رابطة علماء اليمن تدعو الشعب اليمني لمزيد من الصبر والصمود

أصدرت رابطة علماء اليمن بيانًا بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، دعت فيه الشعب اليمني العظيم إلى مزيد من الصبر والصمود في شهر الصبر تجاه العدوان السعودي الأمريكي الذي ناهز الثمانين يوماً متجاوزًا كل المحرمات ومستبيحا كل الحرمات.
وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين القائل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحبه الأخيار المنتجبين، وبعد:
تهنئ رابطة علماء اليمن الشعب اليمني العظيم وكافة أبناء أمتنا العربية والإسلامية بحلول شهر الله شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركة شهر الرحمة والمغفرة والمواساة والعتق من النار شهر الصيام والجهاد والقرآن شهر النصر والفتح والإيمان والفرقان بين الحق والباطل .
وإذ يستقبل شعبنا اليمني وشعوب أمتنا العربية والإسلامية هذا الشهر المبارك في ظل ظروف قاسية وخطر وجودي ومصيري يتهدد مستقبلهم يتوجب على الجميع تحمل المسؤولية والتكاتف والتوحد والتعاون والوعي والبصيرة أمام المؤامرات الخطيرة التي تستهدف الإسلام والمسلمين
وبهذه المناسبة تدعو الشعب اليمني العظيم إلى مزيد من الصبر والصمود في شهر الصبر تجاه العدوان السعودي الأمريكي الذي ناهز الثمانين يوماً منتهكاً الحرمات والمبادئ ومنسلخا من أبسط تعاليم الإسلام وقيم الإنسانية. ومتجاوزا كل المحرمات ومستبيحا كل الحرمات
وتؤكد أن مواجهة هذا العدوان الهمجي الظالم والتصدي لآثاره المدمرة تعتبر واجبا دينيا وفرض عين على كل مسلم ومسؤولية وطنية و توجه النداء إلى أبناء الشعب اليمني -الذي يعاني من هذا العدوان الغاشم والحصار الظالم -إلى التراحم والترابط والتكافل ومواساة الفقراء والمساكين والمحتاجين والأيتام في شهر البذل والعطاء وقضاء حوائج الناس وبالخصوص النازحين والجرحى وأسر الشهداء.
كما تذكر التجار والميسورين بما عليهم من حق وواجب للفقراء والمساكين والمعدمين والسائلين والمحرومين والمشردين من أبناء شعبهم بسبب العدوان قال تعالى (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26).المعارج. منبهة لهم من مغبة البخل وخطورة الشح وعدم الإنفاق في سبيل الله واحتكار أقوات الناس والتلاعب بالأسعار قال تعالى(وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) التوبة.
كما تثمن عاليا الدور البطولي والتاريخي لأبناء الشعب اليمني وجيشه الباسل ولجانه الشعبية في مواجهة البغاة المعتدين من قرن الشيطان وأوليائه داعية إلى مزيد من الثقة بالله و بنصره للمؤمنين فالله تعالى ولي المتقين وخير الناصرين وهو وحده موهن كيد المعتدين مهما كثرت وكبرت قوة الأعداء فذلك وعد إلهي لا يقبل الشك ولا الريب قال الله تعالى (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) وقال سبحانه: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) [الحج : 40] وقال تعالى:(إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19).الأنفال.
كما تجدد الرابطة دعوتها كل قادر على حمل السلاح إلى الجهاد المقدس بالمال والنفس دفاعاً عن الوطن والكرامة والشعب والنفير إلى جبهات القتال وجبهات الصمود والتصدي بكل الوسائل للمعتدين البغاة استجابة لنداء القران الصريح في مواجهة العدوان والانتصار على البغاة في قوله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ * وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة : 194 ، 195] وفي قوله سبحانه: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) [الشورى : 39]
وتدعوا إلى التنبه والحذر من المرجفين والمثبطين والمنافقين وكل مؤيدي العدوان الذين يشاركون فيه برضاهم به وتأييدهم له وإرجافهم في الجبهة الداخلية وتشفيهم بقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والصغار والكبار في المساجد والمعسكرات والطرقات وهو عين المشاركة للعدوان الخارجي في كل جرائمه الوحشية والبشعة التي يندى لها جبين الإنسانية.
وفي الختام تهيب الرابطة بكافة أبناء الأمة العربية والإسلامية إلى القيام بالمسؤولية الدينية والإنسانية ورفع الصوت والتحرك الجاد والشجاع ورفض ما يتعرض له إخوانهم في اليمن وسوريا والبحرين والعراق وليبيا وغيرها من مؤامرات وحروب وفتن هدفها الأول حرف الأنظار عن قضية فلسطين القضية الأولى والمركزية والأساسية للأمة العربية والإسلامية التي تعتبر القضية الفاصلة بين الحق والباطل في هذا العصر فكل من يقف في صف الكيان الإسرائيلي المحتل ويتحالف مع أمريكا ضد أبناء أمته هو عميل وخائن لدينه وأمته.
وفق الله الجميع إلى ما يحب ويرضى ورد كيد الكائدين والمتآمرين في نحورهم وجعل هذا الشهر الكريم شهر النصر والظفر على أعداء الأمة العربية والإسلامية.
كما نسأله تعالى أن يعين الجميع على صيام وقيام هذا الشهر العظيم وأن تشملهم الرحمة والمغفرة والرضوان والعتق من النار إنه قريب مجيب الدعاء.

آخر الأخبار