السيد نصر الله: السعودية هي من يعطل الحل السياسي في اليمن

أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن السعودية هي فقط من يعطل الحل السياسي في اليمن "لانها تريد شروط افضل للتفاوض مشيرا الى أن العدوان على اليمن نتيجة الموقف السياسي لليمنيين ومناهضتهم لاسرائيل".

وقال السيد نصرالله في مقابلة أجرتها معه قناة "المنار" اللبنانية التابعة لحزب الله مساء الجمعة "ان من يعطل الحل السياسي هو السعودية فقط لانها تريد شروط افضل للتفاوض ، وان الحرب على اليمن نتيجة الموقف السياسي لليمنيين وعدائهم
ومناهضتهم لاسرائيل، وتأييدهم لمحور المقاومة".

ورأى السيد نصرالله أن "فشل الهجوم السعودي على مأرب قد يفتح الباب امام الحل السياسي" لافتاً الى ان "هناك مسلحين من جنسيات متنوعة ومتعددة تقاتل الى جانب قوى العدوان في اليمن، مشيرًا إلى أن "معركة مأرب قد ترسم الاتجاه".

ورأى السيد حسن نصرالله أن "احداث المنطقة وتطوراتها لا تسمح ببهجة عيد وما جرى بالامس في منى وما اصاب حجاج بيت الله الحرام يدمي القلوب ويستحق التوقف عنده طويلاً وأن مناسبة عيد الاضحى تحولت الى تبريك بالعيد وتعزية بالضحايا الذين خرجوا من بيوتهم والتحقوا بالرفيق الاعلى"، لافتاً الى أن "حادث الحج في منى لا يستطيع احد تصغيره واعتباره حادث محدود".

وإذ اكد السيد نصرالله أنه "من المنطقي أت تتحمل السعودية المسؤولية كاملة عن حادثة منى كونها تدير مناسك الحج وترفض مشاركتها بذلك والقاء التبعات على الحجاج تبسيط للموضوع"، شدد على أن "وقوع الاحداث المتكررة في موسم الحج يدلل على وجود خلل في ادارة السعودية لمناسك الحج". وتابع سماحته "ينبغي دخول ممثلين عن الدول التي لديها ضحايا في حادث منى في لجنة التحقيق".

وفي الشأن السوري رأى السيد نصر الله أن تداعيات الفشل بدأت تظهر على اولئك الذين شنوا حرب كونية على سوريا، مؤكداً أن صمود سوريا وحلفائها لمدة خمس سنوات من الحرب الكونية هو سبب التحولات الحاصة اليوم في المواقف الدولية.

وتابع السيد نصر الله "ارتداد الارهاب على الدول التي دعمته وازمة اللاجئين والاتفاق النووي الايراني هي من اسباب تغير الموقف الدولي تجاه سوريا"، لافتاً الى أن "العلاج الحقيقي لمشكلة اللاجئين يتمثل في حل الازمة السورية".

وأضاف السيد "سوريا الحليف الوحيد لروسيا في المنطقة واذا فقدتها تفقد المنطقة، والموقف الروسي تطور عسكرياً تجاه سوريا وأفشل رهان البعض على إبعاد موسكو عن دمشق"، معتبراً أن "الوجود القتالي وليس الاستشاري لروسيا في سوريا هو تطور كبير". واكد السيد نصرالله أن "الموقف الروسي بموضوع الرئيس الاسد لا التباس فيه وهو حاسم جدا وكذلك الموقف الايراني".

واشار السيد نصرالله الى أن "فشل التحالف الدولي ضد الارهاب احد اسباب تعزيز تواجد روسيا في سوريا وموسكو تدعو الى تحالف جديد بمواجهة الارهاب يضم ايران والعراق وسوريا"، وأضاف "نرحب بأي قوة تساند الجبهة في سوريا لانه من خلال مشاركتها سوف تساعد بابعاد الاخطار عن سوريا وكل المنطقة".

وإذ اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن "الموقف الروسي بموضوع الرئيس الاسد لا التباس فيه وهو حاسم جدا وكذلك الموقف الايراني"، أكد أن "هناك اعداد يعتد بها من الطائرات الحربية الروسية المتطورة وطائرات مروحية وصواريخ ومدافع دقيقة الاصابة وامكانات متطورة جاؤوا بها الى سوريا مع اطقمها وأن الحضور الروسي سيكون مؤثراً بمسار المعركة في سوريا"، لافتاً الى أن "قرار المشاركة الروسية العسكرية في سوريا ليس وليد الساعة بل تمّ التحضير له مع الدول المعنية".

وعن المعارك عند الحدود اللبنانية السورية قال السيد نصر الله إن حزب الله يطمح لان تكون كلها ممسوكة مشدداً على أن ابعاد الجماعات المسلحة عن الحدود يحمي لبنان. وعن معركة الزبداني لفت السيد نصرالله الى أن حيثياتها قريبة لمعركة القصير والقلمون، مضيفاً أنه "بعد اقل اسبوعين من بدء العملية في الزبداني اصبح وضع المسلحين صعب وبدأوا بالاستغاثة"، وأنه كان من الممكن لمعركة الزبداني ان تنتهي منذ وقت طويل لكننا فضلنا الاستفادة من فرصة الزبداني لحل مشكلة الفوعة كفريا التي ادخلها المسلحون الى المعادلة".

وعن كلفة معركة الزبداني قال السيد نصرالله أنها كانت متوقعة لان عدد المسلحين في المدينة كان كبيراً وهناك ادعاءات بهذا الشأن غير صحيحة، وأضاف أن "الزبداني جزء من معركة كبيرة في سوريا ونحن كمقاومة سنكون حيث يجب ان نكون ولن نتخلى عن هذا المبدأ"، متابعاً انه "صمود الفوعة كفريا والثبات في معركة الزبداني هو ما اوصل الى النتيجة التي وصلنا اليه".

وتابع سماحته أن "المفاوض الايراني في قضية اتفاق الفوعة كفريا الزبداني يلعب دور الوسيط ولم يكن مخولا باتخاذ القرار، وأنه لم يكن للأتراك أي دور في مفاوضات الزبداني- الفوعة وكفريا". واضاف "الاداء الميداني في الزبداني كان يراعي اعطاء فرصة للتفاوض ان ينجح والقيادة السورية كانت ايجابية بكل ما يمكن ان يؤدي الى نجاحه".

وكشف السيد نصرالله أن اتفاق الفوعة كفريا - الزبداني موزع على مرحلتين. المرحلة الاولى من الاتفاق تشمل خروج 10 الاف مدني من الفوعة وكفريا في ادلب الى الاماكن الامنة ووقف اطلاق نار تمهيداً لهدنة لستة اشهر، لافتاً الى أن "الامم المتحدة ستضمن تنفيذ الاتفاق".

 
ورأى السيد نصرالله أن العدو الاسرائيلي هو المستفيد الاول مما يجري في سوريا، مشيراً الى أنه ولو عاد الزمن الى الوراء لكنّا عجّلنا بالذهاب للقتال هناك"، وتابع "خروج سوريا من المعركة منتصرة يعتبر تهديدًا استراتيجيًا لاسرائيل".

وحول التهديدات التي يمكن ان يلحقها بالمسجد الاقصى، قال سماحته "سنكون جزء من اي حراك حقيقي يحمي المسجد الاقصى من الهدم بمواجهة اي تهديد يلحق به".

واشار السيد نصر الله الى انه "في مواجهة اسرائيل لا يوجد مرحلة اسمها اكتفاء واي سلاح واي امكانية تطوير يمكن ان نحصل عليها سنفعل ذلك وسنعمل لها"، وتابع "لا احد يستطيع ان يتحدث عن حتمية الحرب مع اسرائيل ، بل هي ممكنة في اي وقت واي ظرف لان الطبيعية العدوانية لاسرائيل معروفة، فاي حرب يمكن ان تحصل في اي لحظة وعلينا ان نكون جاهزين لحماية بلدنا وشعبنا وهذا هو عملنا في المقاومة".

وعن الثورة البحرينية اعتبر السيد نصرالله أن "من مظلومية البحرين وشعبه ان ثورتهم او تحركهم ترافق مع احداث كبيرة في المنطقة، وكان الرهان ان يتعب الشعب البحريني واعتقال رموزه وقتل الثائرين وممارسة الضغوط لكي يستسلموا"، واضاف "ان الحل المطروح في البحرين هو ان يعود الناس لبيوتها وكل ما حصل يبقى كما هو"، مشدداً على أن "الشعب البحريني سيكمل وانا اعرف صبرهم واعرف توصيات رموزهم وقادتهم لهم ".

وفي الشأن اللبناني، رأى السيد نصرالله أنه "يوجد فرصة لطاولة الحوار للنجاح ببعض الملفات ان توفرت النوايا"، موضحا انه "اذا لم نتفق بشأن ملف الرئاسة سنتناقش بشأن الملفات الاخرى"، ومشدداً على أن "طاولة الحوار شكّلها الرئيس بري وهي فكرته وهو استشارنا كما استشار بقية الاطراف، وهو جاد بطرحه ونحن شجعنا من باب الجدية".

وعاد السيد نصرالله وذكّر أن "ايران لا تتدخل في أي امر له علاقة بلبنان والفرنسيين سمعوا هذا الامر واضحا عندما زاروا ايران"، لافتاً الى أن حزب الله حليف ايران يقرر لبنانيا ما يريد، ولا يوجد اي مانع ايراني لنجاح طاولة الحوار. في المقابل، لفت سماحته الى ان السعودية تتدخل بكل تفاصيل الاوضاع في لبنان.

آخر الأخبار