خاص | نحو نقلة سياسية يمنية تتناسب مع طبيعة الاستهداف

خاص | إيهاب شوقي - صحافي مصري 


يبدو وان اليمن لا تقع ضحية للنزعة الامبريالية السعودية الجوفاء - الغير مبنية على قوى ذاتية او قوى بشرية كما نرى بالمعارك- فقط، وانما ضحية للصراع الدولي على طرق التجارة والسيطرة على منابع الطاقة.
فاليمن بحكم موقعها الساحلي واشرافها على باب المندب فانها نقطة تلاقي مشروعات دولية متصارعة.
وطريق الحرير الجديد والذي تسعى الصين وروسيا من خلاله الى الهيمنة على اوراسيا وطرد النفوذ الامريكي من النطاق الاوراسي او على الاقل عدم السماح لامريكا بالاتكاء على الناتو لفرض الهيمنة عليه، تسعى امريكا بالتعاون مع ادواتها وذيولها كاسرائيل ودول الخليج لقطعه وتحجيم النفوذ الصيني وانشاء طرق بديلة للتجارة وارساء نقاط ارتكاز استراتيجية حول موارد الطاقة.
في يوليو الماضي قالت تقارير غربية ان الفشل العسكرى والسياسى فى اليمن حث الولايات المتحدة وحلفائها على تغيير استراتيجيتهم العسكرية والسياسية والنظر فى بطاقاتهم المتبقية.
حيث تظهر يوما بعد يوم صور جديدة لتحركات الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من خلال غطاء أمريكي لتوسيع وجودها العسكري في المحافظات الجنوبية وفي أهم المراكز الحيوية للدولة مثل جزيرة ميون (بريم) بالقرب من باب المندب.
وكشفت عدة تقارير قريبة من دوائر صنع القرار في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية عن وجود خطة سعودية لدفع هادي إلى إعلان محافظة ساحلية جديدة تضم عددا من مديريات محافظة تعز، بما في ذلك مخا، الوزية، الموزع، ملاف ومديريات محافظة لحج، بما في ذلك تكهنات بمحاولة للسيطرة على باب المندب وفصله عن نطاقه المعروف جغرافيا.
واضافت التقارير ان هذا التوجه يتزامن مع البدء العملي في بناء قاعدة إماراتية في جزيرة ميون اليمنية، مع ضوء أخضر أميركي إسرائيلي، حيث أن الجميع يشتركون في بناء قواعد تطل على الممر المائي في البحر الأحمر تعضد  القواعد في جيبوتي والقرن الافريقي في الصومال.
وبهذا فنحن امام عدوان دولي على اليمن كالعدوان على سوريا واما مشروع معلن للتقسيم تتوزع فيه الادوار على العدوان وعملاء الداخل اليمني.
وامام هكذا استهداف فان على المقاومة توطيد العلاقة مع الصين وروسيا بذات الوقت الذي تستمر فيه في مقاومة العدوان وردعه واستمرار سياسة الهجوم عليه، مع عدم التفريط في جبهة الجنوب بكل الوسائل الممكنة، سواء التوعوية لطبيعة المشروع الدولي والذي تقع اليمن ضحيته، وايضا بقطع الجبهات لمنع التقسيم ومنع اعلان ولاية ساحلية قد تنفصل ويخرج بها العدوان كحل امثل له يحقق اهدافه ويغطي به على فشله.
هناك كرة اخرى للارهاب وللعدوان وهناك تحركات لدول اقليمية تحاول الحصول على مكاسب بعد تعثرها في سوريا، وقد وقعت اليمن ضحية للمشروعات الدولية واطماعها وتعثراتها، الا ان الثابت ان المقاومة اليمنية هي جزء من جبهة المقاومة الكبرى ولا بد من توفر كل قوى الدعم لها وعدم الخضوع لاي فزاعات، فلا تستطيع المقاومة مجابهة مشروع دولي متعدد الاطراف تحت قانون انها تصد عدوان حدودي او مواجهة صراع دولي على طرق للتجارة وموارد الطاقة تحت لافتة تحرر وطني ومقاومة فرض نظام عميل من الخارج فقط، وانما على كل المتضررين من سقوط اليمن المعاونة لهذه المقاومة وعدم تركها فريسة تحارب دونا عنهم.
نعم ان المقاومة ستظل صامدة لان معركتها وطنية واخلاقية ودينية وهي بالفعل معركة تحرر وطني، ولكن لا بد من التنسيق مع جبهات اخرى ودول اخرى تتقاطع مصالحها مع مصلحة التحرر اليمني وتتضرر مصالحها بسقوط اليمن ونجاح المشروع الاستعماري.

آخر الأخبار