خاص | الدور البريطاني المنسي في العدوان على اليمن

راصد اليمن - إيهاب شوقي |  العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، لفظ دارج ومعبر عن حقيقة الوضع، وكذلك الموت لأمريكا.. الموت لاسرائيل، شعار دارج للمقاومين بعد كل عملية ناجحة للمقاومة وكل صاروخ يمني ينطلق لرد العدوان وردعه.

كل هذه الشعارات معبرة عن جوهر العدوان وتلاقي مصالح السعودية وامريكا والصهاينة في العدوان على اليمن لكسر حلقة المقاومة اليمنية من جهة، وقطع طريق الحرير من جهة أخرى.

لكن هناك دور منسي لبريطانيا، والتي لا يأتي ذكرها عند وصف العدوان على الشعب اليمني.

في 2016، وفي صحيفة الجارديان، قال، اوين جونز في مقال منصف ما يلي:

(المملكة العربية السعودية لديها مستشارين عسكريين بريطانيين وتواصل قصف المدنيين اليمنيين بأسلحة بريطانية. ومع ذلك، فإن حكومتنا هادئة بشكل غريب!).

واستطرد قائلا: (منذ أن أصبح ديفيد كاميرون رئيسا للوزراء، باعت بريطانيا الديكتاتورية السعودية ما يقرب من 6 مليار جنيه استرليني من الأسلحة. والأهم من ذلك أنه منذ أن بدأ السعوديون حملة القصف، وقعت بريطانيا أكثر من 100 صفقة أسلحة. ويؤكد تزويد السعودية بالمستشاريين العسكريين البريطانيين أن هذا لا يعني أي موافقة سلبية على ما يفعله السعوديون: إن حكومتنا تشارك مباشرة. " نحن نؤيد القوات السعودية من خلال الترتيبات القائمة منذ أمد طويل ").

وجاء في مقاله هذا الرصد: (كما تقول منظمة العفو الدولية، فإن حكومة كاميرون "غذت هذا الصراع من خلال مبيعات الأسلحة المتهورة التي تخرق قوانينها". ووفقا للمشورة القانونية التي قدمها لهم محامو ماتريكس تشامبرس، فإن بريطانيا تنتهك عددا من الالتزامات، بما في ذلك معايير صادرات الأسلحة الخاصة بها وموقف الاتحاد الأوروبي المشترك بشأن صادرات الأسلحة. وفي الواقع، أعلن بيان وزاري في عام 2014 أن بريطانيا "لن تمنح ترخيصا إذا كان هناك خطر واضح من أن المواد يمكن أن تستخدم في ارتكاب انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي" .).

وفي هذا السياق تأتي زيارة محمد بن سلمان لبريطانيا، والذي يستعد للتويج كملك جديد للسعودية بعد أن أنهى فيما يبدو العقبات التي تقف في طريقه.

حيث تعج الصحف البريطانية بالشكوى من غموض هذه الزيارة وشحة المعلومات عنها.

وتقول صحيفة "ذا ويك" نصا: (لم يتم نشر جدول اعمال الزيارة بالكامل، ولكن من المتوقع ان ينضم الامير الى الملكة لتناول العشاء فى قلعة وندسور قبل التوجه الى رقم 10 للاجتماع مع رئيس الوزراء.)

وقالت الصحيفة: (ما هو بالضبط جدول الأعمال؟ بوصفه الشريك التجاري الأكثر أهمية في الشرق الأوسط، فإن الأمير محمد له جدول أعمال مزدوج: رئيسا لمهمة تجارية مربحة، وبصفته قائدا يبحث عن التحقق من صحته بعد عام متقلب في الشؤون الخارجية").

هكذا تستمر بريطانيا في بيع ذمتها لمحمد بن سلمان، وهكذا تتجاهل قوانينها ومعارضتها وسمعتها الدولية!

تحولت بريطانيا لجمهورية موز ولم تعد تتستر حتى بأقنعة الديمقراطية، فقد أطلقت حملة مكافحة تجارة الأسلحة إجراءات قانونية ضد الحكومة لانتهاكها القانون الدولي . ومما يثير الدهشة، كما أكد حزب العمل، أن رقابة البرلمان على صادرات الأسلحة لم تجتمع منذ الانتخابات العامة، وهذا هو تقريبا طوال الوقت الذي تشن فيه الحرب البريطانية المدعومة من بريطانيا!!!

انها دعوة للمقاومة اليمنية لكي تبرز الدور البريطاني الخبيث في العدوان، وأن تلاحق بريطانيا دوليا، وأن تنسق مع المعارضة البريطانية للحرب وأن تكشف هذا الوجه القبيح لدولة تتستر بالديمقراطية وحقوق الانسان.

ان كانت هناك أنظمة عربية وأنظمة من دول العالم المتخلفة والتي ليس لديها ما تخشى عليه من التشويه لأنها تلعب على المكشوف وتشتري نظافة سجلاتها بالتفريط في سيادتها، فإن بريطانيا لديها ما تخشى عليه من التشويه، ويجب استغلال ذلك واستهدافها واستهداف مصالحها لتكف عن هذا الدعم للعدوان.

انها ايضا مقاومة، وانها معركة جديرة بأن تخاض، وإن شعار العدوان السعودي الأمريكي البريطاني الصهيوني على اليمن، جدير بأن يرفع، وهتاف، الموت لأمريكا واسرائيل وبريطانيا هو هتاف مستحق.

 

(خاص - راصد اليمن)

آخر الأخبار