خاص - ’ داعش’ حصان طروادة لتقسيم اليمن الى دويلات برعاية أمريكية - خليجية

 

خاص| محمد الديلمي - صنعاء


غدت تحركات ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الأخيرة في اليمن بمثابة حصان طروادة لتقسيم البلاد الى دويلات برعاية أمريكية - خليجية.

وفي هذا السياق، وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في كلمة له الجمعة، تلك التوجهات بقوله إن "اميركا تريد ان تستغل داعش لإعادة تركيب المنطقة من جديد وإسقاط حكومات وانظمة ورسم خرائط جديدة", وأضاف أنه "في اليمن يتحالفون مع داعش لمواجهة القوى الوطنية، اميركا توظف الارهاب لتحقيق مشروعها وهو التقسيم".

بدوره، لم يستبعد الكاتب والصحافي محمد عايش، رئيس تحرير يومية " الأولى"، في حديث لـ "راصد اليمن"، أن يصبح الوضع في اليمن بعد المعارك الأخيرة في الجنوب ان يتحول الوضع الى ما يشبه الحال في فلسطين المحتلة بوجود غزة والضفة الغربية.

وقال عايش: "تنجح السعودية في السيطرة على محيط عدن (العند، لحج، أبين) لتبدأ بنقل مركز السلطة من صنعاء إلى هناك، وتحويل الشمال، أو الجزء الأكبر منه، إلى "غزة" أخرى، محاصرا ومعزولا عن العالم، وهذا يعني أن تكون سلطة "أنصار الله"، في صنعاء، كسلطة "حماس" تقريبا".

وكانت تقارير صحفية قد اشارت الى أن طبيعة المشروع السعودي جاءت على غرار الاستراتيجية السياسية والعسكرية للكيان الصهيوني في قطاع غزة, عقب اشاعة ان إيران ضحّت بحلفائها الاقليميين ومن بينها الحوثيين عقب توقيع الاتفاق النووي.

وأنزلت دولة الامارات الخليجية قواتها في عدن مستفيدة من وجود تنظيم "داعش" الإرهابي  في منتصف يوليو الماضي، بالإضافة الى أنها تواصل في تنسيق مع السعوديه محاولاتها في توسيع مساحة سيطرة هذه القوات نحو المحافظات المجاورة.

وتحاول السعودية تنفيذ استراتيجية الارض المحروقة، من خلال قصف ترسانات الصواريخ للجيش اليمني للحؤول دون وقوع هذه الصواريخ والاسلحة الاستراتيجية الاخرى تحت تصرف حركة "أنصار الله" لسلب قدرة الجيش اليمني من الافادة من هذه الصواريخ ضد السعودية.

 وعلى الرغم من مرور خمسة أشهر من الاعتداء الجوي السعودي وباقي الدول المشاركة في العدوان على اليمن، لم يتحقق أيا من الاهداف العسكرية، بل ان الجيش اليمني واللجان الشعبية تمكنوا من اصابة عدة اهداف استراتيجية في قلب السعودية بما فيها الرياض.

ومثلت حادثة الهجوم الانتحاري لتنظيم "داعش" على مسجد تابع للقوات الامنية السعودية في "أبها" مركز محافظة عسير (جنوب غرب)  الفرصة المناسبة لـ"داعش" لاستغلال الاوضاع غير المستقرة في هذه المحافظات وتشديد هجماتها ضد القوات السعودية، واتخاذ خطوات اخرى لتوسيع نطاق هجماتها الى داخل الاراضي السعودية.

ويبدو أن السعودية التي تعاني من خيبة أمل في اعادة القوات المهزومة للحكومة المستقيلة الى صنعاء، تسعى حاليا الى احتلال مناطق في جنوب اليمن واستقرار قواتها مسنودة بـ"داعش" في هذه المناطق.

وتعوّل السعودية على استمرار سيطرة "الدواعش" على محافظة حضرموت كقوة موجودة على الارض مقابل حركة "انصار الله" في صنعاء, وتسعى لتجزئة وتقسيم اليمن، وهو ما لم يحظ بدعم اي من مشاريع وقرارات الامم المتحدة. فيما وجدت الجماعات المتطرفة موطئ قدم لها في جنوب اليمن، وبدأت تنشر أفكارها ومعتقداتها عبر منابر المساجد والملصقات والمنشورات.

وعبّرت كاثرين شاكدام، المحللة السياسية في مركز بيروت للشرق الاوسط، عن مخاوفها من حقيقة أن السعودية فتحت اليمن للمتشددين ومكنتهم من التوسع والسيطرة، موضحةً أن حرب آل سعود تهدف ليس فقط إلى سحق الحوثيين، طموحاتهم هو فتح اليمن لغزو بري وترك شعبها الأعزل أمام جحافل "داعش".

وتتحدث مصادر متابعة لنشاط الجماعات المتطرفة في اليمن، لـ"راصد اليمن"، عن انتشار خلايا تابعة لتنظيم "داعش" في مناطق متفرقة من البلاد، وجلبه مئات المقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية، من دول يسيطر التنظيم على أجزاء واسعة منها كالعراق وسوريا وحتى ليبيا، بهدف تأسيس نواة قوية للتنظيم على الأراضي اليمنية، وتوسعة قاعدة أعضائه ومناصريه، مستغلاً بذلك الأوضاع السياسية والأمنية التي يعيشها اليمن، ووجود مناصرين له من المنشقين عن الفرع اليمني لتنظيم القاعدة.

وتحتضن عدة محافظات يمنية كالعاصمة صنعاء شمالاً، والبيضاء بوسط اليمن، وحضرموت جنوبًا، المئات من مقاتلي "داعش" من عدة جنسيات أجنبية كالأميركية، والكندية، والبريطانية، والفرنسية، والأسترالية، وبلدان شرق آسيا، وجنوب القارة الأفريقية، بالإضافة لعدة جنسيات عربية يسكنون في أماكن تسمى "المأوى".

 

آخر الأخبار