حراك أممي لإنهاء حرب اليمن

في موازاة المكاسب الميدانيَّة التي يحقِّقها «التحالف» العسكري الذي تقوده السعودية في الجنوب اليمني بعد سيطرة القوات التي يدعمها على عدن وتقدمها على أكثر من محور في لحج وتعز وأبين، تسعى الأمم المتحدة إلى إحياء مبادرتها لحلّ الأزمة في اليمن من خلال مشاورات تبدأ «في الساعات المقبلة» في مسقط بين المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد ووفد من «أنصار الله» و «المؤتمر».

وبعد أيَّام على إعلانه أنَّ خطته لإنهاء الحرب المتواصلة على اليمن منذ أربعة أشهر، باتت تكتسب قبولاً متزايداً بين جميع الأطراف، بما فيها الرياض، دعا ولد الشيخ أحمد وفداً من جماعة «أنصار الله» و«حزب المؤتمر الشعبي العام» الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح للقاء في العاصمة العُمانية مسقط، لبحث حلٍّ سياسيّ للأزمة اليمنية، بحسب ما أفاد مصدر سياسي.
وأشار المصدر الذي تحدّث لوكالة «الأناضول»، إلى أنَّه من المفترض أن تهبط طائرة عُمانيَّة «خلال الساعات المقبلة لنقل وفد الجماعة إلى مسقط، وينضمّ إليهم لاحقاً وفد المؤتمر». وكشف أنَّ المبعوث الأممي يحمل مبادرة من سبع نقاط، عرضها على الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وأبدت قيادات في «المؤتمر» موافقتها عليها.
والمبادرة التي كانت قد طرحت في السابق خلال مؤتمر جنيف اليمني في حزيران الماضي، تنص أبرز بنودها، وفقاً للمصدر، على «وضع آليات لوقف إطلاق النار، وانسحاب القوات المتحاربة، ووضع آليات الرقابة وفق القرار 2216، والتسهيل الكامل لعمل وكالات الإغاثة الإنسانية، والتقيُّد بآليات التفتيش والمراقبة التي تقودها الأمم المتحدة والتعاون التام معها».
كما تنص على «انسحاب القوات المتحاربة من مناطق الاقتتال، واتخاذ الإجراءات لمحاربة الإرهاب ومنعه من الانتشار، والتقيّد بآليات التفتيش التي تقودها الأمم المتحدة بشأن توريد المواد التجارية عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية».
وبعدما أعلنت القيادة المشتركة لقوات «التحالف» نبأ «استشهاد الرقيب، ماجد بن فهد بن فهيد السبيعي من منسوبي الحرس الوطني بعد إصابته بقذيفة في قطاع نجران»، قالت قناة «المسيرة» إنَّ الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» أطلقوا، يوم أمس، 31 قذيفة على مواقع عسكرية في جيزان جنوب غرب السعودية.
واستهدفت المدفعية، وفقاً للقناة، مواقع مشعل وملحمة والمعطن بـ21 قذيفة، كما استهدفت موقع الحثيرة في جيزان بـ10 قذائف، ما أدى إلى اشتعال النيران فيه. وقصفت المدفعية أيضاً قاعدة للصواريخ في نجران، ومواقع الجمارك والجوازات في ظهران عسير.
وفي ظل تواصل المعارك في الجنوب اليمني، أفاد مصدر عسكري في محافظة أبيَن، بأنَّ الجيش و «اللجان» انسحبوا من مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، بعد سيطرة المسلحين الموالين لعبد ربه منصور هادي على المدينة.
كما تدور معارك عنيفة بين الطرفين في منطقة كرش الواقعة بين محافظتي تعز ولحج، بحسب مصادر أمنية أكدت أنَّ «القوَّات تتقدَّم بشكل ملحوظ في اتجاه تعز بعد تراجع الحوثيين ووصول دبابات حديثة وكاسحات ألغام وراجمات صواريخ من قوات التحالف لتعزيز المقاتلين الموالين للحكومة».
وأعلن المسلحون أنَّهم انتزعوا السيطرة على مرتفعات جبل صبر وهضاب قرب موقع العروس وثلاثة مداخل حيوية للمدينة، لكن الجيش و «اللجان» أعلنوا السيطرة على عدد من التلال المحيطة بمدينة تعز.
إلى ذلك، جمَّدت تركيا رسمياً أموال علي عبد الله صالح وعدد من قادة «أنصار الله»، التزاماً بالعقوبات التي أقرَّتها الأمم المتحدة.
وأوضحت «الأناضول» أنَّ القرار يطاول الرئيس السابق وابنه أحمد صالح وزعيم «أنصار الله» عبد الملك الحوثي وقائدين آخرين هما عبد الله يحيى الحكيم وعبد الخالق الحوثي، وقد جمِّدت أموالهم من أرصدة مصرفية وخزائن. وأضافت أنَّ القرار الذي نشر في الجريدة الرسمية بعدما صادقت عليه الحكومة، سيبقى سارياً حتى 26 شباط 2016.

(«السفير»، «الأناضول»)

آخر الأخبار