خاص | اليمن ووقفة تعبوية لازمة

لا يكسر الأمم إلا تنازعها والذي يقود بالضرورة الى الفشل وذهاب الريح.

إن مقالنا هنا ليس وعظاً فالأوضاع على الأرض وفي الميادين تفرض نفسها وتتغلب على الواجب والمثالي والعقلاني لتصل بالوضع الى صيرورة مفادها محصلة ما كان لا ما يجب ان يكون!

كما انه ليس دعوة للمحاسبة وإنما دعوة للحسابات والتأمل.

كل الغيورين على اليمن والمتعاطفين معه والغاضبين من العدوان عليه استقبلوا تحالف حزب المؤتمر وأنصار الله والمقاومين اليمنيين بارتياح وطمأنينة وكلهم ثقة في ان هذه التوليفة المليئة بالشجاعة والايمان والخبرة والحنكة والعلاقات الدولية ستقود حتما لاجهاض العدوان وللنصر الكبير، دون توزيع لمكونات هذه التوليفة على اطرافها ودون التدقيق الكيميائي في مركباتها ولكنهم تعاملوا معها كمحصلة فيزيائية تشكل صلابة وتدعو الى الثقة.

وبذات القدر ولكن في اتجاه القلق يستقبل هؤلاء ما يرشح من خلافات او مظاهر لشقاق يتم تضخيمه في وسائل اعلام العدوان وتسليط الضوء عليه ومعالجته باساليب فتنوية وتوظيفه لخرق الجبهة المقاومة كفرصة تلقفها العدوان تشكل مخرجاً له من ازمته التي بدا معها يائسا بفعل صلابة الجبهة الداخلية اليمنية وبلا شك فان شيئا كهذا يعطي قبلة الحياة للعدوان الغريق.

إن ما نود قوله دون دفن للرؤوس في الرمال ان هناك تباينات في التوجهات بلاشك وإن هناك ربما تصادمات في بعض الرؤى، ولكن لم يمنع ذلك من التحالف والوقوف على جبهة واحدة وبذل الشهداء.

وهنا ينبغي التوقف امام عدد من الاسئلة:

ما هي الدوافع التي ادت الى التحالف بين المؤتمر وانصار الله وما هي الظروف التي اجبرتهم على تناسي بعض الخلافات بل وبعض الصدامات؟ والأهم هل انتفت هذه الدوافع وهل زالت هذه الظروف؟

هل هناك قراءة للمرحلة تقول ان العدوان قد انتهى وان النصر قد حدث وان المطروح الان هو جني ثمار النصر وتقاسم النفوذ والسلطات؟

وهل يعي الجميع تبعات تطور ما يحدث وانعكاسه على المعارك في الميدان والتفاوض على الطاولة وهل تمت حسابات دقيقة لذلك وخلصت الى امكانية تحمل التبعات؟

بلا شك ان الوضع الدولي لن يسمح لليمن بالخروج منتصرة بسهولة ولكنه سيستأنف ويجرب اشكالا متنوعة من العدوان فاذا فشل الاحتلال وتولية وكيل له سيلجأ للصوملة بتفكيك السيطرة والاعتماد على حروب اهلية وصولا للبلقنة بتقسيم قبلي وحزبي وايدلوجي، وهذا الاستهداف الذي يعيه اليمنيون خير رادع لاي تهاون على جبهة القتال ولابد ان يكون خير رادع لاي اخطاء على جبهة السياسة.

إن نموذج فتح وحماس يجب ان يكون رادعا لليمن، فاي فائدة جنتها فلسطين من نزاع تحت الاحتلال واي مكسب جناه سياسيون في حكم ذاتي لارض محتلة!

سيرى المفاوضون بانفسهم تغير لهجة المعتدين وسيرون نقلة موضوعية في طريقة تفاوضهم وسيرون محاولات للاستمالة وتعميق الشقاق ولو استمرت الامور في التطور دون وقفة تعبوية ستحدث ثغرات قاتلة تقلب نتائج المعارك وتقلب النموذج اليمني محل الفخار الى نموذج افغاني يتم التندر به وضربه مثلا للفشل وستنقلب "بدر" اليمن الى "احد" جديدة.

ربما تأخذنا السطور عنوة للمواعظ ولكن لا بد من التذكير.

هناك سياسة جديدة سعودية تبدو شواهد متعددة لها في المنطقة تشي بان تكتيكات جديدة تم اعتمادها لتفريق الجبهات بعد العجز عن هزيمتها.

هناك محاولات في العراق ومحاولات مستمرة في لبنان وكذلك في سوريا وعلى اليمنيين اصحاب الحكمة ان يتحلوا بالنظرة الكلية والقراءة الصحيحة وهم اهل لها.

 

راصد اليمن - خاص | 

إيهاب شوقي - كاتب عربي من مصر

 

آخر الأخبار