منظمة رايتس ووتش تصف غارة العدوان السعودي على المدنيين في المخا ’بجريمة حرب’

أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الغارات الجوية التي شنتها طائرات تحالف العدوان السعودي على مدينة المخا السبت الماضي، وأسفرت عن سقوط أكثر من 70 شهيدًا بينهم 10 أطفال و 125 جريحًا جميعهم من المدنيين ترقى إلى مستوى "جريمة حرب".

وأكدت المنظمة أن طائرات تحالف العدوان، نفذت هذه الغارات بين الساعة التاسعة والنصف والعاشرة مساءً، واستهدفت تجمعين سكنيين في محطة لتوليد الطاقة في المخا، يسكن فيهما عمال المصنع وعائلاتهم.

وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن فشل السعودية ودول التحالف الأخرى في فتح تحقيق في الغارات التي تبدو غير قانونية في اليمن، يُبرز الحاجة إلى إنشاء لجنة تقصي الحقائق تابعة للمجلس الأممي لحقوق الإنسان، للتحقيق في مزاعم انتهاك قوانين الحرب من قبل قوات التحالف والحوثيين وأطراف النزاع الأخرى.

وقال مسؤول قسم الطوارئ في المنظمة الحقوقية أولي سولفانغ في تصريح اليوم الثلاثاء: "قصفت قوات التحالف بقيادة السعودية مساكن تابعة لمحطة توليد الطاقة بشكل متكرر فتسببت في قتل عشرات المدنيين. في غياب أي أدلة عن وجود هدف عسكري واضح هناك، فإن هذا الهجوم يرقى على ما يبدو إلى جريمة حرب".

وزارت "هيومن رايتس ووتش" مكان الغارة بعد يوم واحد من حدوثها. وأظهرت الحفر والأضرار التي لحقت بالمباني أن المجمع السكني الرئيسي، الذي يؤوي ما لا يقل عن 200 عائلة، بحسب ما أكد مديرو المصنع، استُهدف بـ6 قنابل.

كما سقطت قنبلة على مجمع سكني آخر يبعد نحو كيلومتر واحد شمال المجمع الرئيسي يسكنه عمال مؤقتون فدمرت خزانات الماء. أيضاً، سقطت قنبلتان أخريان على الشاطئ وتقاطع قريب.

وأصابت قنبلتان شقتين سكنيتين بشكل مباشر فتسببت في انهيار أجزاء من سقفيهما. وانفجرت قنابل أخرى في مناطق بين المباني، مثل الساحة الرئيسية، فدمرت الجدران الخارجية لعشرات الشقق، ولم تبقَ سوى أعمدة البناية في مكانها.

وقال بعض عمال وسكان المجمّعات السكنية لـ "هيومن رايتس ووتش" إن طائرة واحدة أو أكثر ألقت 9 قنابل في طلعات جوية متكررة بعد فترات زمنية لم تتجاوز دقائق معدودات. ويبدو أن جميع القنابل استهدفت المجمّعات السكنية وليس أي هدف آخر.

وأكدت منظمة "رايتس ووتش" أنها لم تلاحظ أي أدلة على أن المجمّعين السكنيين التابعين لمحطة توليد الكهرباء كانا يُستخدمان لأهداف عسكرية، بينما أكد أكثر من 10 عمال عدم وجود قوات تابعة للحوثيين أو أي قوات عسكرية أخرى في المجمعات السكنية.

وقدّم المدير العام للمحطة باجل جعفر قاسم لـ"هيومن رايتس ووتش" قائمة بأسماء 65 شخصًا قتلوا أثناء الغارة، بينهم 10 أطفال. وتتضمن القائمة كذلك اسميّ شخصين ما زالا في عداد المفقودين، قال قاسم إنه يعتقد أنهما عالقين تحت الأنقاض، وربما قتلا.

وزارت "رايتس ووتش" 3 مستشفيات في الحديدة كانت قد استقبلت 42 جريحًا جراء الغارة. كان العديد منهم في حالة حرجة، بينهم طفلة عمرها 11 سنة.

وقد عبّر المفوض السامي لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه إزاء ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في اليمن، ودعا إلى فتح تحقيق شامل.

وطالب مجلس حقوق الإنسان الأممي بتبني قرار يُنشئ لجنة دولية لتقصي الحقائق للتحقيق في مزاعم انتهاكات القانون الإنساني الدولي في اليمن منذ بداية النزاع.

وقال سولفانغ: "مرّة بعد أخرى نشاهد الغارات الجوية لقوات التحالف وهي تحصد أعدادًا كبيرة من المدنيين، دون أن توجد أي إشارة عن فتح تحقيقات في الانتهاكات المحتملة. إذا لم يقم أعضاء التحالف بفتح تحقيقات، فعلى الأمم المتحدة أن تقوم بذلك بنفسها".
(وكالات)

آخر الأخبار