لماذا لجأت السعودية لسرقة البطولات الموثقة؟

اصيب الاعلام السعودي بحالة من الجنون والهستيريا بعد التفاعل العالمي بالمشهد المبهر الذي سطره مجاهد من ابطال الجيش واللجان الشعبية ووثقته كاميرا الاعلام الحربي واصبح حديث وسائل الاعلام المحلية والدولية والعالمية نظرا لما حمله من معاني التضحية والفداء والاستبسال ، وتحت وابل من النيران تمكن المجاهد البطل من اخلاء زميله الجريح وايصاله الى بر الامان .. حالة الهيستيريا جعلت اعلام العدوان يحاول سرقة هذا النصر الاخلاقي وتجييره لصالحه.
ياتي المشهد المسروق في الوقت الذي لم تتمكن القوات السعودية الغازية من تحقيق اي انتصارات عسكرية على مدى ثلاثة اعوام رغم الامكانات العسكرية الهائلة التي تمتلكها ورغم التكنولوجيا المتطورة التي وفرتها لها الولايات المتحدة الامريكية سواء على مستوى سلاح البر او الجو والبحر.
وبدلا من ان تسخر السعودية كل تلك الامكانيات و التفوق النوعي في التسليح بما يمنحها قليلا من النصر الاخلاقي نرى انها وتحالفها العدواني قد غرقت حتى اذانها في ابشع انواع السقوط الانساني والاخلاقي سواء على مستوى الجرائم المرتكبة بحق المدنيين لاسيما النساء والاطفال او على مستوى عدم مبالاتهم في اخلاء قتلاهم فضلا عن جرحاهم من ساحة المعركة وما اكثر المشاهد التي وثقتها كاميرا الاعلام الحربي في هذا الجانب.
الاقدام على سرقة مشاهد الانتصارات اليمانية ما هي الا نتيجة للسعي الحثيث من سلمان وابنه المتهور لاستئجار الجيوش والمرتزقة وانهيار السمعة العكسرية لال سعود على مستوى الراي العام داخل المملكة الامر الذي جلعهم يوعزون لمكنتهم الاعلامية الضخمة لسرقة مثل هذا المشهد البطولي النادر عله يعوض جزءا من الهيبة المفقودة او يبيض الصورة الكالحة عبر بوبجاندا مضللة .
قناة ام بي سي اكشن تولت كبر هذه الفضيحة ، وبطريقة مبتذلة ومثيرة للسخرية ذهب مذيعها المتصهين الى نسبة ذلك المشهد لاحد جنود ال سعود بعد ان دندن الاعلام المحسوب عليها بانها مشاهد تمثيلية ومفبركة، واذا بها بقدرة قادر تتحول الى مشاهد حقيقية وتنسف كل محاولات التشكيك التي سوقوها.
على انه لم يكن مستبعدا ان كل ذلك التشكيك، فليس منتظرا من العدو ان يعترف لليمن باي فضل ولا بطولات ولا تضحيات ولا اخلاق، لا سيما وهذا العدو اظهر خلوه من اي ذرة من اخلاق، لكن ان يتجاوز ذلك ويسرق هذه البطولات الاخلاقية فهذا مالم يتوقعه احد على الاطلاق.
السرقة التي اقدمت عليها السعودية ليست بحاجة لكثير عناء لاثبات ان كان المشهد يمنيا او سعوديا.. ودعوى تنكر الجندي السعودي بزي الجيش اليمني يكذبها ان المجاهد البطل مضى في طريقه باتجاه مواقع الجيش واللجان وان الجريح المحمول كان بالزي اليمني ايضا .. ثم لماذا لم يشفع له الزي اليمني من مواصلة استهدافه؟
وينبغي هنا التذكر انه وبالتوازي مع المشاهد التي وثقتها كاميرا الاعلام الحربي لبطولات واخلاقيات الجيش واللجان الشعبية اليمنية وثقت ايضا حالات الفرار والتولي لجنود العدوان داخل مدرعاتهم المحصنة وتركهم قتلاهم في ارض المعركة رغم الغطاء الجوي الكبير والقصف المكثف، فاين سيذهب بها اعلام العدوان، وكيف سيسرقونها، وهل سيقولون ان ذلك المقاتل الذي وقف امام المدرعة المحصنة كان سعوديا، وان المدرعة يمنية ايضا، ام كيف سيتعاملون مع مشهد تصادم مدرعتين هاربتين تحت وطأة ضربات الرجال.. هل كان مشهدا تمثيليا ام مدرعات يمنية.. ليت العقول تشترى.

(علي الدوراني)

آخر الأخبار