«معهد واشنطن»: لا بديل للسعودية عن الولايات المتحدة

أرجع «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» محاولات السعودية تعميق تقاربها مع الصين، يعود إلى رغبة سعودية في تنويع قاعدتها الاقتصادية، ولكسب الموقف السياسي الصيني المهم في التحولات الإقليمية، مشيراً إلى أن ذلك التقارب تجلى مؤخراً في زيارة العاهل السعودي، الملك سلمان إلى الصين فيمارس الماضي وإبرام صفقات بقيمة 65 مليار دولار.
وتساءل المعهد الأمريكي عما إذا كان ذلك يمثل بداية للتراجع في العلاقات السعودية - الأمريكية، أم أن الفراغ، الذي تشغله الأخيرة لا يمكن للصين أن تملؤه؟ مؤكداً أن للإجابة على هذا السؤال، ينبغي طرح طبيعة التقارب السعودي - الصيني على المستويين الاقتصادي والأمني، وتحليل انعكاساته على العلاقات السعودية - الأمريكية.
وبين «معهد واشنطن»، أنه من الناحية الإقتصادية، يمكن للسعودية أن تكسر قاعدة استخدام الدولار بتعاملاتها النفطية مع الصين لاستخدام اليوان، كجزء من التوجه نحو الصين، وتعويض عن دور واشنطن الذي قد يتلاشى مستقبلاً في الشرق الأوسط، طبقاً للمعهد، الذي استدل في ذلك على المكالمة الهاتفية، التي تمت بين الرئيس الصيني والملك سلمان في نوفمبر الماضي، وأكد خلالها الرئيس الصيني، عزم بلاده على تقوية الشراكة الإستراتيجية مع الرياض، لمواكبة التغيرات التي تحدث في المنطقة، لاسيما وأن صادرات الخام السعودي إلى أمريكا انخفضت إلى أدنى مستوياتها في 30 عاماً.
كما تطرق المعهد الأمريكي، إلى الجانب الأمني، موضحاً أن بعض المحللين، يرون أن السعودية تحاول خلق حرب استراتيجية بين الدول العظمى، للفوز بتسليح ودعم أمن المملكة، خاصة بعد أن أظهرت الولايات المتحدة - طبقاً للمعهد - استجابةً ضعيفةً لاحتياجات السعودية الأمنية والعسكرية، مشيراً إلى أن ذلك، سيفتح الباب أمام الصين وروسيا لنشر ثقلهما في المنطقة، وتنسيق مواقفهما ضد واشنطن، ما سيجعل أمريكا لاعباً غير مؤثر أو خارج لعبة الشرق الأوسط... لكن المعهد الأمريكي، أكد على أن السعودية تدرك أنه لا يمكن التخلي عن الدور الأمريكي في مجال الأمن القومي لحساب الصين على المدى القريب، وذلك لعدم قدرة الصين على تحمل تلك الأعباء الأمنية، كما أنها لا ترغب في الاصطدام مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بحسب المعهد.
وبيّن المعهد الأمريكي، أن النهج الصيني في ما يخص علاقة الصين مع العالم يهدف إلى إبقاء جميع القوى الفاعلة الرئيسة في خانة الأصدقاء، وتجنب اكتساب عداوة دائمة على مخاطرات عدة، مرجحاً أن تستمر بهذه الاستراتيجية، طالما أن الصراعات لا تشكل خطراً أساسياً على خطط بكين. ولفت «معهد واشنطن»، إلى أن السعودية في المقابل تدرك جيداً أن الدور الذي تلعبه الصين في ما يخص الصراع السعودي - الإيراني، يصب فقط في مصلحتها الخاصة، وأن بكين لن تتخلى عن علاقاتها مع إيران في المستقبل لصالح علاقاتها مع السعودية. 
وأكد المعهد الأمريكي، على أن الرياض تدرك مخاطر الانفصال التام عن واشنطن، وأنه لن يصب في مصلحتها على المدى البعيد، مضيفاً أن كلا من السعودية والصين، تدركان إنه في ظل وجود قواعد عسكرية أمريكية في جميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، لن تتمكنان من إزاحة الولايات المتحدة من موقعها كفاعل عسكري مهيمن في الخليج، مرجحاً أن تقوم كل من الصين والسعودية والولايات المتحدة بعمل توازن ثلاثي للقوة في الخليج يصب في خانة مصالحهم المشتركة من دون أن يقوم أي طرف بتهميش الأطراف الآخر أو إزاحته من المشهد.

آخر الأخبار