خاص | اليمن وحرب المشاريع: أداة سعودية ومشغّل أمريكي

 ليلى عماشا - كاتبة لبنانية | يرادف اسم اليمن التاريخ بوجهه الأبهى، فالعزيز، الصفة التي لازمت الاسم، تعكس الصفات الأبية جميعها، تجمعها في عيون المقاتل اليمنيّ، وترفعه مقاومًا للظلم، شاهدًا للحقّ وشهيدًا في الدفاع عن عزّ البلاد، كل بلاد المقاومة.. 
سنين ثلاث وأكثر، وما زال اليمن الأعزّ من جرحه يقاتل الصهاينة الذين ارتدوا ثوب وسياسة "ذوي القربى" وظلم ذوي القربى أشدّ.. فالعدوان ذو الوجه المستعرب، المرتزق، ما هو إلا جزء من الحرب الأمريكية علينا جميعا.. الحرب التي حولت بلادنا كلها وعلى اتساعها، إلى ساحات معارك تختلف في كل منها الادوات والوسائل، لكنها بجمعها معركة واحدة، صراع واحد، بين الأميركي وذيله الصهيوني، وبين المقاومة، كل مقاومة.
سنين من وجع مرّت ولم تنته بعد، وما زال اليمن من جرحه يستلّ الخنجر ويقاتل.. بل وينتصر، رغم ارتفاع منسوب الألم.. الألم الذي تمثّل في المجازر التي يرتكبها، ال سعود ومن تحالف معهم، والتي تدل عسكريا على عجزهم عن المواجهة، وعلى تحولهم إلو كائنات مسعورة بسبب الهزيمة.. الهزيمة التي كتبتها لهم المقاومة في اليمن، جوابًا كافيًا على جريمة العدوان.
مجزرة تلو مجزرة، والحصار يزيد النزف نزفًا، وجوعًا، وحرمانًا من الماء ومن الدّواء، ولم يستسلم الإباء اليمني بوجه السفالة التي يتشارك فيها "المتحالفون" على طعن الشقيق.. يعيد التاريخ نفسه، يصير اليمن يوسفًا، والعزّ خاتمة يوسف..
مجزرة أطفال ضحيان، وغيرها من المجازر التي ارتكبها الآثمون تعبيرا عن هزيمتهم، اعادت الى الاذهان صورا من الاف المجازر التي ارتكبها الصهيوني في فلسطين ولبنان.. الوحشية نفسها، الظلم نفسه، العدائية التي بلا حدود نفسها.. وقد ذهب البعض إلى مقارنة السعودي بالصهيوني والمفاضلة بينهما، وكان ذلك خطأ في بنية التفكير تجاه الصراع، فلا مفاضلة بين اداتين تحركهما قيادة واحدة، اسمها الولايات المتحدة الاميركية.. من هنا، تصبح مقاربة الحديث عن الحرب على اليمن اكثر مصداقية، واكثر واقعية.. فهذه الحرب ليست تدخلا عسكريا بين دولتين متجاورتين، وليست صراعا بين بلدين شقيقين، ليست انقلابًا من اجل السلطة وليست حتما شأنًا خاصًا بين دولتين.. هي حرب بين مشروعين كبيرين، سماهما التاريخ: الحق والباطل، باسميهما الحركي: الاستعمار والمقاومة. قد يزيد من الوجع المقاوم اليمني ان الاداة التي استخدمت ضدّ ابائه هي يدٌ "عربية" الا ان "عربيتها" لا تغير من واقع الامر شيئا، ولا من طبيعة الصراع ومساره الآيل حتما إلى انتصار الحق وهزيمة الباطل.. هذه الهزيمة التي تلوح بشائرها في كل الوطن العربي، والتي اولى علاماتها زوال الحدود عمليّا وتوحّد قوى الحق وان كلّ في ساحته، وتبعا لظروفه وادواته.
يؤدي اليوم اليمن العزيز قسطه لعلى الحرية، يدرك كونه جزء من كل المشروع المقاوم، لذلك يستبسل اكثر لعلمه انّه بكل طلقة مقاومة يجعل الطريق إلى فلسطين أقرب، ويمنح الشرفاء في كل العالم فرصة ان يكونوا في جيش الحق، ولو بالكلمة.. ولذلك أيضا، ينهض اليمني شامخا بعد كل مجزرة، ينفض عن جثامين شهدائه غبار الوجع، ويكمل معركته بكلّ ما أوتي من يقين، أن المقاومة ستنتصر، لأنها الحق، ستنتصر.

 

(خاص - راصد اليمن)

آخر الأخبار