خاص | يمنيون يروون لـ"راصد اليمن" فصولاً من معاناتهم وصمودهم

أودت الحرب الظالمة التي تقودها السعودية ضد الشعب اليمني، بأرواح عشرات آلاف الضحايا المدنيين، أغلبهم من النساء والأطفال، وتسبّبت في نزوح أكثر من ثلاثة مليون مواطن ودمّرت البنى التحتية، من مستشفيات ومدارس وطرق وجسور وغيرها. لم تكتف السعودية بكل ما ارتكبته آلتها الحربية بحق اليمن وشعه، بل عمدت إلى إغلاق جميع المنافذ البرية والمطارات والموانىء في وجه المساعدات الإنسانية والسفن التجارية، الأمر التي تسبّب بكارثة بيئية وتفشي الأوبئة منها الكوليرا والدفتيريا.

وفي مقابل كل ما يحصل في اليمن من جرائم وكوارث، يقف المجتمع الدولي صامتاً إلى حدّ التواطؤ مع العدوان، وتقف المنظمات الحقوقية والإنسانية موقف المتفرّج، الذي لا يملك ما يقدّمه للشهب اليمني سوى بعض البيانات التي لا ترد عدواناً ولا ترفع حصاراً.

أبناء صرواح: صمود وتحدٍّ
تحكي "بنت صرواح" الحاجة حمدة المحبوبي، لـ"راصد اليمن" معاناتها اليومية مع العدوان. تقول إن طائرات العدوان قامت ذات يوم بقصف منزلها حيث "كنتُ مع عيالي وبناتي وزوجي محمد واثنين من أحفادي، فقتل زوجي وأحفادي الاثنين، فيما نجوت أنا وعيالي من الموت، وأصيب بعضنا إصابات بالغة نُقلنا على اثرها إلى المستشفى في صنعاء، لكن بيتنا خرب وتهدّم، واحترقت سيارتنا التي كانت مصدر دخلنا".
وقالت الحاجة المحبوبي إن المنظمات الإنسانية "تصرف لنا كل شهر تقريباً دبة زيت أو كيس دقيق، وهي مساعدات قليلة لا تكفي". وحمّلت السعودية مسؤولية ما يتعرّض لخ اليمن واليمنيون من خراب وقتل وتدمر، داعية الشعب اليمني إلى أن "يستمروا في الصمود والصبر لأن فرج الله بات قريباً".
وختم حديثها بكلمة تجّهت بها إلى الشعوب العربية بالقول: "اتقوا الله فينا إحنا مسلمين، اتقوا الله فينا اتقوا وحسبي الله ونعم الوكيل".
بدوره، يحكي الحاج صالح دهمش الأشطل، من أبناء مديرية صرواح، ما أصابه وأسرته جرّاء العدوان.
ويقول الأشطل لـ"راصد اليمن" إنه وعائلته نزحوا "بعد ضرب الأباتشي لسيارة تحت بيتنا، ما أدى إلى تضرّر البيت"، وأضاف "بينما نحن في طريقنا إلى نزوحنا وعلى بعد 2 كيلو من البيت، تم إبلاغنا أن سيارتنا مستهدفه، فنزلت أنا وعائلتي وأبنائي وابتعدنا من السيارة مسافة ثلاثة أمتار، فقام الطيران بضرب السيارة بما فيها من أثاث ومواعين، ونجونا بأعجوبة بفضل الله".
وعن حياته في صنعاء وعمّا إذا كان يتلقى مساعدات من الجمعيات الإنسانية، يقول الأشطل "الحمد لله على كل حال، استأجرنا بيتاً شعبياً، ولكن تراكم علينا بدل الإيجار وأصبحنا مهددين بالخروج بسبب عدم القدرة على تسديد البدل"، مشيراً إلى أن "المنظمات تصرف شهرياً كيس طحين و3 لتر زيت وكيلو عدس فقط".

 




ويصف العدون بأنه "همجي وبربري لا يعرف سوى القتل والدمار، ولا يعترف بقوانين وأخلاق الحروب حيث يستهدف البشر والشجر والحجر، ولكننا نثق بعدل الله وبإذن الله أن نهايتهم قريبة"، محمّلاً "السعودية ومَن تحالف معها، مسؤولية تدمير اليمن وقتل أبنائه، إضافة إلى أمريكا التي شاركت في قتلنا وتهجيرنا".
وتمنى الأشطل أن "تصرخ الشعوب في وجه الظلم وأن لا ترضى بالمذلة مهما كان الثمن"، مشدّداً على أن الشعوب "إذا أرادت أن تحقق أحلامها وطموحاتها عليها بالوحده ونبذ التعصب المذهبي والمناطقي الذي افتعلوه أعداء الحريه لتشتيتها وتمزيقها وليثقوا بالله ويستعينوا به.

أمريكا وإسرائيل السعودية والإمارات

صلاح الدين الردماني، من صرواح أيضاً، يتحدّث لـ"راصد اليمن" عن تجربته الشخصية مع العدوان. يقول "حصل لي ما حصل للآلاف من أبناء الشعب اليمني، فقد قصف الطيران منزلنا، وكتب الله لي عمراً جديداً بالرغم من إصابتي في الفخذ الأيمن إصابة خطيرة جعلتني طريح الفراش إلى يومنا هذا".
ويضيف "لا زلنا مكافحين ومتوكلين على الله ومتمسكين بحبله المتين على الرغم من تكالب عشرات الدول لكي يحتلوا بلادنا وينهبون خيراتنا بحجة محاربة التمدد الإيراني الذي يدّعونه، وهي حجة واهية وعارية من الصحة، فالأولى بهم تحرير القدس وحل مشاكلهم الداخليه".
وأكّد الردماني أن "أمريكا وإسرائيل وأدواتهما وعبيدهما كالسعودية والإمارات، يتحملون مسؤولية دماء اليمنيين"، مشدّداً على أنه "سوف يأتي اليوم الذي يقتص لنا الله منهم".
ودعا الشعب اليمني إلى "مواصلة الصمود وتوحيد الصفوف"، كما دعا الشعوب العربية والإسلامية إلى "رفض الظلم والذل، والمضي قدماً من أجل تحقيق العدالة وإعلاء راية الحق، واستنكار ما يقوم به العدوان الهمجي بحق الشعب اليمني الحر والأبي".

ابن تعز: صنعاء أكثر أمناً
من ناحيته، يروي ابن تعز، هاشم الشميري لـ"راصد اليمن"، أسباب نزوحه وعائلته إلى صنعاء. يقول إنه قرّر النزوح من تعز بسبب شمول قصف العدوان السعودي المنشآات المدنية والمدراس والمنازل.

ويضيف "منطقتنا لم تعد آمنة، لذالك أجبرنا على النزوح إلى منطقة أكثر أماناً". ويوضح أن الأمن في صنعاء يكفي للعيش حياة كريمة.

وإذ حمّل "العدوان السعودي مسؤولية كل ما يحصل لنا"، ناشد الشميري "المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن وقف هذا العدوان الهمجي، فنحن نريد العودة إلى بيوتنا".

 




خاص - راصد اليمن | صنعاء

 

آخر الأخبار