هل يتوجب على الأمم المتحدة تغيير المبعوث الدولي الى اليمن؟

أسبوع كامل من المفاوضات لوقف العدوان السعودي على اليمن، كانت كافية لتكشف لكل الصحافيين والمراقبين الذين تابعوا سير هذه المحادثات في جنيف، انحياز المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد إلى وفد مؤتمر الرياض، وكيف جعل منه هذا الانحياز مبعوثا سعوديا في المفاوضات اكثر منه مبعوثا امميا الى اليمن.

الجلسة الاخيرة التي شهدتها قاعة ميونيخ في فندق كراون بلازا بين وفد القوى اليمنية والمبعوث الاممي ولد الشيخ، اختصرت طبيعة العلاقة بين الطرفين وذلك خلال اسبوع التفاوض في جنيف، حيث لم يكن الكلام القاسي الذي وجهه أحد أعضاء الوفد الى المبعوث الاممي سوى غيض من فيض القهر والمرارة التي يشعر بها أبناء الشعب اليمني من العرب والمسلمين الذين يشاهدون الطائرات السعودية ومعها طائرات بعض الدول العربية تقصف مدنهم وتقتل اطفالهم وتدمر ما بناه فقراء اليمن من تعب العمر، فاسماعيل ولد الشيخ احمد بانحيازه الى السعودية اصاب اليمنيين بمرارتين الاولى انه عربي يتآمر على قصف بلد عربي والثانية ان الدور الذي أنيط له فضفاض عليه طالما انه لا ينتمي الى منظومة الدول التي تحترم نفسها ودبلوماسييها العاملين في المحافل الدولية.

تبعية المبعوث الأممي

ليس ولد الشيخ احمد المبعوث الامثل والافضل لليمن رغم ان غالبية اليمنيين كانت تأمل خيرًا من وجود عربي مسلم مبعوثا دوليا الى بلادهم، يشعر بمعاناتهم ويساعد في وقف الظلم اللاحق بهم من جار عربي مسلم، فالمبعوث الاممي ينتمي الى منظومة الدول المؤيدة والداعمة للعدوان وهو ما يجعل من تعيينه في منصب المبعوث الاممي دون جدوى، فالرجل كان في مواقفه ساعي بريد سعودي يحمل شروطا وعند رفضها يأتي في اليوم التالي بشروط أخرى دون ممارسة دوره كمبعوث دولي يجب ان يعمل لوقف المعاناة التي يعيشها ملايين اليمنيين، فهو لم يتكلم الا قليلا عن مئات الضحايا من ابناء اليمن الذي قتلتهم الطائرات السعودية في منازلهم وفي الاسواق، وبلغ من عدم المسؤولية انه في البيان الذي القاه على الصحافة قبل يومين من انتهاء المؤتمر خاطب الشعب اليمني باللغة الانكليزية ما استدعى تدخلا من أحد الصحافيين المرافقين لوفد القوى اليمنية طلب فيه من ولد الشيخ احمد ترجمة بيانه الى اللغة العربية التي يفهمها غالبية الشعب اليمني دون غيرها.

ويمكن تعداد نقاط انحياز ولد الشيخ احمد ومحاباته للسعودية كما يلي:

1- خاطب وفد مؤتمر الرياض بصفة الوفد الرسمي، وهذا انحياز كبير لمبعوث عليه لعب دور الوسيط

2- لم يتوقف عن اطلاق لقب الحكومة على وفد الرياض

3- لم يتحدث عن وقف إطلاق النار الا ضمن شروط السعودية

4- لم يشر في اي من بياناته إلى المعاناة الانسانية التي يعيشها اليمنيون جراء العداون السعودي

5- تجاهل واقع الميدان في اليمن وتعامل مع الوضع وكأن عبد ربه هادي ومنصور وجماعته ما زالوا متواجدين في صنعاء

6- نادى بالقرار الدولي والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وعندما قيل له ان كل ما يذكره يتحدث عن انتخابات نيابية وان مخرجات الحوار الوطني تحدثت عن فترة رئاسية لعبد ربه هادي منصور مدتها سنتين وقد انتهت المدة تجاهل الامر

7- ربط الهدنة الانسانية بالانسحاب وعندما قيل له من يملأ الفراغ بعد الانسحاب خصوصا مع وجود قوي لتنظيم القاعدة لم يعط جوابا واستمر في موقفه

 

من هنا فإن مهمة المبعوث الاممي الى اليمن توجب عليه ان يكون حياديا في مواقفه وأن يضع  نصب عينيه وقف  آلة القتل والدمار السعودية، وإلا يتوجب عليه تقديم استقالته ممهورة بنصيحة وتوصية الى الامم المتحدة  مفادها أن قوة المبعوث  الدولي الى اليمن تأتي من قوة الدولة التي ينتمي اليها وتأتي من حيادية هذه الدولة فالاولى ان يتم تعيين مبعوث دولي  ينتمي إلى بلد لا يشارك في العدوان السعودي على اليمن  وهذا أضعف الايمان .. 

كان الله بعون فقراء اليمن..

 

(نضال حمادة / موقع العهد)

آخر الأخبار