تفاؤل روسي بنجاح المفاوضات... ووفد عسكري في الكويت لتثبيت التهدئة

بالرغم من الغموض الذي لا يزال يخيّم على أجندة المفاوضات اليمنية المقبلة، برز تعويل روسي أميركي على نجاح الجولة المقبلة في الكويت، حيث تعمل لجنة عسكرية على تثبيت التهدئة التي يفترض أن تشمل الجبهات كلها بعد ثلاثة أيام

مع اقتراب موعد تطبيق التهدئة الشاملة في العاشر من الشهر الحالي، ثم الانتقال إلى طاولة المفاوضات في الكويت، تزداد التساؤلات بشأن طبيعة هذه المفاوضات وشكل الوفود المشاركة، ولا سيما مع الانقسام في صفوف الطرف الموالي للرياض، إلى جانب البنود التي سيجري بحثها.

وعلمت «الأخبار» أن وفداً من العسكريين الذين يمثلون الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» في «لجنة التهدئة ووقف إطلاق النار» المشرفة على التهدئة الحدودية بين طرفي الحرب، غادر صنعاء قبل يومين إلى العاصمة العمانية مسقط، ثم إلى الكويت حيث يجري التحضير لخطوات تثبيت التهدئة والإشراف على وقف شامل لإطلاق النار.
وفيما تبدو الأجواء «إيجابية» ولا سيما بعد الإعلان الأخير لـ«أنصار الله» عن الاتفاق على وقف الأعمال العسكرية من دون تحديد موعد واضح، وبالتزامن مع تصريحات روسية وأميركية متفائلة باقتراب الحلّ ووقف الحرب، لا تزال صيغة المحادثات المقبلة غير معروفة، برغم الأنباء عن وصول الوفد الذي يمثل فريق الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي إلى الكويت. وأُثيرت تساؤلات حول شكل التفاوض، في ظلّ انقسام الفريق الموالي للتحالف السعودي، بين هادي وبين رئيس الحكومة السابق خالد بحاح.
وقالت مصادر مطلعة إن قوى يمنية تكثّف الضغوط على المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ لتوضيح أجندة مفاوضات الكويت وصيغتها والأرضية التي سيجري التشاور عليها، تفادياً لتكرار فشل الجولات السابقة.
وعززت تصريحات يمنية ودولية أمس من أجواء التفاؤل بجدّية السعي إلى التهدئة الشاملة في وقت قريب. وأكد الرئيس اليمني المستقيل، عبد ربه منصور هادي، أن «وفد الحكومة» ذاهب إلى مفاوضات الكويت «من أجل صنع السلام الدائم». وخلال لقائه بمساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى آن باترسون، وسفير الولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن ماثيو تولر، شدد هادي على تطلعه إلى «تحقيق السلام وإيقاف الحرب والدمار حقناً للدماء اليمنية». وأشاد هادي بـ«جهود واشنطن والمجتمع الدولي لدعم السلام وتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة من خلال جهودهم ومواقفهم الداعمة لليمن وشرعيته الدستورية». من جهتها، قالت باترسون إن «الأنظار متجهة إلى الكويت لصنع السلام الذي يضع حدّاً للمعاناة ونزف الدماء اليمنية وعودة الحياة ومؤسسات الدولة الشرعية».

أما موسكو، فقد أكدت التعويل على نجاح مفاوضات الكويت. وعقد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، مشاورات مع مسؤولين كويتيين أول من أمس، قال على إثرها إن هناك فرصاً واقعية لإنجاح هذه المفاوضات. وأكد بوغدانوف أن «اختيار الكويت لاستضافة الجولة الجديدة من الحوار اليمني ــ اليمني يدلّ على الثقة التي يوليها الشعب اليمني للكويت».
وكان المبعوث الدولي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ قد أكد من بروكسل أول من أمس أن المحادثات في الكويت تهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب.
وشدد ولد الشيخ في مؤتمر صحافي عقده مع المسؤولة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فريدريكا موغريني على ضرورة ضمان وقف إطلاق النار ووصول المساعدات إلى مختلف المحافظات. من جهتها، أكدت موغريني أن الحل السلمي في اليمن يصب في مصلحة منطقة الشرق الأوسط بكاملها، داعيةً جميع الأطراف السياسية في اليمن إلى الالتزام بالحوار وبفتح صفحة جديدة. وجددت دعم الاتحاد الأوروبي لوقف إطلاق النار والحوار، مشيرةً إلى عزمه على تقديم مساعدات إنسانية لدعم الحل السياسي في اليمن.
من جهةٍ أخرى، لا تزال تداعيات قرارات هادي الأخيرة تتفاعل، ولا سيما في جنوب البلاد، حيث يرى جنوبيون أن القرارات تستهدفهم بالدرجة الأولى، ولا سيما تعيين علي محسن الأحمر نائباً لهادي بدلاً من بحاح. وفي السياق نفسه، أصدر محافظ لحج، ناصر الخبجي، قرارات بتعيين مديرين عامين جدد لمديريات من شخصيات تابعة لـ«الحراك الجنوبي»، من دون الرجوع إلى هادي. كذلك، ترددت أنباء حول تهديد مدير أمن عدن، شلال شائع، بعدم السماح بعودة هادي إلى عدن.
وفي مقابل الأجواء السياسية الإيجابية، لا يزال الميدان مشتعلاً وإن بوتيرة تتسم بتسارع الأحداث، ما يوحي بنية الحسم قريباً ولا سيما في المواقع الاستراتيجية، مثل تعز والجوف. وفيما تسود تهدئة حدودية بين الطرفين، وأكدت «أنصار الله» أول من أمس استمرارها، أعلن الدفاع المدني السعودي أن «إطلاق نار مصدره اليمن أسفر عن مقتل شخصين وجرح طفل»، وذلك عقب عمليات عسكرية متبادلة شهدتها منطقة الربوعة في عسير انتهت بفشل هجوم سعودي وسيطرة القوات اليمنية على مواقع جديدة.
ويوم أمس، سيطر «الجيش واللجان الشعبية» على موقع الشبكة المطلّ على باب المندب في تعز، ما أسفر عن مقتل عدد من المسلحين الموالين لـ«التحالف»، فيما شن طيران «التحالف» غرب مثلث الأحيوق في مديرية الوازعية. وفي شبوة، تصدى الجيش و«اللجان الشعبية» لهجوم المسلحين باتجاه مديرية عسيلان. وأطلق الجيش و«اللجان» صاروخاً باليستياً من نوع «قاهر 1» المطوّر محلياً على تجمعات المسلحين في معسكر الدفاع في منطقة آل شبوان في مأرب.
وكان الجيش و«اللجان» قد أفشلا هجوماً للمسلحين، أول من أمس، باتجاه منطقة العقبة شرقي مدينة الحزم في الجوف، ما أسفر عن مقتل العشرات في صفوف المسلحين.
إلى ذلك، تجددت الغارات الجوية ضد مواقع تابعة لتنظيم «القاعدة» في الجنوب، حيث شنت طائرة مجهولة على معسكر كتيبة الدفاع الجوي واللواء «27 ميكا» و«الكتيبة 41 دفاع ساحلي» في منطقة خلف في حضرموت، إلى حانب استهدافها مواقع للتنظيم المتطرف في منطقتي صبر والحوطة في لحج.
(الأخبار)

آخر الأخبار