واشنطن بوست: السعودية والإمارات أخطأتا تقدير قطر... كما اليمن

رأت صحيفة «واشنطن بوست» أن النتائج المتوخاة من التحرك السعودي- الإماراتي ضد قطر، لم تتحقق بعد. وعوضاً عن فشل الرياض وأبو ظبي في عزل الدوحة، فإن علاقات الأخيرة مع كل من تركيا وإيران ترسخت، وازدادت عمقاً، حيث ما زالت شحنات المواد الغذائية والبضائع المختلفة تجد طريقها إلى الموانىء والمطارات القطرية. كما أنه، وبصرف النظر عن الرسائل المتباينة للبيت الأبيض، يبدو أن الديبلوماسيين الأمريكيين يدفعون باتجاه المصالحة، وتقريب وجهات النظر بين قطر، من جهة، ودول الرباعية المقاطعة لها، من جهة أخرى، بدلاً من «السعي خلف رضوخ قطر للمطالب السعودية والإماراتية».


وتابع تقرير الصحيفة الأمريكية، الذي جاء بعنوان: «حصار قطر يفشل»، بأن السعودية والإمارات «وكما هو الحال في الحرب الكارثية في اليمن، قد بالغتا في تقدير احتمالات نجاح» الحملة ضد الدوحة، إضافة إلى كونهما «فشلتا في وضع خطة بديلة معقولة» في حال عدم سير الأمور بالاتجاه الذي يحبذانه مع الإمارة الخليجية الصغيرة. وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن الخبير المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن، مارك لينش، قوله إن الدول المقاطعة لقطر أساءت تقدير مدى الخشية القطرية من العزلة عن دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، من جهة، وفي قياس قدراتها على إلحاق الأذى بجارتهم الصغرى.


النزاع في الخليج لن ينتهي في موعد قريب

وأضاف تقرير الصحيفة أن الكشف عن معلومات استخبارية بشأن ضلوع الإمارات العربية المتحدة في حادثة اختراق وكالة الأنباء القطرية وفي اختلاق النزاع الخليجي- الخليجي «أربك دول الحصار». فالمعلومات التي سربتها «واشنطن بوست»، نقلاً عن مصادر أمريكية، أشارت إلى أن شخصيات رفيعة المستوى في حكومة أبو ظبي بحثت في الـ23 من مايو الماضي، خطة لاختراق وكالة الأنباء القطرية، وكيفية تنفيذ تلك الخطة، وإن كان من غير الواضح ما إذا كان الدور الإماراتي مباشراً أو غير مباشر في الحادثة، حسب ما ذكرت المصادر.


واعتبرت الصحيفة أن النزاع الخليجي- الخليجي يعد امتداداً للخلافات المتواصلة بين قطر، وعدد من الدول الخليجية على خلفية طموحات الدوحة بلعب دور أكبر على الساحة العالمية، مشيرة إلى أن القطريين وضعوا مسارهم الديبلوماسي الخاص في السياسة الخارجية، وهو مسار مختلف عن النهج المتبع من جانب جيرانها الخليجيين، سواء في سوريا أو في عدد من الساحات الإقليمية الأخرى كليبيا. ومع استضافة العاصمة القطرية لعدد من الشخصيات المحسوبة على حركتي «حماس» و«طالبان»، إلى جانب تحولها إلى مقر إقامة للعديد من وجوه التيارات السياسية المختلفة، والمتمولين البارزين، يمكن القول إن الدوحة تحاول إظهار نفسها كـ«مدينة محايدة»، على غرار ما كانت تتسم به فيينا خلال حقبة الحرب الباردة.


وبحسب ما نقلت «واشنطن بوست» عن ديفيد روبرتس، مؤلف كتاب «تحقيق الطموحات العالمية للمدينة - الدولة»، فإن إمارة آل ثاني لطالما عدت المكان الذي انتهى به المطاف بالعديد من «الشخصيات غير المرغوب فيها» داخل الأقطار الخليجية الأخرى، بحيث «كان يمكن اللجوء إلى قطر دون إزعاج يذكر». وعلى الرغم من توقيع الدوحة غداة زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، كـ«أول دولة توقع على هذه المذكرة» مع الولايات المتحدة، فإن جهود رأس الديبلوماسية الأمريكية لنزع فتيل التوتر الخليجي لم تسفر عن شيء حتى الآن، لا سيما وأن تباين موقفي البيت الأبيض ووزارة الخارجية يشي بأن النزاع في الخليج «لن ينتهي في موعد قريب».

آخر الأخبار