بلومبيرغ: الحلف الثلاثي بين الرياض وتل أبيب وواشنطن قيد التشكل

توقفت وكالة «بلومبيرغ» عند أبرز مستجدات العلاقات السعودية- الإسرائيلية، في ضوء مساعي واشنطن لتوحيد الجهود ضد إيران، مشيرة إلى «القلق" الذي يساور المسؤولين الإيرانيين من سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان».
ومع الإشارة إلى تبلور جبهة موحدة ضد طهران، تضم الولايات المتحدة، إلى جانب كل من السعودية، وإسرائيل، ألمحت «بلومبيرغ» إلى أن العديد من المعلقين والمسؤولين السياسيين في إيران، يتعاملون مع الأمر كاحتمال جدي، وقائم. وفي هذا السياق، أشارت الوكالة إلى ما جاء على لسان أحد أبرز أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، كاظم جلالي حين قال إنه «يبدو أن الخطط قد وضعت من قبل الأطراف الثلاثة، وهم ينوون وضعها موضع التنفيذ». ومع ذلك، عبرت الوكالة بالقول إن المؤشرات على أن الرياض، أو واشنطن لديهما القدرة على صياغة سياسات استراتيجية منسقة بشكل ثنائي لمواجهة إيران، أو العمل بتلك السياسات تعد «قليلة»، شارحة أن وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض، وانتهاج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سياسة خارجية أكثر عدوانية يبقي كافة الاحتمالات قائمة، وغير مستبعدة.
ومن منطلق الحديث عن مقابلة رئيس الأركان الإسرائيلي غابي آيزنكوت مع موقع «إيلاف» السعودي، وعن «العلاقات الوطيدة» التي تربط بن سلمان بصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، رأت «بلومبيرغ» أن الجولات المكوكية التي يقوم بها الأخير بين الرياض، وتل أبيب «أثارت التكهنات بتشكل تحالف ثلاثي ضد إيران، خلف الكواليس»، رغم أن «تصورات الأمير لتحالف من هذا النوع، تبقى غير واضحة المعالم». وبحسب ما أفاد به الخبير في شؤون الشرق الأوسط، دانيال بيمان، وأستاذ الدراسات الأمنية في جامعة «جورج تاون»، فإن هناك «مجالاً واسعاً، يمكن للثلاثي أن يعمل من خلاله على توظيف تفوقه الواسع على صعيد الأسلحة التقليدية»، سواء في سوريا والعراق، حيث تنتشر القوات الأمريكية، أو في اليمن، حيث تخوض السعودية حربها ضد «وكلاء إيران»، أو في لبنان، مسرح المواجهة (المتوقعة) بين حزب الله، وإسرائيل. كذلك، أفاد المحلل الإيراني في الشؤون الأمنية بالشرق الأوسط، حسين موسويان، بدوره، بالإشارة إلى «سيناريو جديد يجري إعداده»، داعياً إلى اتخاذ احتمالات نشوء قيام تحالف جديد بين واشنطن، والرياض، وتل أبيب، على محمل الجد. وحذر موسويان من تبعات الأمر، قائلاً: «نحن بحاجة إلى التفكير في سبل تحسين العلاقات مع السعوديين».
هذا، ولفتت «بلومبيرغ» إلى أن إيران، تنظر إلى دفع المملكة العربية السعودية لرئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، نحو الاستقالة مؤخراً، على أنه ينصب في إطار التحضير لـ «هجوم عسكري مشترك ضد حزب الله»، مشيرة إلى رغبة طهران بـ «تفادي التصعيد» في المنطقة. 
كذلك، استعرضت «بلومبيرغ» حملة الاعتقالات الأخيرة داخل المملكة العربية السعودية. وفي هذا الإطار، نقلت الوكلة عن توبي دودج، الباحث في قضايا الشرق الأوسط في «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» في لندن، قوله إن تلك الحملة تحمل طابعاً «ثورياً»، وتعيد إلى الأذهان الحملة، «ذات النزعة القومية»، التي دشنها الرئيس العراقي السابق صدام حسين ضد مناوئيه داخل المؤسسة الحزبية، في العام 1997، قبل أن ينخرط في حربه ضد إيران في الخارج بعد نحو عام. وزاد دودج أن تركيز السلطة داخل المملكة بيد أمير شاب، وطموح، ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته، يعد مثيراً للقلق، لافتاً إلى أن المخاطر لا تتعلق بتبلور استراتيجية كبرى للرياض بقدر ما ترتبط بالأعمال المزعزعة للاستقرار الناجمة عن الإخفاقات في الاقتصاد وتحديات السياسة الخارجية التي يواجهها بن سلمان. وأردف دودج أن الجنرالات العاملين في وكالات الأمن القومي داخل الولايات المتحدة، سوف يمنعون أي خطوة دراماتيكية قد تقدم عليها واشنطن، مضيفاً أن «العراقيل أمام تشكل سياسة (أمريكية) متقنة، ومستدامة قد تكون كبيرة للغاية». 
وفي الإطار عينه، استبعد المحلل الإيراني في السياسة الخارجية في «كلية الدراسات الدولية» في طهران، فؤاد إيزادي، أن تقدم الرياض على خوض حرب جديدة في المنطقة، واضعاً تصرفات السعودية في الآونة الأخيرة في خانة الاستعراض، مبرراً قوله بعلم الرياض أن أي هجوم على إيران سوف يعقبه هجمات تطاول البنية التحتية النفطية داخل المملكة العربية السعودية، وبإدراك تل أبيب بقدرة «حزب الله» على استهداف المدن الإسرائيلية. وتابع: «يدرك حكام السعودية أنهم لا يستطيعون البقاء بعد هذا الهجوم. هناك أمير في المملكة العربية السعودية يقوم بتصرفات غير طبيعية، مثل أن يقوم باحتجاز رئيس وزراء دولة (لبنان)، واعتقال أقاربه وأبناء عمومته، على نحو يجعل الأمريكيين قلقين».

آخر الأخبار