خاص | المخابرات اليمنية: من صفر واقع إلى رقم صعب

زين العابدين عثمان - محلل في الشٲن العسكري |  من واقع الاهمية الكبرى لاجهزة المخابرات في الحروب الاستخبارية والصراعات بأنماطها واشكالها المختلفة ودورها الذي لا غنى عنه في تقويم وتحصين الدولة ومؤسساتها الامنية والقومية من الاخطار الكامنة في الساحة الداخلية والخارجية، ونظرا لان دول العالم اليوم يعيش في جوف حرب صراع العقول الشاملة والصراع الاستخباراتي المحتتم الذي يعد احد اجحار الزاوية التي تحتاجه كل دولة منفردة او مجموعة دول لتدعيم الامن القومي او القطري او الاقليمي ودفع الاخطار الداهمة، فإن حاجة اليمن لمنظومة استخبارات قوية وفاعلة داخليا وخارجيا في ظل هذا المضمار الساخن ظرورة ملحة  تتطلبها ظروفه الامنية التي يمر بها وانشطته الدفاعية والقومية خصوصا وانه يتعرض ولايزال لاعنف عدوان تدميري على كل الاصعدة وفي مقدمتها العسكرية والاستخبارية من قبل تحالف العدوات الامريكي السعودي الاماراتي، فكان ولابد على سلطة الامر الواقع في صنعاء  تفعيل اجهزة المخابرات المتوفرة كاولوية عليا وهيكلتها والبدء بتأسيسها من القاعدة صفر بثوابت وطنية وسيادية وقومية والعمل على تطوير امكاناتها البشرية والتكنولوجية بما يرقى لمستوى المتغيرات الامنية والتحولات الاستراتيجية القومية التي يمر بها اليمن ..

اليوم ومع دخول العدوان على اليمن عامه الخامس  خرجت اجهزت المخابرات اليمنية الى النور بعد فترة تنشيط وهيلكة وتأهيل، بقدرات فاعلة ومتميزة جدا على المستوى العملياتي والاستراتيجي على خط المواجهة المباشرة مع تحالف السعودية والامارات او ترسيخ الامن الداخلي. فقد قدمت وخلال الفترة الاخيرة نماذج عملانية قوية وصاعقة في عمليات الرصد والمراقبة لجميع الاخطار الوجودية داخليا والقدرة المتناهية على اختراق الانظمة الالكترونية وغرف عمليات القرار السعودية والامارات  خارجيا .
ومن هذه النماذج الفعالة  عملية اختراقها غرف العمليات المشتركة للضباط السعوديين والاماراتيين وخروجها بتقرير مفصل يكشف المخططات والبروتوكلات العسكرية  التي يجري تحضيرها بالاضافة الى كشف التواجد والحظور المباشر لضباط وجنرالات امريكيين متقاعدين يعملون في وضع الاستراتيجيات والخطط العملياتية والاستشارات  للسعودية والامارات في اطار عملياتهم العسكرية باليمن، وايضا وهو الاهم ما كشفه مقطع الفديو الذي اظهر لحظة استهداف الطائرة دون طيار صماد 3 لمطار ابو ظبي الدولي والتي تم الحصول عليه من منظومة كامرات المراقبة التلفزيونية والامنية الخاصة بالمطار نفسه بعد ان تم اختراقها من قبل وحدة استخبارية يمنية متخصصة بالتعاون مع عملاء بالداخل الاماراتي. وهذا يعتبر هو الانجاز الاول من نوعه لجهاز المخابرات اليمني عن ما سبقه في مستوى طبيعته ونتيجته الاستراتيجية التي اذهلت الصديق قبل العدو. 

فبالنظر بعمق نحو الابعاد الذي يحملها هذا الانجاز الاستخباري فهو يعكس لنا المستوى الاحترافي والتقني التي وصلت لها اجهزة المخابرات اليمنية في اطار عمليات الاختراق والاستطلاع ورفع المعلومات المفصلة والدقيقة من قلب الغرف الفلاذية الاماراتية  التي تعتبر محصنة بافضل المعدات الالكترونية للحماية وبالكوادر المخابراتية والامنية، وعليه فإن مثل هكذا اختراقات عميقة المستوى تمثل في مقايسس القوة والردع "ضربة قاصمة" للحصن الامني والاستخباري لدويلة الامارات بالكامل وتهديدا فائق التأثير والخطورة على مخططاته وبروتكولاته التي يسعى لتحقيقها والتي باتت حرفيا تحت المجهر والمراقبة والاختراق،.

مما لاشك فيه ان الاستخبارات اليمنية اليوم اصبحت فعلا  تمتلك امكانات متطورة بشرية وتكنولوجية وقدرات فعالة تمكنها من العمل الاستخباري على الصعيدين التكتيكي  والاستراتيجي على حد سواء.
ففي المجال التكتيكي، تستطيع جمع المعلومات الكاملة والمباشرة حول قوات العدو السعودي او الاماراتي  وتمركز ثكناته الحيوية واللوجستية وتحليل هذه المعلومات بأساليب احترافية تمكن قوات الجيش واللجان الشعبية من اكتساب نقطة قوة اساسية في الحرب وهي العلم المسبق بتحركات العدو والاستعداد لمواجهته مع حظور العوامل المثالية لكسره وسحقه اساراتيجيا وعسكريا ...
اما المجال الاستراتيجي، فـ"المخابرات اليمنية" اصبحت متمكنه من جمع المعلومات الاستراتيجية المتعلقة بالانشطة العسكرية والامنية وايضا السياسية للسعودية والامارات  وتنسيقها وتحليلها، وتوزيعها على المستوى الاستراتيجي ومستوى الدولة. ودراسة هدف هذا النوع من النشاطات كمعرفة القدرات ونقاط القوة والضعف والتكهن بنواياها وتوجهاتها، وذلك للمساعدة في تخطيط المسائل المتعلقة باستراتيجية الدولة، سواء السعودية كانت ام الامارات صاحبة النشاط. وتُهيئ هذه المعلومات لتقديمها إلى من يتولون التخطيط لوضع سياسة الأمن اللازمة والعمليات العسكرية بغرف الجيش واللجان الشعبية على المستوى الداخلي لليمن كٲمن داخلي وللقوى الضاربة لها لتمكينها من تنفيذ هجوم استباقي ذو فاعلية دقيقية جدا ومدمرة بهجوم بري او عبر الطائرات دون طيار او الصواريخ الباليستية ..

 في الاخير وباختصار المخابرات اليمنية مع هذه القدرات الناهضة والتطور العملياتي الصاعد باتت فعلا معادلة لايمكن القفز عليها واضافة عسكرية قوية لقوات الجيش واللجان الشعبية ستعمل على تدعيم عملياتهم الردعية ضد قوات تحالف العدوان. السعودي الاماراتي على الارض وكشف مخططاته ومساراته عسكريا سياسيا وحتى اقتصاديا فيما توفر الحماية المتكاملة ضد اي اختراق داخلي او خارجي يمس الامن والسلم المجتمعي والقومي لليمن كدولة ومؤسسات وشعب.

(خاص | راصد اليمن)

آخر الأخبار