خاص | الإمارات متحمّسة لخلاف أنصارالله - صالح والسعودية تنفخ في الفتنة!

مرّت فعاليات الخميس في ساحات السبعين والرسول الأعظم وهمدان بهدوء وسلام، حيث حُصر الخلاف بين هوامش التنافس السياسي، وظلّ الموقف من العدوان وضرورة مواجهته ثابتة أساسياً في كل الساحات.
الحماوة التي أظهرتها الشاشات قبل أيام من انطلاق الفعاليات، لم تعكسها الساحات اليوم، وظلّ التسعير مرهوناً بأمرين: الأول وهو لزوم التحشيد وشدّ العصب لجذب أكبر عدد ممكن من الجمهور إلى ساحة السبعين، والثاني وهو لزوم بثّ الفتنة إفساحاً في المجال أمام شقّ صفّ الفريق المواجه للعدوان السعودي على الساحة اليمنية. ولعب الإعلام التابع لدول العدوان دوراً أساسياً في الاستثمار في الخلاف الذي ظهر إلى العلن بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله.

 

الإمارات: حماسة واستغلال
وكان للإعلام الرسمي الإماراتي والمموّل من أبوظبي الدور الأبرز في استغلال الأزمة الأخيرة بين طرفي صدّ العدوان في صنعاء. وكان واضحاً وقوف مواقع إلكترونية إماراتية وأخرى مموّلة من الإمارات، في صفّ الرئيس علي عبدالله صالح، في مواجهة أنصار الله. وعملت هذه المواقع والقنوات على "النبش" عميقاً في كل ملف من شأنه توسيع رقعة الخلاف والتباعد بين الطرفين. فمن المعروف أن الإمارات بوصفها الطرف الثاني في معادلة تحالف العدوان بعد السعودية،  تسعى لكسر شوكة الجيش اليمني واللجان الشعبية، بعد إشغالهم بملفات وتفاصيل كثيرة غير رفد الجبهات بالمقاتلين ومواصلة مواجهة المخططات المستجدة لدول تحالف العدوان.

 




وفي هذا الإطار، أتى وصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، خطاب صالح، بأنه "فرصة لكسر الجمود السياسي الذي كرسه تعنت الحوثي". ووضع قرقاش الاستفادة من "تحوّل" صالح الأخير في إطار مواجهة "التدخّل الإيراني" في اليمن. ولخدمة هذا الهدف، أضاء الإعلام الإماراتي على خطاب صالح من عدة زوايا بحثاً عن ثغرة يلج منها إلى ما يخدم الهدف الأساسي وهو زرع الفتنة والشقاق. على أن أكثر ما يستوقف في خطاب فعالية السبعين، هو اعادة تسليط الأضواء على قضية السفير اليمني في الإمارات، نجل الرئيس صالح، باعتباره محتجزاً قسرياً وقيد الإقامة الجبرية في دولة الإمارات. وهو موقف يأتي على طرف النقيض مما اعلنه قرقاش نفسه قبل أسابيع عن قرب الإفراج عن نجل صالح، ما يؤشر على أن العلاقة بين الطرفين لاتزال غير ناضجة لتنجح معها مساعي الاستغلال الإماراتية.

 

السعودية: محاولة عبث فوضوية!
وكان اللافت في أدوات السعودية الإعلامية، الأسلوب الفوضوي في التعاطي مع التوتر بين أنصارالله والمؤتمر الشعبي العام. فقد تناولت المواقع والشاشات والصحف السعودية الأمر من باب بث الفتن ومحاولة تعميق الخلافات بين الطرفين، من دون استراتجية واضحة المعالم. إلا أن بعض الخصيات المحسوبة على المعسكر السعودية، ركّزت في هجومها على أنصارالله، من دون أن تدعم علناً علي عبدالله صالح.
ويرى مراقبون للشأن الخليجين أن السعودية ومنذ الإنقلاب الناعم الذي نفذه الملك سلمان ونجله على الأمير محمد بن نايف، وهي منكفئة إلى الداخل منشغلة بالكثير من الملفات الداخلية الشائكة، فضلاص عن انشغالها بالملف الأساسي وهو العدوان العسكري على اليمن. لذا، فقد غابت الاستراتيجية الواضحة للسعودية عن الأحداث الأخيرة، وحلّت محلها العشوائية والارباك.

 




وقد زاد الإرباك السعودية وضوحاً بعد المجزرة التي ارتكبتها في أرحب وراح ضحيتها نحو 47 شهيداً. وقد أتت هذه المجرزة في مرحلة كانت تأمل القيادة السعودية استغلال الخلاف الحاصل بين طرفي الشراكة في صدّ العدوان. وهو المر الذي دفع العديد إلى التساؤل عن سلامة العقل الذي يقف خلف القرارات الكبرى في الرياض.
وبصرف النظر عن اكتفاء الإعلام السعودية ببث الفتنة واللعب على الوتر الطائفي، فقد يجد مَن في الرياض سبباً إضافياً للاستمرار في بثّ السموم المذهبية بين اليمنيين بعد قراءة فقرة في البيان الصادر عن فعالية المؤتمر الشعبي العام، والتي أرسل من خلالها التحية لـ"الجيش العربي السوري الباسل والقيادة السورية في مواجهة التآمر الدولي"، إضافة إلى شكرها لـ«السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله على مواقفه الثابتة مع الشعب اليمني".

 

قطر: توازن نسبي
اقتربت قطر من تحقيق نوع من التوازن النسبي في تغطيتها للشأن اليمني. وقد دفع الخلاف القطري مع السعودية والإمارات، خصوصاً بعد طردها من تحالف العدوان على اليمن إثر الأزمة الخليجية، بالدوحة إلى استخدام ذراعها الإعلامية، المؤثّرة والفعّالة المتمثّلة بقناة "الجزيرة"، في كشف الكثير من المستور في سجلات السعودية والإمارات العدوانية تجاه الشعب اليمني. أما في ما يتعلق بالنزاع الأخير بين أنصار الله وحزب المؤتمر، حاولت الجزيرة الوقوف على الحياد بين الأطرافن مع احتفاظها بنَفَسٍ مناوئ لأنصار الله، لايزال واضحاً في تغطياتها للشأن اليمني.

 



 

 

(راصد اليمن - خاص)

 

آخر الأخبار