الوجه الآخر للسعودية.. فقدان الأمل يفرّخ المتطرفين

أظهر تقرير بثه تلفزيون قطر، بعنوان "اختلال الأولويات يدفع آلاف الشباب إلى التنظيمات الإرهابية"، أظهر عجوزا سعودية هدمت سلطات البلدية بيتها في غياب أولادها الذين يرابطون في الحد الجنوبي، ترفع الشكوى لخادم الحرمين الشريفين، بعد أن تركها موظفو البلدية هي وأولادها بلا مأوى. مشهد ثان، هذا مجند برتبة رقيب أول في الجيش السعودي مرابط في الحد الجنوبي، يجد سيارات البلدية قد أزالت منزله من الوجود تحت حماية الشرطة، وتركته هو وأمه وأولاده في العراء؟ الأمثلة كثيرة، لمن أراد أن ينظر للوجه الآخر للملكة العربية السعودية، وأن يقف على معاناة الفقراء في هذا البلد الذي يعد أغنى دولة في المنطقة وأكبر دولة في العالم في إنتاج وتصدير النفط .

على أطراف المدن السعودية تقوم أحياء من الصفيح وتعيش على هامش الحياة، وينشأ أطفال وشباب فاقدين الأمل ويعانون من الفقر والبطالة، لا تتوافر أي أرقام رسمية إلا أن تقديرات غير رسمية تشير إلى أن نسبة الفقر في السعودية تبلغ 25% أي ما يعادل 5 ملايين سعودي، الفقر ليس عيبا ولا ينقص من إنسانية الشعوب أو حقها في العيش والوجود.

يقول الخبراء إن الفقر والبطالة يولدان فقدان الأمل، وهو الطريق الأقصر لتفريخ المتطرفين وصناعة التنظيمات الإرهابية والسعي إلى الانضمام إليها،22 ألف وثيقة مسربة لتنظيم "داعش" نشرتها صحيفة "ديلي ميل البريطانية" قبل عام تضمنت عناوين وأسماء 500 سعودي هم مقاتلون مؤكدون في التنظيم، كشفها التسريب وهو ما يتسق مع ما أعلنته وزارة الداخلية السعودية ونشرته جريدة "الحياة" أن أعداد السعوديين المتورطين في القتال 2093 في مناطق مختلفة وتتصدر سوريا الوجهة التي يقصدونها بنسبة 70% هذا فضلا عن تاريخ مؤكد لمواطنين سعوديين شاركوا في عمليات إرهابية، مثل 11 سبتمبر قاموا بالتخطيط والتمويل أو غير ذلك وإن غضت أمريكا الطرف بسبب العطايا المليارية فإنها لا تنسى.

الرياض الغنية التي تبدد المليارات في محاولات منها لتغيير أنظمة سياسية وزعزعة الاستقرار فيها كان الأولى أن تنفقها في مشاريع تنموية تنهض بشعبها، أما خارجيا فبلاد الحرمين الشريفين يأمل منها أهل الحرم الشريف الثالث "الأقصى" وقفة الحزم مع أهل الحق وليس كقناة العربية الممولة سعوديا التي تسمي شهداء القدس بالقتلى.

آخر الأخبار