الخلافات بين الاخوان والإمارات يتصاعد: دعوات لإخلاء جبهات تعز

يوماً بعد الآخر يتصاعد الخلاف بين مرتزقة تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات، في جنوب اليمن. ومع تشعّب المصالح وتضارب الأولويات بين قيادة التحالف المتعدّدة، ومرتزقتها المتنوّعة على الأرض، يظهر الخلاف إلى العلن بشكل مبطّن تارة، وبشكل علني تارة أخرى. وفي أحدث تجليات التناقض بين أجندة قيادة تجالف العدوان، ومرتزقته، ما ظهر إلى العلن بين الاخوان المسلمين، والإمارات في تعز.

وفي هذا السياق، دعا حمود سعيد المخلافي، القيادي بحزب الإصلاح اليمني، وقائد فصائل تعز المسلحة، لأول مرة، لانسحاب مقاتلي محافظة تعز من كل جبهات القتال في مختلف المحافظات والعودة إلى تعز، في ظل تصاعد الخلافات بين الحزب التابع للاخوان المسلمين ودولة الإمارات.

واتهم المخلافي في بيان نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، دولة الإمارات، دون أن يسمها، بـ«منع تحرير تعز».

وقال المخلافي الذي يقيم في تركيا: «نقف اليوم لنعلن للجميع أن تعز تعرضت ولازلت تتعرض لخذلان مبرمج وكيد ممنهج تعاضدت فيه قوى مختلفة بهدف كسر إرادة هذه المحافظة».

وأضاف: «تعاظم الكيد على محافظتنا الغالية وإقليمنا العزيز بلغ حداً مؤسفاً ومؤلماً، فقد منعت هذا المحافظة من الحصول على أسباب القوة والسلاح اللازم للانتصار  فتوقفت عملية التحرير في حدود أبريل (نيسان) 2016».

وطالب المخلافي المسلحين من أبناء تعز المتواجدين في جبهات القتال الأخرى بصفوف القوات الموالية لتحالف العدوان، بالعودة إلى تعز والانسحاب من مواقعهم.

ويشير «لمخلافي هنا إلى المسلحين الموالين لحزب الإصلاح المحسوب على جماعة الإخوان الذي تناهضه الإمارات.

وقال: «نوجه نداءنا الهام إلى جميع أبناء تعز المقاومين والعسكريين الذين تقطع بهم الهم الوطني فتوزعوا على محافظات اليمن كافة، وشكلوا العدد الأكبر في قوام مقاومة إقليم سبأ وإقليم تهامة ندعوهم اليوم للعودة إلى تعز، والالتحام مع إخوانكم رفاق السلاح في خنادق الشرف والكرامة لاستكمال تحرير تعز».

وبحسب مراقبين، فإن هذه الدعوة اللافتة من قبل المخلافي تمثل أول ضغط حقيقي من قبل الإصلاح على دولة الإمارات بهدف إرغامها على وقف حملاتها التي تستهدف الحزب في محافظات جنوب اليمن وفي مأرب والجوف.

يأتي ذلك بعد أيام من كشف فضائية «الجزيرة»، عن رسالة بعثها قائد قوة الواجب المشتركة الإماراتي أحمد علي محمد البلوشي، إلى قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، يطلب فيها الالتزام بتعليمات تحالف العدوان وعدم القيام بأي إجراءات في المحافظة إلا بالتنسيق معه.

وتظهر الرسالة طلب البلوشي وقف التحركات الميدانية والعسكرية التي أشرف عليها الوفد حكومة هادي برئاسة عبدالعزيز جباري، خلال زيارة لتعز.

وبحسب مراقبين، تعمل الإمارات، التي تقود مع السعودية تحالف العدوان على اليمن، منذ أشهر على استكمال ترتيباتها العسكرية لفرض ما يسمى «قوات الحزام الأمني» في محافظة تعز ، وهي محافظة خاضعة لسيطرة قوات هادي وما يمسى «المقاومة الشعبية».

ويعتقد مراقبون بأن أبوظبي تسعى لإخضاع مدينة تعز لحلفائها من القوى السلفية والموالين لأجندة الإمارات، كما هي الحال في محافظات عدن وحضرموت وشبوة.

وتبدو مساعي أبوظبي ظاهرة لنقل تجربة «الحزام الأمني» إلى تعز عن طريق فرض قوات أمن موالية لها، تتولى السيطرة على المقرات الحكومية والأجهزة الأمنية، والقيام بأعمال الشرطة والضبط والاعتقال، وإقامة نقاط تفتيش بمداخل المدينة.

وتحدثت مصادر يمنية عن أن الإمارات جهزت قوة عسكرية مكونة من ثلاثة آلاف مجند، تلقوا تدريبا في معسكرات تابعة للقوات الإماراتية الموجودة في إريتريا، وتطلق عليها قوات «النخبة التعزية»، وتعمل حاليا على الدفع بها لتشكل الحزام الأمني بتعز.

آخر الأخبار