ظريف: السعودية والإمارات تتسمان بقلة الخبرة والتهور والغطرسة

قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن نظامي السعودية والإمارات يتسمان بقلة الخبرة والتهور، فضلا عن الغطرسة.

وأضاف في مقال له بمجلة «ذي أتلانتك» الأمريكية أنه «وبينما تزعم الرياض وأبوظبي أن طهران تتدخل في الشؤون العربية، فإن هذه الدول وللمفارقة تشن حربا على اليمن وتحاصر قطر وتدعم الانقلاب على حكومة منتخبة في مصر».

وأشار إلى أن «الإيرانيين يعيشون بمنطقة مضطربة وغير مستقرة، ومع أنه لا يمكن تغيير الجغرافيا، لكن الجوار لم يكن دائما عاصفا بهذه الدرجة الكبيرة، وبدون الخوض في التاريخ القديم، يمكن القول إن منطقتنا بدأت تعاني من انعدام الأمن وعدم الاستقرار عندما بدأت قوى أجنبية وغريبة تتدخل في المنطقة».

وأكد أن «اكتشاف النفط أدى إلى تعزيز ظهور القوة الاستعمارية بالمنطقة، وبالتالي غذى تنافس الحرب الباردة المزيد من التدخل من قبل القوى الأجنبية والقوى العظمى، وبدلا من تدبر محنة أو تطلعات شعوبهم أنفقوا ثروتهم في تسليح أنفسهم، وأنفقوا المزيد من المليارات لنشر الأفكار الدينية المتشددة، ودعموا جهات فاعلة غير حكومية تنشر الفوضى من خلال الإرهاب والحروب الأهلية، كما هو الحال في أفغانستان، حيث ذهبت السعودية والإمارات إلى حد الاعتراف الرسمي بحركة طالبان بأنها الحكومة».

وتابع: «في الوقت نفسه، غضت الولايات المتحدة الطرف عن الأيديولوجية والتمويل الذي أدى إلى إنشاء تنظيم القاعدة وفصائله الحديثة الموزعة في أماكن شتى، وإلى أسوأ هجوم على الأراضي الأمريكية منذ بيرل هاربر».

وزعم أن «نفوذ إيران بالمنطقة، لم ينتشر على حساب الآخرين، بل نتيجة لأفعالهم وأفعال حلفائهم الغربيين وأخطائهم وخياراتهم الخاطئة، مثلما حدث بعد سقوط طالبان بأفغانستان وصدام حسين بالعراق، ولم تكن إيران هي التي منعت السعودية من فتح سفارة لها في بغداد طوال عشر سنوات بعد سقوط صدام، ولم تكن إيران هي التي أصرت على الحرب مع اليمن أو فرض حظر على قطر».

وأضاف أن «قطر، بالرغم من الاختلاف معها في عدد من القضايا الخطيرة، هي جارة لا تريد إيران أن تراها غير مستقرة ولا أن يكون استقلالها موضع شك، بينما تعاني من تسلط أختها الكبرى السعودية، وبما أننا لا يمكن أن نسمح بحصارها وخنقها، فقد وفرنا لها الموانئ والممرات الجوية التي هي في أشد الحاجة إليها».

وختم وزير الخارجية الإيراني مقاله بأن «إيران ستواصل طريقها الخاص بالحوار والاحترام والتفاهم المتبادل، وفي هذا السياق، عقدت أوائل أكتوبر/تشرين الأول اجتماعات ناجحة رفيعة المستوى في قطر وعُمان، تلتها قمة مع تركيا في طهران تناولت مسائل ذات أهمية قصوى بالنسبة لسلام واستقرار المنطقة، وينبغي أن يكون الأمل الوطيد للجميع أن نتمكن من أن تكون هناك تفاعلات مماثلة مع جيراننا الآخرين».

يذكر أن السعودية قطعت العلاقات مع إيران مطلع العام الماضي عقب اقتحام متظاهرين سفارة السعودية وقنصليتيها في طهران ومشهد على التوالي عقب قيام الرياض بإعدام رجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر» بين 47 متهما بالإرهاب.

 

آخر الأخبار