اليمن: وساطة روسية ـ عُمانية لحل الأزمة

بعد فشل مؤتمر جنيف الخاص بالأزمة اليمنية في التوصل إلى هدنة إنسانية أو حتى إطلاق مسار تفاوض يمكن البناء عليه، تستمر الوساطة العُمانية التي تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنيين بهدف التوصل إلى حلّ سياسي، تقابلها جهود روسية على المستوى ذاته للتوصل إلى تسوية تمهيداً للحل.

بعد مغادرته جنيف، انقسم وفد صنعاء الذي يضم المكونات السياسية اليمنية، فذهب أعضاء حزب «المؤتمر الشعبي العام» إلى العاصمة موسكو تلبية لدعوة وزارة الخارجية الروسية، فيما وصل وفد «أنصار الله» إلى العاصمة العُمانية مسقط لاستكمال المفاوضات التي كانت قد بدأت الشهر الماضي.

والتقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف سفير سلطنة عمان في موسكو يوسف الزدجالي، وجرى «خلال المباحثات تبادل الآراء بشأن الوضع في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج مع التركيز على الوضع في اليمن». وأكد الجانبان «ضرورة تسوية الأزمة اليمنية سياسياً في أسرع ما يمكن من خلال إقامة حوار وطني شامل وبناء»، وفقاً لبيان وزارة الخارجية الروسية.

وفي سياق متصل، أفاد «المؤتمر الشعبي العام» بأنَّ وفداً من طرف الحزب، الذي شارك في مؤتمر جنيف، يقوم بزيارة تستغرق عدة أيام إلى موسكو، وذلك تلبية لدعوة من وزارة الخارجية الروسية. ويضم الوفد الأمين العام للحزب عارف عوض الزوكا والأمين العام المساعد للقطاع التنظيمي ياسر العواضي ووزير الخارجية الأسبق أبو بكر القربي.

في المقابل، عاد وفد «أنصار الله» الذي شارك في مؤتمر جنيف، مساء أمس الأول، إلى العاصمة العُمانية مسقط، حيث التقى وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي «لبحث أسباب فشل مفاوضات جنيف، وسبل إيقاف نزيف الدم اليمني»، بحسب ما أفاد مصدر يمني رفيع المستوى. ويتكوَّن الوفد من ممثلين اثنين عن «أنصار الله» هما عضو المجلس السياسي للجماعة حمزة الحوثي ومهدي المشاط، مدير مكتب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

المصدر نفسه قال إنَّ سلطنة عُمان تقود مفاوضات سرية بين «أنصار الله» وقيادات جنوبية يمنية، تقضي بانسحاب الجيش و «اللجان الشعبية» التابعة للجماعة من محافظة عدن، وتسليمها إلى قوى جنوبية غير موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.

يأتي هذا في الوقت الذي تتحدث فيه مواقع إعلامية مقربة من الحكومة اليمنية المقيمة في الرياض عن أّنَّ «قوَّات مدرَّبة تابعة للشرعية، ستصل خلال اليومين المقبلين إلى عدن من أجل تأمينها، وأن المحافظة ستكون آمنة بحلول عيد الفطر المبارك»، بحسب مصدر رئاسي.

وتعليقاً على مؤتمر جنيف الذي أنهى أعماله يوم الجمعة الماضي، أسف مجلس الوزراء السعودي، برئاسة الملك سلمان، «لانتهاء مشاورات جنيف بشأن اليمن، من دون التوصل إلى اتفاق»، مؤكداً «رفضه الشديد لأيّ تدخل خارجي في شؤون اليمن، دون طلب من حكومته الشرعية».

وأبدى المجلس تقديره «لجهود الأمم المتحدة في سبيل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2216، ومساعي الدول المشاركة لإنجاح جهود الأمم المتحدة، والتعاون الإيجابي الذي أبدته الحكومة الشرعية للبلاد مع جهود رفع المعاناة عن الشعب اليمني».

ميدانياً، قصفت مقاتلات «التحالف» الذي تقوده السعودية قلعة صيرة في عدن، والتي تعود إلى الحقبة العثمانية، وتعد أحد أهم رموز المدينة.

إلى ذلك، قالت «منظمة الصحة العالمية» إنَّه تمّ الإبلاغ عن أكثر من ثلاثة آلاف إصابة بحمى الضنك في اليمن منذ آذار الماضي، مؤكدة أنَّ عدد الإصابات الفعلية قد يكون أكثر من ذلك بكثير.

وشلت الغارات الجوية البنية التحتية للخدمات الطبية الضعيفة أصلاً في اليمن، كما أسهم نقص المياه والنظافة في تدهور الوضع، بحسب ما صرح المتحدث باسم المنظمة كريستيان لينديمر. وأضاف أنَّ «بعض المنظمات الأهلية تبلغ عن أكثر من ستة آلاف حالة، وهذا هو ضعف الحالات المبلغ عنها رسمياً».

(السفير)

آخر الأخبار