السودان وصفقة المشاركة في العدوان على اليمن

في ظل تواتر التقارير الإعلامية بشأن الخسائر «الفادحة» في صفوف القوات السودانية المشاركة في الحرب على اليمن، استبعد موقع «ميدل إيست مونيتور» أن تقدم الخرطوم على سحب قواتها المنضوية تحت تحالف العدوان الذي تقوده السعودية في ذلك البلد، مشيراً إلى أن القرار السوداني بالوقوف إلى جانب الرياض، ورفع عديد القوات في اليمن إلى أكثر من 8 آلاف عنصر، لم يكن بدافع التضامن (العربي والإسلامي)، أو بغرض الحفاظ على الأمن القومي للسودان، بقدر ما يتعلق بأسباب أخرى.

ومع الإشارة إلى أن تلك التقارير تبقى «غير مؤكدة»، أوضح الموقع البريطاني أن الأسباب التي تدفع السودان للإبقاء على مشاركته في الحرب على اليمن، عديدة. فمنها ما يتعلق بالمملكة السعودية، إذ يلحظ خبراء أن دخول القوات السودانية في الحرب «وضع حداً للمستوى الميداني الهزيل» لقوات تحالف العدوان، وأسهم في سد «نقاط ضعف» القوات السعودية، لا سيما وأن قوات الرد السريع التابعة للخرطوم تعد من بين القوى النخبوية، والأعلى مستوى، من الناحية العسكرية، بين قوات تحالف العدوان ككل.

من جهتها، تنظر الحكومة السودانية إلى الحرب على اليمن كـ«فرصة لا يمكن تفويتها» من أجل إتمام صفقة مع المملكة، في خضم أزمة اقتصادية صعبة يعيشها السودان، الذي يتلقى حوالي 2.6 مليار دولار، ويحصل بالتوازي على فرصة لاستقطاب استثمارات خليجية كبرى، لقاء «خدمات» يقدمها الجانب السوداني للسعودية، ودول خليجية أخرى.

وبحسب التقرير، فإن السبب الأبرز، والأكثر أهمية، بالنسبة للسودان، هو أن اصطفافه مع السياسة السعودية، يجعله أقرب إلى واشنطن، ويشكل «بوليصة تأمين» لضمان رفع العقوبات الأمريكية عن الخرطوم، وعدم اعتبار الأخيرة «دولة مارقة».

آخر الأخبار