سقوط الحديدة لن يؤثر على «أنصار الله»

وأشار إيكنبيري، إلى حديث لمسؤول السياسة الإنسانية في منظمة «أوكسفام» الأمريكية، سكوت بول، في أعقاب رحلة قام بها مؤخراً إلى عدن، أوضح فيها أن «80 بالمائة من الحمولات المفرغة في الميناء الجنوبي، الذي تسيطر عليه قوات التحالف، تشق طريقها إلى صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث تتركز هناك أكبر قوة شرائية في البلاد». 
ونقل إيكنبيري عن سكوت بول قوله: «طالما سيطر الحوثيون على مركز الثقل الاقتصادي لليمن، ويمكنهم فرض ضرائب على التدفقات التجارية إلى المدينة، فقد يتمكنون من الانكماش والاستمرار بشكل غير مباشر في الاستفادة من التجارة في ميناء الحديدة، حتى لو نجح الهجوم على المدينة وتمت السيطرة على الميناء، كما أن تكيفهم خلال الحصار الذي دام شهراً كاملاً على الميناء، يشير إلى أن إيراداته ليست ضرورية تماماً لبقائهم».
ولفت إيكنبيري إلى أن قوة «أنصار الله» تكمن في «سيطرتهم على المرتفعات الجبلية، وأن خسائرهم لازالت في السهول الساحلية»، معرجاً على الخطاب الأخير لزعيم «أنصار الله» عبدالملك الحوثي، الذي قال فيه «إن الشعب اليمني لا يزال يسيطر على المناطق التي تمثل العمق الاستراتيجي والتاريخي للبلاد ضد القوات الخارجية».
وأوضح إيكنبيري أن ذلك الحديث «يُوحي بأن قادة الحوثيين على استعداد للاستمرار الحرب، بغض النظر عما يحدث على الساحل الغربي».
ورجّح إيكنبيري أن يستمر تحصّن «أنصار الله» في المرتفعات، «طالما استمر امتدادهم العسكري في الجبال»، مشيراً إلى أن «على التحالف أن يكسر تلك السيطرة بشكل كبير»، ولكنه حذر من أن «تنفيذ أي عمليات في الوقت الذي وضع فيه الحوثيون قدماً في عملية السلام من خلال محافظتهم على قنوات اتصال مفتوحة مع المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، يمكن أن يفسد بشكل دائم مشاركتهم في أي مفاوضات دولية أخرى»، مؤكداً على أنه في هذه الحالة، «يمكن أن يصبح الهجوم على الحديدة في عام 2018 بكل سهولة، هجوما على صنعاء في عام 2019 أو 2020، لتتجدد المجاعة، وترتفع أعداد الإصابات في عناوين الأخبار خلال تلك الفترة».
وشكك إيكنبيري في التحليل الذي أصدره معهد «واشنطن لسياسيات الشرق الأدنى»، والذي قال فيه «إن أي نقص في المساعدات الإنسانية ناجم عن الهجوم سيقابله فوائد إدارة ميناء التحالف». كما عارض إيكنبيري اعتبار المعهد، «فساد الحوثيين وحساسيتهم، وليس حصار التحالف في أواخر عام 2017 والحملات المستمرة وعمليات التفتيش الثانوية للسفن التجارية، مسؤولان في المقام الأول عن ضعف أداء الميناء الحالي». 
وذهب إلى القول: «على الرغم من أن الحوثيين ليسوا من سلطات الموانئ المرغوبة، فإن الحجة التي تفترض أن التحالف قادر على إدارة ميناء الحديدة بشكل جيد وأنه سيكون هناك الكثير من الأمور التي يمكن إدارتها بعد الهجوم، تعتبر فرضية مشكوك فيها أيضاً».
وحذر إيكنبيري من أن الهجمات من قبل أي من الطرفين على «ميناء الحديدة» «يمكن أن يجعله غير صالحة للعمل لأسابيع، إن لم يكن أشهر»، موضحاً أنه «حتى إذا بقي الميناء دون مساس طوال فترة الهجوم ، فلا يوجد ضمان بأن السلع التي تدخل إلى الميناء سوف تجد الأسواق في أماكن أخرى من البلاد، لكون هناك عدد محدود من الطرق التي تربط الميناء بمدينة الحديدة والمدن الداخلية».
وأوضح الباحث الأمريكي أن هجوم «التحالف» الذي تقوده السعودية على الحديدة «ليس دافعاً استراتيجياً للسلام، بل محاولة أخرى للفوز بالنزاع بشكل حاسم، ضد خصم له نظرة مستقبلية لبقاء طويل الأمد».
وذهب إلى القول: «على الرغم من أنه في وضع يمكن أن يخسر المعركة، فأن ذلك قد يحدث، لكن من خلال المساهمة في حمام دم، واستنزاف قدرات أعدائه.
وختم إيكنبيري تحليله بالتنويه إلى أنه «إذا كانت الولايات المتحدة ملتزمة بتسهيل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع، فإن عليها أن تتدخل بقوة لوقف أي هجوم على المدينة أو حصارها قبل أن تتاح الفرصة أمام جريفيث لإدخال إطاره التفاوضي هذا الشهر، وتنظيم محادثات خلال فصل الصيف، كما ينبغي أن يشمل هذا التدخل شروطاً للمساعدة الأمنية، بما في ذلك سحب بيع ذخائر بمليارات الدولارات مقترحة إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية»، مؤكداً على أنه «بخلاف ذلك، ستثبت الإستراتيجية الأمريكية أنها ذات بعد واحد، وهو قبول متكرر لقرارات التحالف الأكثر فتكاً».
 

آخر الأخبار