خاص | اليمن على أعتاب تشكيل قوة إقليمية واعدة

إيهاب شوقي - كاتب عربي مصري | ان التقدم الذي احرزته المقاومة اليمنية والمتمثل بفرض معادلات جديدة، هو فتح استراتيجي وليس مجرد تغيير لقواعد الاشتباك، حيث يتميز العدوان برغم فجوره وشراء الذمم بالجبن والخوف والذي يعكس هشاشة التكوين والتحالفات.
فتكوين معسكر العدوان هو تكوين هش يعتمد على المصلحة ولا رابط له الا تقاسم الغنائم المفترضة، وهو تحالف يخلو من التماسك الذي يجمع معسكر المبادئ والقيم والذي يرتبط بروابط عقدية ومبدئية ويمتلك الدافع المعنوي الكبير الذي وراءه الحق وعدالة القضية.
قد يطول العدوان ويستمرئ تحالفه القتل والتجويع والتخريب وشراء الذمم وتهديد المخالفين من ضعاف النفوس وضعاف الارادة بالتذمر، سعيا لبقائهم في معسكر العدوان ولو اسما دون فعل، ولكن لا يستطيع العدوان الصمود طويلا أمام المقاومة، ولا يتحمل معسكره الخسائر لأنها تنسف من الأساس قوام التحالف القائم على المكاسب.
ان الهجمات النوعية الأخيرة للمقاومة لكفيلة بتعجيل الهزيمة للعدوان، كما كان اعتماد المقاومة خيارا كفيلا بحتمية هزيمة العدوان عاجلا أم آجلا.
وكل الأصوات المنافقة التي تدين المقاومة وتنظر للوضع بعين عوراء لا ترى الا خسائر العدو وتتجاهل عمدا المصائب والمحن التي حلت باليمن وشعبها، مصيرها في النهاية الخزي والعار ولن تحول المكاسب المؤقتة والرشاوى دون سقوطها الحتمي، وهو سقوط نوعي لأنه سيكون مكللا بالعار.
ان المعادلة الجديدة والتي لخصتها المقاومة في أن المطار بالمطار والسن بالسن والعين بالعين، هي معادلة وجب القول أنها جاءت في وقتها الطبيعي، من حيث اكتمال الظروف الموضوعية لفرضها، وقد تكون تأخرت لأنها وبسبب عدالتها وجب فرضها من اليوم الأول للعدوان، ولكن الوجوب الحقيقي يفرض بعد اكتمال العدة وتوفر الشرائط، وها هي قد توفرت ولم تقصر المقاومة في فرضها.
يعلم العدوان جيدا أن المقاومة شريفة ولا تستهدف الدم لذاته ولا تستهدف المدنيين، وهذا يجعل العدوان طامعا في هذا الشرف مطمئنا نسبيا، ولكن يعلم العدوان أيضا أن من مقتضيات الشرف هو عدم الكذب والخداع، وبالتالي فهو يعلم جدية تهديدات المقاومة ومصداقيتها ومصداقية بنك أهدافها الذي اعلنته ومصداقية المعادلة الجديدة وعدم التلويح بها الا حين اكتمال القدرة على انفاذها، وان لم يكن العدوان عالما بذلك فليعلم ذلك جيدا.
عندما تقول المقاومة أن القادم اعظم، فعلى العدوان أن يوقن مصداقية ذلك، ولن ينفع العدوان المخادعة والتعتيم ولن ينفعه المزيد من التزييف والتشويه للمقاومة والاستعداء عليها، ولن ينفعه الصمت الدولي المنافق، فقد اختبرت المقاومة كل الخيارات الفرعية المنبثقة من خيارها الرئيسي المقاوم، وعلمت جيدا أن هذه المعادلة وما سيستجد بعدها من معادلات هي الحلول الناجحة مع عدوان كهذا ومجتمع دولي بهذه الصورة.
هنيئا لليمن بشعبها الصامد وبمقاومتها البطلة وهنيئا لها بتضحياتها وشرفها المصان وبتطورها النوعي المنبثق من رحم العدوان والمحنة، وهذا طريق حتمي لتشكل قوة اقليمية تمتلك اليمن بشعبها وثرواتها الأهلية له.
ان اليمن وعندما يخرج من محنته هذه منتصرا سيصبح ضلعا رئيسيا في محور المقاومة، وسيصبح قوة اقليمية لا يستهان بها، وهذه ليست أمنيات، وانما قراءة موضوعية للواقع والتاريخ، فاليمن بحكم الموقع والمخزون الحضاري والثروات الكامنة، لا ينقصها الا ارادة مقاومة لتصبح قوة اقليمية كبيرة، وها هي الارادة وقد تشكلت في رحم العدوان وها هم المقاومون يثبتون جدارتهم في الصمود والحكمة والسياسة والحرب، والنصر صبر ساعة.

(خاص | راصد اليمن)

آخر الأخبار