تعليقاً على مجزرة كشر: وزارة حقوق الإنسان تستنكر وتستنكر الصمت الدولي غيرَ الأخلاقي

ضمنَ سلسلةِ الجرائمِ المُروّعةِ والبشعةِ التي ترتكبها دولُ تحالفِ العُدوانِ بقيادةِ السعوديةِ وعلى مدارِ السَّاعةِ،من خلالِ ما أقدمتْ عليه وما زالتْ مُستمرةً في  شنها غاراتٍ مُباشرةً ومُتعمَّدةً على عددٍ منَ المنازلِ الآهلةِ بالسُّكانِ وتدميرها وهدمها على رؤوسِ ساكنيها ، واستهداف وسائلِ النقلِ البرية و الطرقاتِ و سيارات الاسعاف الخاصة بنقل الجرحى في موقع الجريمة ، واستهداف المناطق والأحياء المُكتظة بالسكان في مُحافظةِ الحديدة رغم اتفاقيةِ أستوكهولم التي لم يمرّ على توقيعها سوى 85 يوماً. واستهدف العُدوانُ الهمجي  مناطقَ أخرى في قُرًى ومدنٍ  في مُختلفِ مناطقِ الجُمهوريةِ اليمنية ، أسفر عنه سقوط الآلافِ منَ الأهالي والأسرِ قتلى وجرحى تحتَ الانقاض، معظمُهم من الأطفالِ والنساء ، وقد مُزقتْ أشلاؤهم  وتناثرتْ دماؤهم مُختلطةً بتلكَ الأنقاض، وأغلبهم تفحمتْ أجسادُهم ولم يبقَ لهم من أثرٍ.
وزارةُ حقوقِ الإنسان وهي تتابعُ وترصدُ تلكَ الجرائمَ والانتهاكاتِ الجسيمةَ التي ترتكبها دولُ تحالفِ العُدوانِ بقيادةِ السعوديةِ تدينُ وتستنكرُ وتستهجنُ الصمتَ الدوليَّ المُشينَ واللا إنسانيَّ وغيرَ الأخلاقي الذي يغض الطرفَ عنه المجتمعُ الدوليُّ مُتجاهلاً التعنتِ الصّارخِ والانتهاكاتِ المكشوفةِ لقواعدِ وأحكامِ القانونِ الدولي الإنساني والقانونِ الدولي لحقوقِ الإنسان وكلِّ الأعرافِ الدوليةِ التي تمارسُها دولُ تحالفِ العُدوانِ المُستمرّ في حقّ الشعبِ اليمنيّ ومقدراته ومُمتلكاته، والذي يكتفي باصدارِ بياناتٍ تعبرُ عن القلق الذي لا يغيرُ من واقعِ الاجرامِ والانتهاكاتِ الجسيمةِ المتكررةِ والمُتعاظمة يوماً بعدَ يوم ، بل زاد من ارتفاعِ المُؤشرِ البياني لتلكَ الجرائمِ البشعةِ والمُستفزةِ للمشاعرِ الانسانيةِ السويةِ؛ باستهدافها المُِتعمدِ والمُباشر منازلَ المواطنين في كلٍّ من محافظةِ صعدة وعمران والحديدة وتعز وأمانة العاصمة وغيرها من المحافظاتِ ، فقد أقدمتْ دولُ تحالفِ العُدوان ليلة يوم السبت 9 مارس 2019م ويومنا هذا الأحد بشنِّ أكثرَ من خمسَ عشرةَ غارةً جويةً على أكثرَ من عشرةِ  منازلَ آهلةٍ بالسكان جلهم من النساء والأطفال ، وكذا استهدافِ النساء والأطفالِ أثناءَ هروبهم من المنازلِ و المزارعِ المجاورةِ لتلك المنازل وذلك في قرية طلان بمُديريةِ كشر بمُحافظةِ حجة ،و هذه الجريمةُ الوحشيةُ والمُروعةُ تأتي بعدَ يومينِ من احتفال الأمم المتحدة باليوم العالمي للمرأة ، وقد أسفر عن تلك الجريمةٍ  - حسبَ المُؤشراتِ الأولية - استشهاد  40 شخصاً أغلبهم من النساء والأطفال وجرح أكثرَ من 10 آخرين؛بينهم أطفالٌ ونساءٌ ، ومازالتِ الفرقُ المُتطوعةُ لعملية انتشال الجثث والأشلاء تعملُ حتى اللحظة  تحت تحليقٍ مُكثفٍ لطيرانِ دول التحالف العدواني بكلّ أنواعها في أجواء المنطقة. 
وتشيرُ وزارةُ حقوقِ الإنسان إلى أنّ هذا الفعلَ الاجراميَّ الجبانَ واللاأخلاقيَّ  يدلُّ على إفلاسٍ غير مسبوقٍ، ويدلُّ أيضاً على فقدانِ  المُجتمعِ الدوليّ ودول العدوان كافةَ القيم والأخلاقيات الدينية والإنسانية ، وتؤكدُ الوزارةُ أن هذا الفعلَ المُشينَ  يعدُّ جريمةً منَ الجرائمِ الأشدِّ خطراً وتهددُ  السلمَ والأمنَ الدوليين وتعيقُ أهدافَ التوصُّلِ إلى حلٍّ سياسيّ ، وتدل ُّهذا الأفعالُ أيضاً - ًالتي ارتكبتها دولُ تحالف العُدوان ومُستمرةً في تماديها في حقّ الشعبِ اليمني ومصالحه -  بأن دولَ تحالفِ العُدوان لا تحترمُ قواعدَ وأحكامَ الشرائعِ السّماوية وكافة العهودِ والمواثيقِ الإنسانية والقانونية ،وتثبتُ وبما لا يدعُ مجالاً للشكّ  بأن المُجتمعَ الدوليّ و الأممَ المُتحدةَ وهيئاتها متُواطئةً وشريكةً في ما تقومُ به دولُ التحالفِ من مجازرَ وجرائمَ ومُمارساتٍ لاأخلاقيةِ .
وتجددُ وزارةُ حقوقِ الإنسان حثها ودعوتها الأممَ المُتحدةَ ومجلسَ الأمنِ بسُرعةِ إعمالِ القواعدِ والأحكامِ الدولية المُناهضة لتهديدِ وزعزعةِ السلمِ والأمنِ الدوليين، والاستعجال في تفعيل الأحكامِ الخاصةِ بحمايةِ الشعب اليمني من أيّ انتهاكاتٍ ووقف كافة أشكالِ العُدوانِ والحصار المُمنهجِ على اليمن وشعبه وكلّ مُقدراته الحضاريةِ والاقتصادية والثقافية، و ضرورة اسراع المجتمع الدولي -وفقاً لأحكام ميثاقِ الأممِ المتحدة  والمواثيقِ والاتفاقيات الدولية لحقوقِ الإنسان و القانون الدولي الإنساني - بتشكيلِ لجنةٍ دوليةٍ مُستقلةٍ ومحايدة؛ لتقصي الحقائقِ والتحقيق في كلّ المجازرِ التي ارتكبتها دولُ العدوان وماتزالُ ترتكبها أمامَ كلِّ العالمِ، وعلى مدارِ الساعة.

آخر الأخبار