خاص | الجيش السوداني بين ماض مشرف وحاضر مخجل

ترى هل يجدي تذكير بعض الافراد او المؤسسات بمحطات مشرفة وتدعو للفخر كي يعدلوا عن انحرافاتهم ويغادروا محطات الخزي والخذلان الراهنة؟

قد يكون ولكننا سنعمل بقاعدة "فذكّر".

ومحل تذكيرنا اليوم هو الجيش السوداني، حيث اصبحت اليمن محطة كبرى للفرز وغربال كبير يتساقط منه الغث ويبقى به الثمين.

في أعقاب حرب 67 والعدوان الصهيوني على مصر، اجتمع مجلس وزراء الدفاع في الخرطوم لمساندة القوات المسلحة المصرية وعلى ضوء ذلك تم تكوين كتيبة مشاة بقيادة العقيد أ.ج (آنذاك) محمد عبد القادر، تحركت هذه القوة بالقطار في 7/6/1967. وكان لهذه القوة أهمية خاصة.

وتقول ذاكرة العسكرية المصرية عن القوات السودانية، انه قد تم إعداد وتكوين القوة في زمن وجيز واستطاعت الوصول في زمن قياسي فكانت أول القوات العربية التي وصلت .

وكانت الوحيدة الموجودة شرق السويس في مواجهة القوات الإسرائيلية، ففي ذلك الوقت تم سحب كل القوات العربية لضرب القناة.

واستمر إرسال الكتائب السودانية للجبهة المصرية حتى عام 1971 حيث تضاعف حجم القوة لتصبح لواء مدعما لأول مرة، وقد تبادل قيادة اللواء كل من العميد أ.ح حسن الأمين، والعميد أ.ح عبد الله محمد عثمان، ظل هذا اللواء يعمل مع جيش الميدان الثالث في منطقة خليج السويس حتى يوليو 1971 عقب حادثة انقلاب الرائد هاشم العطا، تم سحب كتيبة من اللواء للمحافظة على الأمن والنظام في الخرطوم، ثم أعيدت بقية القوة في أغسطس 1972 وكان يطلق على هذا اللواء اسم لواء النصر.

بينما في العدوان السعودي الامريكي الصهيوني على اليمن، اعترف محمد حمدان حميداتي، رئيس قوات الدعم السريع في السودان، بقتل مئات من قوات بلاده في العدوان على اليمن.

وفي مقابلة مع صحيفة "الجريدة" السودانية، كشف الحميدي عن مقتل 412 جندياً سودانياً بينهم 14 ضابطاً.

وأكدت مصادر خاصة للجيش اليمني واللجان الشعبية أن العدد الحقيقي للقتلى السودانيين هو أكثر من العدد المعترف به من قبل قائد قوات الدعم السريع السودانية حيث يصل تقريبا الى الضعف.

وتنتشر قوات سودانية في مدينة عدن، حيث المعلن انها في مهمة لتدريب ما يسمى القوات الأمنية اليمنية لحفظ أمن واستقرار المحافظات اتي تسيطر عليها، فيما تتمركز قوة أخرى في قاعدة العند الجوية في محافظة لحج وتقدم دعما للقوات اليمنية على الحدود بين تعز ولحج، وتحديدا محور كرش الراهدة، حسب قناة "سكاي نيوز عربية".

التقارير غير الرسميّة أن عدد القوّات السودانيّة المُشاركة في حرب اليمن تصل إلى 8220 جُنديًّا وضابطًا.

والتقارير تفيد بأن الخرطوم تسعى إلى استبدال كل جنودها في اليمن، على 9 دفعات، بعد مطالبات الجنود هناك بالعودة إلى السودان ورفضهم القتال.

والمعلوم ان المملكة استبدلت دعمها العسكري الذي كانت تمنحه في شكل هبة لدولة لبنان، بالسودان.

وأوضحت أن السعودية ستمنح السودان مساعدات بمبلغ 5 مليارات دولار للجيش والأجهزة النظامية الأخرى بدلا عن لبنان.

والسائد في التقارير والتسريبات ان السودات أخذت رشوة اماراتية سعودية للزج بجنودها في عدوان الخزي والعار على الاحرار اليمنيين.

هل هذا هو در السودان، هذا الشعب الحضاري المنتمي لامته، هل يجرؤ احد على تحويل جيشه الوطني الى قوات مرتزقة؟ إن الذي حوله لذلك لا بد وان يكون خارجاً عن النبت السوداني ومنتمياً لمشروع اخر ويخدم اهدافاً اخرى صهيونية وامريكية ان لم يكن بشكل عميل فهو بشكل غير مباشر حيث الملآلات واحدة.

أردنا فقط تذكير السودان بانتمائه الحقيقي ودوره المفترض في محاربة الصهاينة والاستعمار، واردنا تسمية دوره الحالي بمسماه الحقيقي وهو خدمة اهداف العدو الصهيوني والاستعمار والمشاركة في قتل اخوانه ورفاقه في معارك تحرير الامة المؤجلة لاجل غير مسمى.

لعل التذكير يفيد.

 

راصد اليمن - خاص | 

إيهاب شوقي - صحافي مصري

آخر الأخبار