عقيد ركن في الجيش الفرنسي: السعودية لن تربح الحرب في اليمن

"يعلم كل الخبراء العسكريين أن المقاتلين اليمنيين أظهروا منذ البدء ان لديهم خبرة جيدة، هم وطنيون، شجعان بعكس مرتزقة التحالف السعودي الذين يراكمون الفشل على الأرض"، هذا ما يقوله العقيد المتقاعد في الجيش الفرنسي الان كورفيس في مقابلة خاصة مع موقع العهد الاخباري الذي يؤكد أن "السعودية تعرف انها لا يمكن ان تربح هذه الحرب".
على هامش الدورة الـ35 للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف قدم العقيد الركن المتقاعد في الجيش الفرنسي الان كورفيس ورقة عن اليمن تحدث فيها عن الجرائم السعودية في هذا البلد وكان لنا لقاء معه تناول العدوان السعودي الاميركي ضد اليمن:

 

لماذا برأيكم هذا الهجوم المستمر على اليمن؟
 بداية اشكر موقع العهد الاخباري على السماح لي بعرض وجهة نظري وما ذكرت في الورقة التي قدمتها في الدورة 25 للجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في جنيف، وفي الواقع لم اتمكن من عرض إلا جزء بسيط من هذه الورقة، لأن الوقت المسموح به دقيقة ونصف لكل مداخلة، وهنا أريد أن أدين اللامبالاة من القوى الغربية أو دعمهم للعدوان الوحشي من المملكة العربية السعودية وحلفائها ضد اليمن لأكثر من عامين، وذلك لإعادة اتباعهم الى السلطة التي طردوا منها، بهدف السيطرة على البلد الذي يتمتع بموارد النفط، ويقع عند مصب البحر الأحمر إلى المحيط الهندي عبر مضيق باب المندب، على ممرات تدفق ضخمة للطاقة، وليس بعيدا من جيبوتي وإريتريا والصومال. هذه الرهانات الاستراتيجية والاقتصادية واضحة في أذهان الجميع. ومن المؤسف أن مجلس الأمن قد صوت، مع استثناء ملحوظ من روسيا، 16 في أبريل 2015، بعد ثلاثة أسابيع من اندلاع العدوان، على شرعيته بموجب الفصل7.


لماذا هذا التواطؤ الغربي مع السعودية؟
 إن الغرب، الحريص على إعطاء الدروس الأخلاقية للعالم باسم فضيلة المبادئ التي يدعي إملاءها على العالم ويندد بجرائم الدول التي يعاديها، ويريد تغيير بقوة السلاح القادة الذين لا يستوفون المعايير لديه، دون أي شرعية دولية، يلتزم الصمت على الجرائم المرتكبة من قبل المملكة العربية السعودية وحلفائها.
وهذه سياسة نفاق بغيضة، في الواقع قررت في واشنطن، ورأينا أنه خلال رحلته في شهر مايو الى السعودية، الرئيس ترامب، عكس المسؤوليات فيما يتعلق بمسألة الإرهاب، وجدد دعم القائمين عليه واتهم هؤلاء الذين يقاتلون في الخطوط الأمامية مثل إيران الذين عانوا بقسوة من آثاره. منذ زيارته إلى الرياض، حصل اشتباك قوي ضد قطر من قبل السعودية وحلفائها وقوى التدخل القمعي ضد الديمقراطيين في البحرين، ووقع هجوم إرهابي منسق بشكل واضح في السعودية في طهران.

 



 


هل شرحتم في الورقة امام مجلس حقوق الانسان الجرائم السعودية باليمن ؟
دمرت الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت من قبل قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن كل البنية التحتية الحيوية لهذا البلد، السدود، المياه، المستشفيات، الكهرباء والطرق، المطارات والموانئ.. وقتل عشرات الآلاف من المدنيين، بينهم الاف من الأطفال بسبب ضرباتهم التي يبدو انها تهدف لتدمير ليس فقط الوطن الام للعروبة والثقافات القديمة، ولكن أيضا الوصول إلى معنويات الشعب على طريقة النازيين مثالا على ذلك الكوليرا التي تنتشر بسرعة في اوساط اليمنيين وهذا الأمر يتطلب كعلاج أولي مكافحة الجفاف بشكل واسع، هذا المرض الآن في مستويات وبائية والمرافق الطبية والضروريات الأساسية ممنوعة من الوصول إلى البلاد. الآن، حياة الملايين من اليمنيين مهددة بالموت بسبب هذا الوضع الكارثي.


بصفتكم عسكرياً هل تعتقد ان السعودية قد تربح هذه الحرب؟

يعلم كل الخبراء العسكريين أن المقاتلين اليمنيين أظهروا منذ البدء ان لديهم خبرة جيدة، هم وطنيون، شجعان بعكس مرتزقة التحالف السعودي الذين يراكمون الفشل على الأرض، أصبحت السعودية تقصف على ارضها بردود الافعال اليمنية، وتعرف السعودية انها لا يمكن ان تربح هذه الحرب، ورغم ذلك تستمر في القاء الاف القنابل يوميا عبر القصف الجوي، لتدمير بلد يشكل الضد لعنفها وتعصبها الديني والبربري.
ان اليمن الذي كان يسمى سابقا (اليمن السعيد) بلد غني بالثقافة والاثار التي جذبت عبر التاريخ العديد من الرحالة المستشرقين فرنسين وبريطانيين، الان هذه الحضارة يتم تدميرها عبر البربرية السعودية وسط صمت عالمي مطبق، وهذا الصمت العالمي والغربي بحد ذاته جريمة ضد الانسانية.

 

(موقع العهد - نضال حمادة)

آخر الأخبار