"المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية": لضرورة عدم تجاوز أنصار الله

إعتبر «المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية» (مؤسسة بحثية) أن الحالة في اليمن صادمة في ظل التحول الدراماتيكي للأحداث التي تمت في صنعاء قبل أيام فقط، حيث كان أنصار علي عبد الله صالح فرحين في الشوارع، بعد إجبار شركائهم من جماعة «أنصار الله» على الانسحاب من أجزاء رئيسية من صنعاء، قبل أن يصدموا في منتصف النهار بمقاطع فيديو تظهر مقتل رئيسهم، وعودة الحوثيين للسيطرة على كامل مفاصل العاصمة.
وأشار «المجلس الأوروبي» إلى أنه وعلى الرغم من تلك الأحداث، فإنه كان من الواضح أن قوة صالح تسير في انخفاض، خاصة مع العقوبات والقيود التي وضعت على أمواله وضعف شبكته العسكرية بسبب الانشقاقات والقرارات التي اتخذتها العديد من الشخصيات الرئيسية للخروج من النزاع، في الوقت الذي نما فيه الحوثيون في السلطة، واكتسبوا الخبرة والشبكات المالية الجديدة، وتخلصوا في المقابل من الحاجة إلى دعم صالح إدارياً وسياسياً.
وتساءل «المجلس الأوروبي» عن ما سيحدث في ضوء الأحداث التي تمت في خلال الأيام القليلة الماضية، ولكنه أكد على أن التنبؤ بالمستقبل الآن سيكون أمراً خاطئاً، واضعاً بعض الاتجاهات التي يرى أنه يمكن البناء عليها، ومن أهمها:
إن السلام بات بالفعل احتمالاً بعيداً، وقد تراجع أكثر من أي وقت مضى، كون الحوثيين الذين عاودوا الانتصار هم على وشك الانتقام بعد أن اعتبروا أنفسهم ضحايا خيانة دراماتيكية.
ثانياً، أنه من المرجح أن تتغير خريطة الطريق الكاملة لعملية السلام، كون تحالف الحوثي صالح، الذي كان حجر الزاوية في جهود السلام المدعومة دولياً، لم يعد قائماً.
ثالثاً، ازدياد التكاليف الإنسانية للصراع سوءاً، مما يجعل متوسط حياة ​​اليمنيين أكثر إيلاماً.
وأكد «المجلس الأوروبي» على أن عدم تجاوز الحوثيين في الوقت الراهن يعد ضرورة، حيث يظل التعاون معهم حيوياً من أجل السلام، داعياً دول أوروبا للقيام بدورها في جمع الأطراف المتنازعة على طاولة الحوار، باعتبارها واحدة من الجهات القليلة القادرة على التحدث مع جميع الأطراف. وحذر في الوقت نفسه من أن ترك اليمن لوحده في هذا الظرف الخطير سيؤدي وبشكل حتمي إلى تصاعد الصراع، وسيعقد كثيراً العملية الدبلوماسية في المستقبل.

آخر الأخبار