ما وراء زيارة محمد بن سلمان لأبوظبي اليوم؟

ذكرت قناة “العربية” السعودية في خبر عاجل أمس الثلاثاء، بأن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، سيقوم بزيارة “مفاجئة” إلى أبو ظبي الأربعاء دون أن تعطي أيّ تفاصيل عن القضايا التي سيبحثها الطرفان، أو الأسباب الحقيقية التي حتمتها.

مصادر خليجية أكدت أن جدول أعمال المباحثات بين وليي العهدين السعودي الزائر والإماراتي المضيف سيكون مزدحما بالقضايا على رأسها بند إصلاح العلاقات بين البلدين التي تأثّرت في الفترة الأخيرة بالعديد من الخلافات، أبرزها التباين في وجهات النظر تجاه كيفيّة إنهاء حرب اليمن، وانسحاب معظم القوات الإماراتية، والمصالحة مع دولة قطر، وكيفية التعاطي معها أثناء انعقاد القمة الخليجية في الرياض الشهر المقبل.

بند آخر من الصعب القفز عليه، وهو الذي يتعلّق بالعلاقات السعودية المصرية وما تتّسم به هذه الأيام من “توتر صامت”، حيث لوحظ أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يزر الرياض منذ قمة مكة في أواخر شهر رمضان الماضي، وقام بزيارة مُفاجئة إلى أبو ظبي الأسبوع الماضي تكلّلت برصد دولة الإمارات مبلغ 20 مليار دولار في صندوق للاستثمارات في مصر.

صحف مصرية تحدّثت في الأيّام الأخيرة عن تجاوز لمصر ودورها في المصالحة الخليجية، واستبعادها كليا من هذه المصالحة واقتصارها على دول الخليج الفارسي الثلاثة، أيّ السعودية والإمارات والبحرين، وتراجعها عن قرارها بالمشاركة في دورة الخليج (الفارسي) الكروية التي بدأت الثلاثاء، وتضمّنت هبوط طيران سعودي إماراتي بحريني في مطار الدوحة حاملا لاعبين وبعض المشجعين لأوّل مرّة منذ أكثر من عامين.

المصادر الخليجية نفسها تحدثت أيضًا عن وجود “عتب” إماراتي يتعلّق بفتح السعودية حوارات مع حركة “أنصار الله” في إطار البحث عن تسويةٍ نهائية للحرب اليمنية دون إشراك الشريك الإماراتي فيها.

ربّما يكون العنوان الأبرز الرسمي لهذه الزيارة تقديم العزاء في وفاة الشيخ سلطان بن زايد، الأخ غير الشقيق لولي العهد الإماراتي، ولكنّ الأسباب والقضايا المذكورة آنفا وكيفية التعاطي معها هي التي ستحدد نجاح هذه الزيارة من عدمه.

الأمر الآخر الذي يتم التستّر عليه هو مُحاولة إقناع البنوك والشركات والأثرياء الإماراتيين لشراء أسهم شركة “أرامكو” واستثمار مليارات الدولارات في هذا الإطار لتوفير السيولة للخزانة السعودية التي ستُعلَن أواخر العام، وربّما يصل العجز فيها إلى 60 مليار دولار، هناك تقارير أوليّة تتحدّث عن نوايا إماراتية برصد مليار ونصف المليار دولار لشراء حصة في الاكتتاب المذكور، ولكنّ هذا المبلغ يُعتَبر أقل من التوقّعات، مضافًا إلى ذلك لم يتم تأكيده رسميًّا بعد أن تحدّثت عنه وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية.

هُناك تكهّنات بأنّ الأمير بن سلمان ربّما يتوجّه إلى القاهرة بعد زيارته لأبو ظبي في حال نجاح جهود الشيخ محمد بن زايد في ترطيب الأجواء بين البلدين، أي مصر والسعودية، أو أن يقوم الشيح بن زايد نفسه بشدّ الرحال إلى القاهرة حاملًا وجهة النظر السعودية، ومُحاولًا تجسير الهوّة بين البلدين.

يذكر أن زيارة بن سلمان إلى أبو ظبي تأتي بعد ساعات من لقائه مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي الذي زار المملكة.

وكان وليّ عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد بحث الشهر الماضي مع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، التّنسيق المشترك في الشؤون الدفاعية والعسكرية بين البلدين.

(المصدر: رأي اليوم)

آخر الأخبار