، إنه تم استنفار جميع الوزارات والقطاعات الحكومية للمساهمة في القضاء على بؤر تكاثر البعوض، والحد من انتشار الوباء، عبر التدخلات في المعالجات ذات الصلة.

وأضاف الحاضري أن "الوزارة ستعمل على نشر الوعي والتثقيف الصحي وتغيير السلوكيات الخاطئة التي تؤدي إلى تشكل بؤر تتكاثر فيها البعوض الناقل"، مشيراً إلى أن "الطوارئ الصحية التي أعلن عنها تشمل محافظات الحديدة، وحجة، وريمة، والمحويت، وتعز، وإب، وصعدة، من خلال مكافحة الأوبئة ونواقل الأمراض".

وحسب الحاضري، فإن "الملاريا والضنك أمراض تنتقل عبر البعوض الذي يتكاثر في تجمعات المياه الراكدة، والمناطق التهامية كالحديدة وحجة انتشر فيها المرض أخيراً لهذا السبب".

وعلى الرغم من انتشار وباء حمى الضنك في محافظة تعز، إلا أن فيروساً وربما فيروسات مجهولة تغزو المحافظة لا علاقة لها بالأمراض الأخرى المنتشرة في المدينة، بحسب رأي الدكتور عبدالقوي في مستشفى الجمهوري.

ويربط عبد القوي هذا الوباء الغريب بتكدس القمامة وانعدام النظافة، فضلاً عن دخول فصل الشتاء الذي تشتد فيه الرياح وتنقل الأمراض والأوبئة نتيجة انتشار القمامة والحشرات والبعوض الناقلة للأمراض.

ويقول عبدالله القياضي نائب مدير مكتب صحة تعز، إن المدينة واجهت، منذ بداية جائحة الحمى إلى اليوم، مئات حالات الحمى الفيروسية في أكثر من مستشفى، خمسة في المئة منها فقط ثبت أنها حمى الضنك، ما يعني أن خمسة وتسعين في المئة من الحالات لا علاقة لها بحمى الضنك.

وتكثف الجهات المختصة خدماتها الصحية، بما في ذلك جانب التوعية في أوساط الأسر عن طريق فرق إرشادية وعبر وسائل الإعلام المحلية المختلفة .

ذات المشكلة تتكرر لتشمل محافظات يمنية أخرى بحالات مرضية لا تقل خطورة عن الحمى الفيروسية.

وأكد وزير الصحة في حكومة صنعاء أن أكثر من مئة ألف طفل يموتون سنوياً نتيجة بعض الأمراض الفتاكة، خاصة سوء التغذية. وأضاف أن سبعة وتسعين في المئة من معدات المستشفيات اليمنية تجاوزت عمرها الافتراضي بسبب الحرب، ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض وزيادة نسبة الوفيات والمرضى .

وكانت منظمة "أنقذوا الأطفال" قالت إن نحو 193 طفلا لقوا مصرعهم في اليمن نتيجة الإصابة بمرض الكوليرا في النصف الأول من عام 2019، وأشارت إلى أن هذا العدد يفوق عدد المتوفين بالمرض في العام 2018 كله.

وحذرت المنظمة، في بيان حديث، من أن يؤدي موسم الفيضان الحالي في اليمن إلى زيادة انتشار المرض الذي تنقله المياه.

منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أكدت من جانبها أن اليمن لا يزال ضمن أسوأ البلدان للأطفال في العالم، وأن استمرار النزاع الدامي وما ترتب عنه من أزمة اقتصادية وضع أنظمة الخدمات الاجتماعية الأساسية في عموم البلاد على حافة الانهيار، وستنجم عن ذلك عواقب بعيدة المدى على الأطفال.

الى ذلك، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإثنين، عن قلقها إزاء ورود تقارير عن آلاف الإصابات بحمى الضنك في اليمن الذي يشهد حربا مدمّرة وتفشيا لوباء الكوليرا.

وأعرب رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى الأمم المتحدة "روبير مارديني"، عن "قلق بالغ" إزاء "تقارير أفادت مؤخرا عن تفشي حمى الضنك والكوليرا" في اليمن.

ويرى مارديني "إن السيطرة على هذا الوباء تشكل تحديا كبيرا".

وحسب إحصائيات وزارة الصحة والسكان في صنعاء، فإن عدد الوفيات بسبب حمى الضنك بلغ 62 حالة، مقابل نحو 23 ألف إصابة بالمرض، فيما زاد عدد الإصابات المؤكدة بالملاريا عن 16 ألفاً، فضلاً عن عشرات آلاف الاشتباه بالإصابة منذ بداية العام الجاري.

وحسب الأمم المتحدة، فإن أكثر من نصف المرافق الصحية في اليمن باتت خارج الخدمة جراء الحرب المتصاعدة منذ مارس/ آذار 2015، ووفقاً لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2019، فإن 19.7 مليون شخص في حاجة إلى رعاية صحية في أنحاء البلاد، وتصل الكلفة الإجمالية إلى 627 مليون دولار.

آخر الأخبار