ثلاثة سيناريوهات يمنية بعد مقتل علي عبد الله صالح

يعتبر فيصل جلول من أهم الكتاب العرب أصحاب الخبرة بشأن اليمن، فقد عرف اليمن لسنوات طويلة وكان يزوره دوريا بحكم عمله الصحافي، وهو من أوائل الصحافيين العرب الذين كتبوا عن اليمن، وكانت تربطه علاقة وطيدة مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح قبل ان تنقطع العلاقة عند بداية أحداث الربيع العربي. موقع العهد التقى جلول في منزله بالضاحية الجنوبية لبيروت وكان لنا معه الحوار التالي:

هناك سيناريوهات ثلاثة محتملة لمرحلة ما بعد علي عبد الله صالح وهي كما يلي:

أ - أن تقوم جهات مقربة من صالح ومن عائلته باستكمال إرثه عبر تنصيب أحد أبنائه أو ابناء أخيه زعيما، وفي حال وقع هذا الخيار يلزمهم وقت لإعادة تنظيم صفوفهم، وتثبيت علاقات خارجية لها دور ونفوذ في اليمن.

 ب – يعتبر المؤتمر الشعبي العام تلاقي مجموعات من الناس حول مصالح مشتركة، هذه المجموعات قد تجتمع للحفاظ على مصالحها وحماية نفسها. في هذه الحالة سوف يكون إرث صالح في الدائرة العائلية القريبة منه. لكن هذا السيناريو يحتم على أصحابه اتباع سياسة مغايرة من السلطة الجديدة في صنعاء، وان تنتهج السلطة في صنعاء سياسة جادة اتجاه هذه المجموعات، على ان يكون الجميع تحت سقف مقاومة العدوان السعودي، لان الأحداث أثبتت أن من يخرج عن هذا السقف سوف يكون منبوذا، وقد رأينا كيف ان عبد ربه منصور هادي ومحسن الأحمر وغيرهما لم يصمدوا أسبوعا واحد بسبب وقوفهم مع العدوان.
ج -  السيناريو الأخير هو سيناريو الكوارث وهو أن يؤدي الحدث الأخير الى الفوضى وانتشار الخوف في اليمن وقيام كل فريق بالبحث عن تأمين سلامته بنفسه ما يوصلنا الى نوع من "الصوملة" في البلاد وهذا قد يصبح واقعاً في حال طالت الحرب وطال الحصار ولكني لا ارى في المعطيات والظروف الحالية أية فرصة للوصول الى هذا الواقع.

برأيك لماذا رتكب علي عبد الله صالح هذا الخطأ؟
 أنا أعتقد انه خلال الفترة الأخيرة كانت لدى علي عبد الله صالح مشكلة  وهي خسارته لقسم كبير من مستشاريه من الشخصيات المرموقة التي كان يستشيرها إبان فترة حكمه، وكان يعمل بآرائها، وهؤلاء مجربون امثال الوزير السابق عبد الكريم الأرياني وعبد العزيز عبد الغني، أعتقد أنه في الأحداث الأخيرة كان ضحية انفعالات إبن اخيه طارق الذي كان يقود قوات الحرس الجمهوري في صنعاء.

 

(موقع العهد - نضال حمادة)

آخر الأخبار