نيو إيسترن آوتلوك: السعودية وحلفاؤها يولدون العنف لزيادة زعزعة الاستقرار

قالت مؤسسة «نيو إيسترن آوتلوك» الروسية، المتخصصة بتحليل الأزمات السياسية في العالم وعلاقتها بالشرق، إنه وعلى الرغم من أن الحملة التي تقودها السعودية في اليمن دخلت عامها الثالث إلا أنها لم تنته بعد، وكما يبدو أنه ليس هناك نهاية لها.
وأضافت المؤسسة أن الحملة عرفت على نطاق واسع بأنها لم تفرق بين المقاتلين وغير المقاتلين أو الأطفال أو البالغين أو الرجال أو النساء، كما أن الغارات الجوية الأخيرة التي قامت بها المملكة وأدت إلى مقتل الأطفال وما تبعها من إدانة أوضح أن قيمة الإنسان باتت بسيطة، وأنها لا تكلف سوى اعتراف منافق.
وتكمل المؤسسة أنه ومع استمرار الاقتتال الداخلي في اليمن، يبدو السلام بعيد المنال، ولا يمكن أن يتحقق طالما استمرت الولايات المتحدة في العمل كشريان حياة للسعودية توفر لها أسلحة قيمتها مليارات الدولارات. وسوف تستمر ما لم تتمكن المملكة من ضمان انتصارها.
كما كشفت المؤسسة الروسية عن تقرير سري للأمم المتحدة أكد أن المملكة «تفشل بشدة». وأنه وبحسب ما ورد في التقرير، فإن «الحملة الجوية الاستراتيجية التي تقودها السعودية لا يزال لها تأثير عملي أو تكتيكي ضئيل على الأرض، ولا تؤدي إلا إلى تشديد المقاومة المدنية».
وفيما يتعلق بموقف اليمن، يقول التقرير إن العديد من وزرائه قد أحدثوا شرخاً في صفوف حكومة «الشرعية» وأقاموا أيضاً إدارة موازية في جنوب اليمن، مشيرة إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي لديه دعم كبير في القوات المسلحة، ويشكل تهديداً مباشراً لهادي، بل إنه قادر على إبعاده من الداخل.
وأكدت أنه، وعلى الرغم من أن السعودية لم تدعم المجلس الانتقالي على الفور، لكنها على العكس تبدو أنها راضية عن اختيار ما سمّته «الملك في الجنوب»، مبينة أن زيارة عيدروس الزبيدي إلى كل من السعودية والإمارات ومصر لم تكن فقط لتقديم أوراق اعتماده كحليف للمملكة فحسب، بل تأكيداً على أن توجهاته وميوله السياسية والإيديولوجية إلى حد كبير متماشية مع «التحالف العربي».
وتشير المؤسسة إلى أنه أصبح واضحاً تماماً أن الإجراءات والسياسات التي تسهم في فشل السعودية في اليمن هي بسبب المملكة نفسها، أكثر من أي قوة أخرى، بعد أن وضعت نفسها كممولة وداعمة لأكثر من جماعة مسلحة كوسيلة منها لتحقيق ما لم تتمكن قواتها من تحقيقه، كاشفة أن تقريراً للأمم المتحدة قد أوضح أيضاً أن سلطة حكومة «الشرعية» تواجه تحدياً بسبب انتشار الميليشيات التي يتلقى العديد منها تمويلاً مباشراً ومساعدات مباشرة من السعودية أو الإمارات.
وتختم المؤسسة تقريرها بالتأكيد على أن السعودية وحلفاءها يولدون العنف من أجل زيادة زعزعة استقرار البلاد وإبقاء سياق التدخلات المباشرة وغير المباشرة على قيد الحياة. ويبدو أنها مستعدة للعب لعبة طويلة عبر إنشاء منطقة عازلة داخل اليمن. كما أنها ومن خلال إدراج ميليشياتها الممولة والمدربة في اليمن، يبدو أن المملكة وحلفاءها على استعداد لسحب أنفسهم جزئياً من الصراع والسماح بالوضع غير المباشر، مشيرة إلى أنه ومن الناحية الفعلية، فإن هذا الانسحاب الذي لم يحدث بعد لن ينهي الحرب؛ لكنه سيغير اتجاهها، ويجعله أقل مساءلة، وأكثر فتكاً بكثير لليمنيين.

آخر الأخبار