"نيويورك تايمز": بن زايد هو من قدم مقترحات "صفقة القرن"

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن وليّ عهد أبوظبي محمد بن زايد هو من قدم مقترحات ما يسمى بـ"صفقة القرن" التي وضعها جاريد كوشنر صهر الرئيس "دونالد ترامب من أجل القضاء على القضية الفلسطينية.

وقالت الصحيفة في تحقيق معمّق، أمس الأحد: إن مقترحات ولي عهد أبوظبي للسلام بين الفلسطينيين والصهاينة هي جوهر خطة صهر ترامب جاريد كوشنر للسلام، التي أطلقت عليها إدارة ترامب تسمية "صفقة القرن"، وتتضمن سلب مدينة القدس المحتلة ومنحها للعدو الصهيوني.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أمريكيين قولهم إنه خلال أواخر العام 2015، روّج بن زايد إلى أن دولة الإمارات، بمشاركة السعودية، يمكن أن يساهمان في دفع الفلسطينيين إلى "اتفاق سلام جديد"، على حد تعبيرهم.

وأوضحت أن بن زايد انتظر تولي الإدارة الأمريكية الجديدة السلطة لكونه يتمتع بمكانة قوية داخل إدارة ترامب.

ولفتت الصحيفة إلى أنه "كان يفترض أن يكون هناك وداع شخصي بين بن زايد والرئيس السابق باراك أوباما، فعلى الرغم من خلافاتهما الحادة، حافظ الجانبان على علاقة ودودة".

وفقًا لأربعة من كبار المسؤولين في البيت الأبيض، فإن أوباما كان يعتقد بأنه وبن زايد يتبادلان الاحترام تجاه بعضهما البعض، لذلك عندما طلب ابن زايد مقابلة أوباما في اجتماع أخير، وافق الرئيس الأميركي السابق على عقد مأدبة غداء جمعتهما في البيت الأبيض في ديسمبر 2016، إلا أن وليّ عهد أبو ظبي تراجع عن طلبه فجأة دون أيّ تفسير، وتوجه بدلا من ذلك إلى نيويورك لمقابلة كوشنر للمرة الأولى مع مستشارين آخرين لترامب.

ولفتت الصحيفة إلى أن زيارة ولي عهد أبوظبي المفاجئة إلى نيويورك كان من المفترض أن تكون سرية، لكن وكالات الاستخبارات الأمريكية رصدت وصوله، ما أصاب مستشاري أوباما بالذهول.

ونقلت عن مصدرين مطلعين على الاجتماعات حينها أن بن زايد كان قد بدأ بالفعل سعيه لنقض سياسات الإدارة الأمريكية القديمة، والتحدث مع مستشاري ترامب حول ما يسمى بـ"محادثات السلام الفلسطينية".

وورد في التحقيق أن بن زايد تدخل في معركة ولاية العهد في السعودية؛ لأنه رأى بالرياض عقبة أمام توسع نفوذ بلاده الإقليمي، وبسبب الخلافات الحدودية بينهما.

وأشارت الصحيفة إلى أن ولي عهد أبو ظبي دشن حملة علاقات عامة في واشنطن لتلميع صورة محمد بن سلمان، حتى يؤمن له الطريق إلى ولاية العهد.

ونقلت عن دبلوماسيين ومصادر مطلعة، بينها من هي مقربة من بن زايد، أنه "يشعر بالحرج من السعودية بعد خلاصة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية".

وهذه الخلاصة أكدت أن بن سلمان هو من أمر بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، و"حوّل تدخل أبوظبي والرياض في اليمن إلى مستنقع".

وفي التحقيق الذي ركز على شخصية بن زايد، أكدت الصحيفة أن "محققين يبحثون احتمال ضلوع رجل أعمال إماراتي مقرب من بن زايد بمخطط للتأثير على إدارة ترمب".

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن مكتب المحقق الأمريكي الخاص روبرت مولر، استجوب المستثمر الإماراتي راشد المالك المقرب من بن زايد.

وقالت أيضاً إن ولي عهد أبوظبي كان يزور واشنطن بانتظام، لكنه لم يدخلها منذ عامين بسبب تخوفه من مساءلة مولر له أو لمساعديه، مضيفة أن  5 أشخاص ممن عملوا لدى ولي عهد أبو ظبي هم قيد تحقيق جنائي أمريكي على خلفية تحقيقات مولر.

آخر الأخبار