خاص | اليمن على طريق النصر

"للحروب قوانين، وإنني أناشد جميع أطراف النزاع أن تتحمل مسؤولياتها في الامتثال للقانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان الدولية".

أطراف النزاع أن تتحمل مسؤولياتها في الامتثال للقانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان الدولية".

هذه الجملة ليست لنا وانما هي على لسان منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك.

وجاءت الجملة في جزء من أحدث تقاريره والذي أدان فيه "استمرار استهداف المدنيين والبنى التحتية المدنية في اليمن أثناء شهر رمضان، في تجاهل صارخ للقانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان".

واختتم الرجل تقريره بحث الجهات المؤثرة والداعمة التي تمد أطراف النزاع في اليمن بالسلاح أن تستغل تأثيرها لإنهاء العنف وإيقاف تأجيج أتون النزاع، قائلا " الأزمة الإنسانية في اليمن هي من صنع البشر، ومن غير الأخلاق السماح باستمرار هذه المعاناة والحرمان، يجب أن نمنح الأمل لملايين اليمنيين بإظهار أن العالم لا يتغاضى عن معاناتهم".

هذه الاقتباسات من التقرير تعمدنا ايرادها على لسان مسؤول دولي هو في الواقع يوجه الادانة للمؤسسات الدولية قبل ان توجه للعدوان الغاشم.

هذه المؤسسات الدولية الصامتة على جرائم الحرب والتي باتت تماثل المؤسسات الصحفية والاعلامية المرتزقة والتي امتلأت افواهها بالنفط فحال بينها وبين نطق كلمة حق او ادانة لانتهاك كل الاعراف الدولية اللحديثة، مما يدين النظام العالمي بالأساس ويضع مؤسساته امام حفيفة محرجة، وهي انها قائمة على توازنات القوى لا على السلام العالمي كما هو الستار والعنوان الخادع.

نعم العالم بات لا يعترف الا بالقوة، وقد فعل المقاومون في اليمن خيرا بعدم استسلامهم وبالمقاومة المسلحة مهما كان الاختلال في موازين التسليح والاعلام الحربي، فسطروا ولا يزالوا وسيظلوا يسطرون ملاحم من البطولة كفيلة بأن تعصف بالانظمة المسافرة عبر الزمن من القرون الوسطى الى العصر الحديث.

مشاهد الشعراء والبعة المستنسخة من عصور السلاطين وملوك الطوائف هي خير دليل على طبيعة النظام السعودي وانظمة النفط التي تشتري شرعيتها بمليارات الدولارات وتشتري المؤسسات الدولية الا انها عجزت عن شراء استسلام المقاومين اصحاب الاجسام الهزيلة والمقاتلين دون دروع والمتصدين للهمجية باجسادهم وبأكثر الاسلحة بدائية والتي عادلت موازين التسليح بكقاءة المقاتل وشجاعته وايمانه.

ان التاريخ سيذكر الصامتين على هذا العدوان باحط الصفات فما بالك المتواطئين معه والمشاركين به.

ان تفشي الامراض ونقص الزاد الذي يعاني منه الشعب اليمني هو انعكاس لفقر الضمائر وتفشي الاوبئة الاخلاقية في العالم قبل ان يكون انعكاسا لفقر اليمن وتفشي الاوبئة الصحي نتاج العدوان واثاره وانعدام الخدمات.

استراتيجيا، لن يكسب العدوان السعودي شيئا بعد ان تحول الى عدو مع دولة جارة ليس لديها معها حدود ممتدة فقط بل صاحبة حقوق تاريخية في اراض تحتلها السعودية، وبعد ان تحولت المملكة لمجرم حرب يسهل ابتزازه كل لحظة لشراء الصمت وبعد ان فقد اي فرصة يسعى لها للقيادة بعد ثبات همجيته ورعونته واختياره للقرارات الخرقاء وبعد احراج المقاومة له وتهديد خاصرته.

واخلاقيا فحدث ولا حرج ولا يكفي هذا المقال او مئات على شاكلته للتذكير بالجرائم الاخلاقية لهذا النظام منذ نشأته في احضان الاستعمار ومنذ مقاومته للتحرر الوطني العربي وصولا لمحاربته للمقاومة العربية والاسلامية وعدم الخجل من الارتماء في الحضن الصهيوني لاستمرار عرشه ومحاربة اعدائه الذي خلقهم بنفسه وبإرادة منه وببواعث يملؤها الحقد وتتصدرها الطائفية.

وبعد ان دانت السلطة للوجه الاكثر صراحة وتعبيرا عن ال سعود فان المتوقع هو مزيد من النزيف السعودي والوقوع في الاخطاء المتلاحقة الكفيلة بتخليص الامة من هذا السرطان حتى لو لم تنهار داخليا بغعل النزاعات كما يتوقع خبراء لا يستهان بهم.

ليس على اليمنيين الا الصمود والنصر صبر ساعة.

 

راصد اليمن - خاص | 

إيهاب شوقي - كاتب عربي من مصر

 

 

آخر الأخبار