الردّ الاستراتيجي بدأ: العمق السعودي هدف لصواريخ اليمنيين

أعلن اليمنيون بدء مرحلة الردّ الاستراتيجي على العدوان السعودي على بلادهم. حدّدوا أهدافهم: المنشآت والمطارات العسكرية في مدينة أبها، المقرّ الإداري وعاصمة منطقة عسير جنوب غرب المملكة السعودية وأهم مدنها. بالطبع، مهّد اليمنيون لهذه النقلة النوعية بمرحلة تحضيرية ـ تحذيرية كثّفوا خلالها اقتحام المواقع العسكرية السعودية في جيزان الحدودية، واستخدام الأسلحة النوعية وإسقاط الطائرات العسكرية التابعة للعدوان.

حالة النشوة التي عاشها العدوان السعودي ومرتزقته إثر تقدّمهم في عدن، حجبت عنه الرؤية الواضحة لقراءة المتغيّرات الآخذة في التبلور على طول الجبهة المفتوحة بين نجران وجيزان بعمق بلغ قرابة الـ 10 كلم داخل الأراضي السعودية. حالة النشوة هذه دفعت الدبلوماسية السعودية الى عرقلة جهود الحل المبذولة في عُمان، وتحت تأثير التقدّم في عدن وتعز، دفعت السعودية عبد ربه منصور هادي وفريقه الهارب الى الرياض، الى رفع سقف شروط القبول بهدنة تكون مدخلاً للحل.

في المقابل، كان الجيش اليمني واللجان الشعبية يواجهون العدوان ويضعون اللمسات الأخيرة على خطة الردّ الاستراتيجي التي كان السيد عبدالملك الحوثي، قد حذّر العدوان من أنه سيتم العمل بها فيما لو استمر في تماديه، في ظل سكوت مريب للمجتمع الدولي والدول الكبرى. في هذا السياق، تقول مصادر يمنية على تماس مع المعركة المحتدمة على أكثر من جبهة مع العدوان السعودي، إن الجيش واللجان أرسلوا إشارات متسارعة في اليومين الأخريين على أن الكلمة الفصل في الميدان لا زالت بيد أبناء اليمن، وأن ما جرى في عدن غير قابل للاستثمار السياسي من قبل السعودية وأعوانها.

اليمن

أوضح المصدر أن الإشارة الأولى كانت عبارة عن إطلاق صاروخ باليستي من نوع "توشكا" على قوة "الواجب" البحرية، أكبر قاعدة عسكرية سعودية في جيزان. تلا هذه الإشارة، إسقاط طائرة "أباتشي" سعودية في منطقة الخوبة بجيزان المتاخمة للحدود اليمنية، بواسطة صاروخ أرض جو، وقد أقرّت الرياض بذلك. ثم أتت عملية قتل اللواء الركن عبد الرحمن بن سعد الشهراني، قائد اللواء الثامن عشر في الجيش السعودي، أثناء تفقده وحدات اللواء المنتشرة على الخطوط الأمامية في المنطقة الجنوبية. قبل تلك الإشارات وبخلالها وبعدها، كانت العمليات النوعية ضد المواقع العسكرية داخل الأراضي السعودية تتصاعد. فقد أعلن الجيش اليمني واللجان الشعبية سيطرتهم الكاملة على مجمع قوى والتلال المجاورة له في جيزان، بالإضافة إلى سيطرته على مواقع الفريضة ودار النصر وملحمة ومشعل في المنطقة، فضلاً عن مهاجمتهم مواقع أخرى غنموا منها عتاداً وآليات عسكرية.

أما في تعز، فقد حقق اليمنيون انتصارات مهمة على القوات السعودية ومرتزقتها، وحرّروا مناطق الضباب والربيعي والروض وجبل بحباح وجبل المنعم، ويواصلون التقدّم على محاور متعدّدة من المحافظة. من هذه الوقائع كلها، تنطلق المصادر لتقول إن العدوان سيدفع ثمن تعنّته، وسيلمس لمس اليد بأن حسابات عدن لن تتطابق مع واقع اليمن ككل. وتشير الى أن الغلبة في الميدان سترجّح كفّة المفاوضات وبوصلتها، علماً أن المبادرة الميدانية لم تغادر معسكر الجيش اليمني واللجان الشعبية.

في إطار المبادرة الميدانية، جاء إعلان الجيش اليمني البدء في تنفيذ الخيارات الاستراتيجية للردّ على العدوان، حيث وضع كافة منشآت النظام السعودي العسكرية والمطارات في مرمى الجيش اليمني واللجان الشعبية. إذاً، دخلنا مرحلة الردّ بالمثل، فمع استمرار العدوان السعودي في قصف المنشآت المدنية اليمنية والموانئ سيقابله الجيش اليمني بالمثل. في هذا السياق، وجه الناطق باسم الجيش اليمني دعوة هامة لسكان محافظة أبها السعودية إلى الابتعاد عن كافة المنشآت العسكرية والمطارات حفاظاً على سلامتهم والنجاة بأنفسهم.

النجاة بالنفس هو بالضبط ما دأب الجنود السعوديون على فعله في الآونة الأخيرة. الجبهة الحدودية الشمالية تشهد حالات فرار سريعة وجرياً على الأقدام لطواقم المدرّعات والآليات العسكرية السعودية فور بدء الهجوم على أي موقع عسكري أو نقطة تمركز سعودية. مصادر الجبهة تؤكد أن صواريخ "الكورنيت" بحوزة الجيش واللجان، حوّلت المدرّعات السعودية المتطوّرة من طراز "برادلي" وغيرها، نعوشاً متحرّكة. تؤكّد هذه المصادر أنه مثلما أدخلت قوة المضاد للدروع في الجيش اليمني واللجان الشعبية صواريخ "الكورنيت" في عملياتها ضد المواقع والمعسكرات السعودية في جيزان وعسير ونجران، ثمة الكثير من الصواريخ النوعية التي ستدخل الخدمة تباعاً حسب مقتضيات مرحلة الرد الاستراتيجي.

 

(حمزة الخنسا/موقع العهد الإخباري)

آخر الأخبار