خاص | الإمارات تحوّل تعز إلى ساحة صراع وصندوقة بريد

لم تهدأ جبهة تعز الداخلية، إذ تستمر المواجهات العسكرية العنيفة بين مَن يُفترض أنهم في خندق واحد مع تحالف العدوان الذي تقوده السعودية وتشاركها فيه الإمارات. وعلى الرغم من أهمية جبهات تعز بالنسبة لتحالف العدوان وميليشيات المرتزقة المحلية، إلا أن تصفية الحسابات البينية تتقدّم على سواها من حسابات.

وتعكس الاشتباكات المتواصلة والمستمرة في مدينة تعز،  بين كتائب «أبو العباس» السلفية المدعومة من الإمارات، ولواء «الصعاليك» التابع لـ«حزب الإصلاح»، الممثل لتيّار «الأخوان المسلمين» في اليمن، هشاشة التركيبة «التحالفية» التي تجمع مرتزقة العدوان السعودي - الأمريكي على اليمن.

وتقول مصادر ميدانية في تعز لـ«راصد اليمن»، إن ظاهر الاشتباكات المتكررة بين «الصعاليك» و«أبوالعباس» هو الخلاف على ملكية مبانٍ حكومية، وسباق على التمدّد في المدينة عبر قضم المواقع العسكرية، مشيرة في هذا السياق إلى ضعف ما يُسمّى بـ«الحكومة الشرعية» التي عيّنتها دولة العدوان السعودية، ما يسمح بنشوء حركات وميليشيات وفصائل مسلّحة تتناتش الممتلكات الحكومة، وتتصارع للسيطرة على الأرض.

وتتجلى حالة الترهّل والضعف الذي تعيشه حكومة هادي المعيّنة من العدوان، بعجز اللجنة الأمنية التي كلّفتها قيادة السلطة المحلية بالمحافظة، وقف الاشتباكات والتهدئة وحل الخلاف بين الطرفين.

إلى ذلك، تقول مصادر سياسية في تعز لـ«راصد اليمن»، إن باطن الصراع القائم حالياً بين الفصيل المدعوم من الإمارات والآخر «القطري الهوى»، يعكس الصراع القائم بين قطر والإمارات في ميادين عديدة داخل اليمن وخارجه.

وتأتي هذه الاشتباكات بعد انتقاد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الدور القطري في اليمن. قائلاً في تغريدة على «تويتر»، إن «الحملة التي يشنها إعلام قطر على دور الإمارات في اليمن ستفشل، الالتزام الأخلاقي والسياسي للإمارات تجاه اليمن والتحالف لن يقوضه المال والإعلام».

وأضاف أن «الدور القطري السلبي محصور في المال والإعلام لأن الدوحة خسرت المصداقية بعد استداراتها المتكررة، إن لم تكن صاحب كلمة وموقف فتوجهاتك ضجيج». وتابع أن «سياسات دعم التطرّف قادت قطر إلى عزلتها، وموقفها المخزي في اليمن يعارضه مواطنوها كما رأينا في الاستبيان، الخروج من الأزمة لا يكون عبر تعقيدها».

غير أن مصادر «راصد اليمن» في تعز، لفتت إلى تزامن الاشتباكات بين «أبو العباس» و«الصعاليك»، مع لقاء اللواء الركن علي محسن صالح الأحمر، الذي يُعتبر بمثابة قائد الذراع العسكري لـ«اخوان اليمن» بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرياض، الأمر الذي يفتح باباً واسعاً للسؤال عن طبيعة العلاقة التي تحكم مكوّنات تحالف العدوان، في ظل التناحر الظاهري والعنيف بين الميليشيات المدعومة من دوله على الأرض.

وفي هذا الإكار، تسلّط المصادر الضوء على تضارب الرؤية والأهداف بين السعودية والإمارات في جنوب اليمن. ففي حين تسعى أبوظبي لتكريس سيطرتها على عدن، وفرض امر واقع في سقطرى الاستراتيجية، تحاول السعودية إيحاد حلول لأكثر من ملف شائك في اليمن، بدءً من صنعاء مروراً بالحديدة انتهاءً في عجن، للتفضي لسياسية الأمر الواقع التي تنتهجها حليفتها الأوثق في العدوان على اليمن.

وترجّح المصادر أن لا تمرّر السعودية محاولات فرض الإمارات هيمنتها على سقطرى بالخصوص، متوقعة أن يكون هذا الملف محل خلاف ثنائي تحالف العدوان على اليمن في مرحلة ما بعد التسوية، والتي عاد الحديث عنها ينشط في الكواليس.

خاص - راصد اليمن

 

 

آخر الأخبار