خاص | هل يجوز الاستخفاف بأن دواء كورونا سيأتي من اليمن؟

إيهاب شوقي - كاتب عربي مصري | مع الانباء المؤسفة التي تتحدث عن بداية انتشار فيروس كورونا في اليمن رغم خلوها الى فترة قريبة من الوباء، فلا زال اليمن الصامد يدهشنا بمقاومته وباعطاء الدروس في الصمود والابداع رغم العدوان والخسائر والحصار.
وفي هذه المحطة التاريخية الصعبة والنادرة والتي يعيشها العالم بشكل جماعي، قال وزير الصحة اليمني التابع للحكومة الشرعية وهي حكومة المقاومة "، طه المتوكل، إن "دواء وعلاج فيروس كورونا سيكون من اليمن".
وربما استخف البعض بهذا التصريح، ولكننا لسنا ممن يستخفون به، وسنذكر اسباب عدم الاستخفاف بعد ذكر تفاصيل الخبر:
أوضح المتوكل، في لقاء موسع مع الكوادر الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية العامة والخاصة، أنهم اقتربوا من اكتشاف العلاج، قائلا: "بإذن الله سبحانه وتعالى وبقدرات الأطباء وزملائنا الصيادلة والزملاء في المختبرات، الآن تجري أبحاث طويلة مستفيضة وإن شاء الله سيكون دواء كورونا سيأتي من اليمن".
وقبل ان نوضح مصدر عدم استخفافنا بهذا الكلام، من المفيد توضيح سبب استخفاف الكثيرين له، وهو قائم على امكانات اليمن المتواضعة وتحديدا في ظل العدوان، وكذلك بسبب فشل الدول الكبرى حتى الان في اعلان دواء ناجع، رغم ما يتوفر لها من مراكز بحثية وامكانات مالية وتكنولوجية وتاريخ طبي هائل.
ولكننا لا نستخف بهذا الكلام للعوامل التالية:
اولا: ان يصدر كلام بهذه الثقة من حكومة محاصرة  تعاني من العدوان ونقص الخدمات وتكاد تسير معيشتها بالكاد، فهو دري من دروب المقاومة والصمود يجب ان يقابل باحترام ويجب الا ينظر اليه كنوع من الشعارات الفارغة او (طق الحنك)، وخاصة مع مقاومة اثبتت صمودا اسطوريا لم يكن احد يتخيله الا المومنين بخيار المقاومة وقدسيتها وحتمية انتصارها.
ثانيا: لا يجب الاستهانة باليمن وعقولها وكوادرها، فمن يصمد  ويستطيع الابداع وتطوير الامكانات المتاحة لافشال اشرس عدوان وسط اسوأ تواطؤ دولي بما فيه تواطؤ اشقاء عرب ومسلمين، هو بلد يستطيع ان يفاجئ العالم بأي شئ واي انجاز.
ثالثا: بالنظر من زاوية اخرى لوباء كورونا، يمكن التقاط ان تفشيه وعدم القدرة على السيطرة عليه، يرجع لعوامل بشرية مثل الفساد وعدم ترتيب الاولويات وانعدام الوعي البشري وسلوكيات الانانية وانعدام الوعي الصحي واتباع نمط استهلاكي اضعف مناعة البشر، ناهيك عن اشياء غامضة تعطل صدور العلاج واللقاح، لا بستبعد الكثير من المراقبين ان هناك مصالح كبرى تكمن وراءها.
بينما اليمن الصامد والمقاوم اعلن الاستقلال والثورة على الفساد وهو شعب فطري لا يزال يحافظ على الفطرة السوية ولم ينجر لادبيات العولمة ومفاهيمها الاستهلاكية، وهو وريث الحكمة والطب العربي الذي اسس رواده اعمدة الطب الحديث، وهو بلد غير محمل بالفساد العالمي الذي تحكمه مصالح كبرى تتلاعب بالتقارير وربما تعطل اكتشاف العلاجات واللقاحات.
نعم نحن ممن يراهن على هذا الشعب الصامد، ويكفيه شرف المحاولة وشرف الصمود.
وان كان علاج كورونا هو البعد عن سلبيات العولمة وعن الفساد والعودة للفطرة السوية والبعد عن الفساد والعودة لسلوكيات التعاون البشري، فبكل تأكيد، يصنع اليمن لنا ملحمة من هذه العلاجات، اما ان اقتصر مفهوم البعض على علاج دوائي كيميائي، فهو امر غير مستبعد ايضا على عقول اليمن وكوادرها.

 

(راصد اليمن | خاص)

آخر الأخبار